شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حرية أوروبا استقطاب آسيا وإفريقيا (2)
ونعود مرة أخرى إلى توضيح الرأي عن هذا العنوان حرية أوروبا استقطاب آسيا وإفريقيا أو هو صورة أخرى استفاقة الشعوب الصناعية المصدرة من الأمن الخائف لتجد الفرص أكثر تصنع وتصنع وتصدر وكما قلنا لَم يعد الاستعمار لصنع الإمبراطوريات، فالاستعمار أخيراً هزم الإمبراطورية سواءً من كان حائزاً لها ومسيطراً بها كإنجلترا وفرنسا ومن إليهم من الذين أباحت الإمبراطوريتان لهم أن يستعمروا، أو هم الذين أرادوا أن يتسعوا في إمبراطورية تصنعها النازية أو يثبت بها ما صنعته الفاشية، لقد زال الاستعمار فإذا هو كحرية أوروبا الآن أعني زواله وسيلة لاستقطاب نفوذ الصداقة وبيع الواردات وشراء الصادرات وليست هذه المقدمة وفيها شيء من التكرار إلا لوضع التثبت والإثبات لهذه النظرية، فإمبراطورية الكرملن قد اتسع لها ما تريد ليس كما ذكرنا في شمال آسيا ولا في خطف الصين من الولايات المتحدة وإنما هو عطاء اليهود للاتحاد السوفيتي يمشي الهوينا في خطف الصداقة العربية فطغيان اليهود في فلسطين دعوة غير مباشرة إلى تمكين الاتحاد السوفياتي يرضى عنه العرب كقوة يرتاحون إليها كضرب من المقاومة لنفوذ الولايات المتحدة فاليهود في فلسطين يقتلون الفلسطينيين بأسلوب دكتاتوري كأنه النازية أو الفاشية الجديدتين فالكرملين يتعاطف مع العرب بإعلان الكلمات ينكرون على اليهود هذا الطغيان وهم في الوقت نفسه يوطدون نفوذهم بينما إمبراطورية البيت الأبيض التي فرحت بديمقراطية المجر والوضع الجديد في بولندا ما زالت عوناً لطغيان اليهود تحارب الطغيان في نيكارغوا وفي كوبا وحتى في الصين وتسالم وتعين الطغيان اليهودي على العرب وتلك فرصة اغتنمها الاتحاد السوفياتي، أما الصورة الأخرى فرضا العرب عن السوق المشتركة التي تنكر على اليهود ما يصنعون فقط أصبح غرب أوروبا يسير نحو صداقة العرب من مشاعر العرب ولا أحسبه من مشاعر الغرب الوجدانية وإنما هو حظه من بسط النفوذ لرواج الصادرات، والحظوة الكبرى اختطفها الرئيس فرانسوا ميتران حين أنكر بشدة طغيان اليهود بقتل فتيان الحجارة، إن فرنسا بهذا الموقف لا يمكن لمثلي ألا يعتقد بأنه من المشاعر الوجدانية، فالرئيس ميتران حين صرح بذلك كان صادقاً ومصادقاً لا مستغلاً وإن كان بعد هذا سيصبح ذلك صادقاً ومصادقاً لا مستغلاً وإن كان بعد هذا سيصبح كل ذلك توطيداً لنفوذ فرنسا وترويجاً لصناعتها، إن اليهود بدكتاتورية الكونغرس يعطلون سياسة الولايات المتحدة لينطلق نفوذ الكرملين لحظة بعد أخرى، فالكونغرس حارس الديمقراطية في الشعب الأمريكي هو فارض الدكتاتورية لصالح اليهود بل ولصالح الاتحاد السوفياتي، والاتحاد السوفياتي مرة أخرى لكي يجلب الأصدقاء لم يفرض بقاء الخبراء في مصر بعد حرب العبور بل رضي أن تخرجهم مصر ولم يعلن موقفه من السد العالي ولا من عطاء الخبرة وليس ذلك قبولاً بالهزيمة وإنما هو طُعم للآخرين من العرب يقولون لأنفسهم، إن الكرملن يسمح بالخبراء نستفيد منهم ويتسامح حين نخرجهم وتلك سياسة حصينة يكسب منها الاتحاد السوفياتي الصديق تلو الصديق فكثر من الذين لم يكن لديهم سفراء قد اسفر صنع الاتحاد السوفياتي على هؤلاء أن يكون للاتحاد السوفياتي سفراء لديه ويكون لهم سفراء ولدى الاتحاد السوفياتي وهذا أول الكسب وسيأتي وراءه كسب كبير لإمبراطورية الكرملن، حتى إن هذه الإمبراطورية قد اتسمت في وجه أصدقائها تبيح لهم ألا يقاطعوا الذين كانوا يقاطعون كل هذا إذا ما رأيناه من حنكة السياسة الروسية فإنه قبل كل شيء وبكل شيء منحة اليهود للاتحاد السوفياتي وامتناع الولايات المتحدة من أن تفعل شيئاً يحول من دون عطاء اليهود، لكن الشعب الأمريكي بدأ يرفع صوته ضد موقف اليهود فقد اعترف الشعب الأمريكي وحتى الإدارة الأمريكية بأن هناك حقًّا للعرب ومنظمة فلسطينية فصوت الشعب الأمريكي إن لم يكن اليوم فهو في غد سيجعل الكونغرس غير ما هو عليه الآن، فأوروبا الغربية وفرنسا بالذات حبل انقطع عن عون اليهود والشعب الأمريكي سيقطع هذا الحبل حين تكون المفاجأة بسلطان الاتحاد السوفياتي لا على شمال آسيا بل على شرقها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :531  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 1052 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج