شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عمر بهاء الأميري ))
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ عمر بهاء الأميري، فقال:
- بسم الله، خير الأسماء في الأرض والسماء، والصلاة والسلام على رسول الحق سيد الخلق.. كلمتي حروف قليلة تؤدي غرضاً لم أجد من إبراء الذمة إلا أن آخذ من وقتكم دقائق لأدائه.
- أولاً الثناء على صاحب الدعوة الشيخ عبد المقصود خوجه مكروراً، والدعاء له وللأستاذ ديدات ولجهاده المبرور دعاءاً موفوراً.
- وثانياً هناك إضافة تاريخية لا بد من الإِشارة إليها حول اعتراف أمريكا بإسرائيل بعد دقائق من قرار الأمم المتحدة.
- التاريخ يؤكد، ومحاضر الأمم المتحدة تثبت ذلك بأن روسيا أيضاً اعترفت بإسرائيل بعد اعتراف أمريكا بثلاث دقائق فقط وهناك فرق بين الاعترافين.. أمريكا اعترفت بقوة الأمر الواقع، وأما روسيا (الاتحاد السوفيتي) فاعترفت بقوة القانون. وفي الأعراف الدبلوماسية والسياسية أن الاعتراف بقوة الواقع يمكن أن ينقضه واقع، والاعتراف بقوة القانون لا يُنقض. فهذا حتى لا تلتبس علينا حقيقة هذه الدول الكبرى، فكلها نصير لأعدائنا ولا يمكننا أن نعتمد إلا على الله، ثم على إسلامنا وأنفسنا وقوانا.
- الملاحظة الثانية.. هناك حقيقة يجب أن تبلغ للناس كافةً، للمسلمين وغيرهم وهي: أن الدين عند الله واحد، ولا توجد هناك ديانات سماوية وإنما توجد رسالات سماوية، فالدين عند الله الإِسلام، وهذه حقيقة يجب أن تُجلى وتكون بينة عند أبنائنا وعند الناس. وهذا يعترف به الباحثون من رجال الغرب أنفسهم. فمثلاً (Sir Thomas Arnold) في كتابه "الدعوة إلى الإِسلام" يقول:
- "إن الدين الإِنساني العام هو الإِسلام، وكان يُبعث به كل نبي بشريعته حتى بعث محمد صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء والمرسلين خاتماً لهم وللناس كافة".
- الأمر الثالث.. ضُربنا وأصيب الإِسلام وأصيبت الإِنسانية بإصابته، منذ تفرق الشمل الجامع لهذه الأمة بالقضاء على الخلافة. ولا بد لنا لكي نستعيد أنفسنا لأنفسنا وللإنسانية من أن نستعيد لنا شكلاً جامعاً، بالطريقة والأسلوب الذي يُعين عليه العصر وتقلب الزمان، هذا أمر ينبغي أن يستقر في ألا يكون غائماً ولا عائماً ولا غائباً يجب أن يستقر في عقول العاملين للإِسلام، والعاملين لخير هذه الأمة العاملين لانبعاثها من سياسيين ودعاة.
- إن الأمة الإِسلامية فـي حـاجة اليوم لأن تنبعث فيها منظمة الأمة الإِسلامية، التي تعمل بشكل أو بآخر على سد الثغرات التي تحف بهذه الأمة وتجمع حكماء الإِسلام في أقطار العالم. تأخذ خلاصة تجاربهم وعلمهم، وتمحصها وتستخرج منها منهجاً سديداً للأمة، تأخذ تجارب الدول الأخرى تدرسها. فالحكمة ضالة المؤمن، أينما وجدها التقطها. تستعرض مما ألف عن الإِسلام مما يلبـي حاجات العصر وما لم يُؤلف، لكي تسد ثغرات تستوعب وتستنزف القوى لملء كل هذه الثغرات. هذا أمر ينبغي أن يتفاعل في ضمائر العاملين والمفكرين للإِسلام.
- الكلمة الأخيرة وقد كررتها في مناسبات عدة أن الإِنسانية تعيش اليوم أخطر معاركها، ألا وهي معركة تحول الخط الحضاري من السامرية المادية اليهودية، التي تسيطر على الحضارة المهيمنة اليوم بجناحيها الرأسمالي والشيوعي إلى الربانية، التي يمثلها الإِسلام وتمثلها حضارة الإِسلام.
- ولا بد لنا لكي نكون القائمين بحق الله في أعناقنا وبحق هذه المعركة أن نعيش معركتنا، وهي معركة استرجاع الذات الإِسلامية. فالذات الإِسلامية ضائعة، مائعة، مشتتة، مشردة.
- فلا بد لنا أن نسترجع ذاتنا الإِسلامية لكي نستطيع أن نقدم الإِسلام علاجاً للإِنسانية.
- أخطر ما يُحارب به الإِسلام في نظري هو محاربته في أجياله، تخدير الأجيال، إضاعتها، صرفها إلى معارك جانبية تبدد الطاقة.
- هذه معاني أردت أن لا تضيع هذه الفرصة الثمينة التي أتاحها لنا الأستاذ عبد المقصود خوجه، وأتاحها لنا الأستاذ ديدات، جزاه الله خيراً، وأثابه وأكثر أمثاله. فأردت أن أقدمها بين أيديكم معتذراً عن إقحام نفسي في مجال الكلام أمام علماء أجلاء. فعذراً ولكن ذلك رأيته من إبراء الذمة.. والسلام عليكـم ورحمة الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :511  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 79 من 133
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.