شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( فتح باب الحوار بين الحضور والمحتفى به ))
بدأ الأستاذ حسين نجار الحوار بسؤال، يطلب فيه من الأستاذ أحمد ديدات أن يتحدث عن تجربته في مقابلة الذين يحاربون الله إن لم يكن هناك حرج؟ فرد الشيخ أحمد ديدات قائلاً:
 
- إنني متخصص في الأديان المقارنة، وأنا أتعامل مع الناس من هذا المنطلق. وأما التقنية فلها أناس متخصصون ومهمتي هي الرد على المسيحيين الذين يقومون بنشر الدين المسيحي بين المسلمين، والذين يرسلون دعاتهم إلى أوطاننا الإِسلامية، ويقومون بتوزيع الكتب الداعية إلى المسيحية. لذلك فأنا أرى أن من واجبنا أن نقاوم هذا الزحف ونصده بنفس الأسلحة التي يستخدمها أعداؤنا نحاول جاهدين أن ننشر كتاب الله، وأن نقوم بنشر الدعوة الإِسلامية امتثالاً لقوله تعالى: تعالوا إلى كلمة سواء.
 
- المسيحيون يحاولون تضليل المسلمين الذين يقعون ضحية إدعاءاتهم الكاذبة المضللة بعدة أمور يفضلون بها سيدنا عيسى عليه السلام، أنه ولد من أب، وإن عيسى كلمة الله ألقاها إلى مريم، دون أن يشيروا إلى أن سيدنا محمداً هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنه أرسل إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً. هذا ما أحببت قوله وأنا على أتم الاستعداد للرد على أي استفسار أو سؤال. وشكراً.
- ثم وجه أحد الحاضرين سؤالاً للشيخ أحمد ديدات فقال: أعتقد أن هناك فرصة كبيرة في الولايات المتحدة لنشر الدين الإِسلامي، بحيث لا يقتصر على السود هناك، لكن يمكن دعوة البيض في الولايات المتحدة ومحاولة إقناعهم بدخول الإِسلام لأنهم في حيرة وبلبلة بالنسبة للدين المسيحي، فما مدى استطاعة الأستاذ احمد ديدات، في نشر الدين الإِسلامي هناك؟ وهل هناك وسيلة يمكن الوصول بها إلى أجهزة الإِعلام وخاصة التلفاز والمذياع والصحف، أي الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة؟.
- فأجاب المحتفى به قائلاً: إن محاولة نشر الدين الإِسلامي بين السود والبيض في الولايات المتحدة هو هدف نسعى إليه، ونبذل قصارى جهدنا في إقناعهم واعتناقهم الإِسلام، والسود هناك يتوقون إلى الإِسلام، وهناك مئات الألوف منهم قبلوا الإِسلام، واعتنقوه خاصةً وأن في الولايات المتحدة حوالي 25.000.000 من السود، وهذا بطبيعة الحال يسهل حل المشكلة، لكني أرى أنه يجب علينا أن نواصل القيام بالدعوة، لاسيما وأن الفرصة المتاحة في الولايات المتحدة موجودة.
- وإذا علمنا أن المسلمين في الولايات المتحدة من الجاليات العربية والهندية والباكستانية يمثلون نسبة ضئيلة في المجتمع الأمريكي، الذي يبلغ تعداده 250.000.000 أمريكي. فما الذي تستطيع هذه الجاليات القيام به؟.
- قد يكون في استطاعتنا أن نعمل الشيء الكثير في سبيل نشر الدين الإِسلامي هناك عن طريق الإِعلام، لو أننا استطعنا شراء محطات تلفازية. لكن شراء مثل تلك المحطات يحتاج للملايين، وهل نستطيع إنفاق مثل هذه المبالغ في الدعوة؟.
- إن الفرد المسلم ولو كان صاحب مصرف في استطاعته أن يدعو لنا بالتوفيق في مهمتنا، ولكنه لا يستطيع أن يعطينا رصيده كله أو بعض رصيده لكي ننفقه في الدعوة. وقد يكون في استطاعة المسلم أن يتبرع بخمسة دولارات أو خمس روبيات لمساعدة الدعوة ولكن معظم المسلمين لا يملكون إلا أن يدعو لنا بإطالة العمر، وما إلى ذلك، إن الحديث حول هذا الموضوع شائك، ويستغرق وقتاً طويلاً، فاليهود والنصارى يقومون بعمليات نشر للكتب المختلفة لإِغراء المسلمين على قراءتها وتلاوتها.
- فهناك مجموعات تنشر في شهر مثلاً حوالي عشرة ملايين نشرة، بثلاث وخمسين لغة، في حين لا نستطيع أن ننشر مليوناً من مثل هذه النشرات. كما أن الكثير من الذين جاءوا إلى المملكة ومنطقة الخليج من غير المسلمين قاموا بكتابة أشياء سيئة عن المسلمين، وقاموا بوضع خطط لشن حرب صليبية جديدة. وقد بدأوا بعمليات نشر هذه الدعوة، مستهدفين العالم العربي كله. وقاموا بإرسال عدد من الرسائل إلى بعض الشخصيات الإِسلامية، كما أوضحوا في رسائلهم لأولئك الأشخاص في المملكة العربية وغيرها بالبريد الأماكن التي يمكنهم فيها الحصول على الإِنجيل باللغة العربية مجاناً، بمجرد ملء كوبون بسيط وإرساله بالبريد.
- وقد قام الأمريكيون بإرسال أكثر من 42.000 مبشر لنشر المسيحية في العالم، وهم يريدون دعوة الناس إلى التخلي عن الإِسلام، لقد نشروا أكثر من 60.000 كتاب ضد الإِسلام، وقاموا بترجمة التوراة والإِنجيل إلى 107 لغة أفريقية. وقرأت إحدى عشرة طبعة مختلفة من التوراة والإِنجيل باللغة العربية. وهم على استعداد لتوزيع التوراة مجاناً لكل من يطلبها.
- وقد قام الكثيرون منهم بأساليب ملتوية لخداع المسلمين بشتى الطرق، ورغم المخاطر المتوقعة من وراء ذلك، فإن بعض إخواننا المسلمين يحرصون على الاهتمام والاحتفاظ بهذه النشرات المؤلمة، التي تحمل في طياتها السم داخل بيوتهم فيفسدون بذلك عقيدتهم وعقيدة آبائهم، في حين كان الواجب علينا مقاطعة مثل هذه التصرفات، وعدم الاحتفاظ بمثل هذه الكتب داخل بيوتنا التي تحمل السموم. فالكتب التي تفسد عقيدة الشباب المسلم إنما هي أفاعي. فهل يرغب المسلم أن يعتني بأفعى في منزله لكي تقضي عليه وعلى أفراد أسرته؟.
- ومن أغرب ما سمعت أن رجلاً مسلماً تزوج امرأة مسيحية منذ ربع قرن وما زالت متمسكة بمسيحيتها، فكيف يجوز مثل ذلك؟ ألا يتصور أن تؤثر المرأة على أولادها فينحرفوا عن عقيدتهم الإِسلامية ويعتنقوا دين أمهم. وشكراً.
- ثم وجه أحد الحضور السؤال التالي: يعتقد المسيحيون أن مريم العذراء ذهبت إلى قبر المسيح بعد يومين من دفنه، فوجدته مفتوحاً وخالياً. وعندما أجهشت بالبكاء سمعت صوت المسيح يناديها ويقترب منها، فحاولت التعلق به، ولكن المسيح عليه السلام طلب منها عدم لمسه. وقد استخدم الشيخ ديدات هذه الصورة لرفض مسألة صلب المسيح، وأن عدم لمسه جاء لأنه كان روحاً، أو لأنه كان يعاني من الجراح نتيجة الصلب قبل يومين.
- نحن - المسلمين - نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى رفع المسيح. فما هو هدف الشيخ أحمد ديدات من التمسك بهذه الصورة المنافية للعقيدة الإِسلامية، والمخالفة لما جاء في كتاب الله العزيز؟ هل هي زلَّة لسان.. أم أنه أراد دحض ما يقوله المسيحيون بذكر ما يعتقدونه، ثم بيان فساد ذلك المعتقد؟ أرجو توضيح هذه النقطة.
يتولى الدكتور عبد الله الذي يقوم بترجمة إجابات الشيخ أحمد ديدات من الإِنجليزية إلى العربية الإِجابة على هذا السؤال فيقول:
- إن الشيخ أحمد ديدات ناقش الدكتور كالارك الأمريكي الجنسية، وكان يحاول في نقاشه دحض الفكرة الراسخة في أذهان المسيحيين، بأن عيسى عليه السلام قد صلب ودفن ثم بعث. فهو يقول: إنه لم يصلب ولم يبعث لأنه ما زال حياً وقد رفعه الله إليه، بدليل ما يعتقدونه بأنفسهم فضلاً عن اعتقادنا معشر المسلمين.
- فالدليل على حياته أنهم وجدوه حياً في قبره بعد يومين من دفنه، وأن السيدة مريم لم تجد جثة في القبر. وهذا حجة عليهم بأنهم لم يدفنوه، وأنَّها عندما حاولت الإِمساك نهاها عن ذلك لأنه روح لا تستطيع أن تمسك بها. ومن هنا يتضح أن الشيخ كان يستخدم معتقدات المسيحيين في الرد عليهم، ودحض أفكارهم وتفنيدها.
- والشيخ أحمد ديدات يرى أن الحوار والنقاش مع المسيحيين يقتضي عدم الاكتفاء بالتمسك بمبادئنا والتمسك بمبادئهم، لأن مثل هذا النقاش يعتبر عقيماً غير مُجدٍ، ولا يحقق نتائج إيجابية. لذلك من الواجب أن يستخدم المحاور نفس معتقداتهم، ويحاول تفنيدها وبطلانها جزءاً جزءاً، حتى يظهر عقمها وخلوها من الحقيقة، ومن ثم يتبين بطلانها.
وسأل أحد الحاضرين المحتفى به عن سبب إقراره بأن القرآن محرف، في محاورته لأحد القسيسين عندما قال للقسيس إنَّ الإِنجيل محرف فرد عليه القسيس:
والقرآن محرف أيضاً. فأقر الشيخ أحمد ديدات بأن القرآن محرف، بدليل قيام سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بحرق جميع النسخ التي وجدت عند أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما لاختلاف التنقيط والحركات بها، لكن يبدو للسامع والمشاهد أن هذا التبرير والتعليل غير مقنع للإِقرار بأن القرآن محرف، وهو إقرار خطير يخالف العقيدة. فهل كان هذا نتيجة ضعف من الشيخ بعلوم القرآن وقرع الحجة بما هو أقوى منها، وكأني به هزم أمام ذلك القسيس؟ أم ترى أن المسؤول عن الترجمة لم يكن موفقاً في ترجمته لإِجابة الشيخ؟ أم يا ترى أن الذي قام بالدبلجة قد أساء التصرف فأخطأ في الربط؟ إنني أريد الوقوف على حقيقة الأمر، لكي تنجلي الحقيقة أمام الكثيرين أمثالي، الذين ما زالوا حائرين تأخذهم الشكوك مذاهب شتى، وتلعب بهم التفسيرات المتباينة.
- ويجيب الدكتور على لسان الشيخ أحمد ديدات بقوله: ليس هناك خطأ في النص العربـي، فهي ترجمة صادقة للنص الإِنكليزي، لقد أردت أن أقول إن عثمان عليه رضوان الله قام بإحراق النسخ الأخـرى من القرآن، وهي مختلفة خاصةً بالنسبة للتنقيط والفتح والضم وما إلى ذلك. وأن غير العرب لا يعرفون لهجة قريش في ذلك الوقت، واختلافات اللفظ يحمل معنى التحريف، لذلك كان يجب التخلص منها، فقام عثمان عليه رضوان الله بنسخ نسخة موحدة من مصحف حفصة عليها رضوان الله.
- ويعترض أحد الحاضرين على رأي الشيخ ديدات في تلك المسألة ويقول: كان يجب على الشيخ أحمد ديدات أن يقول لمحاوره القسيس المسيحي: إنَّ القرآن قد تكفل بحفظه، فقال جل شأنه في كتابه العزيز: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون بينما النصارى واليهود حرفوا الإِنجيل والتوراة لأنهم استحفظوا عليهما فلم يحفظوهما، ولا داعي للحديث عن النقط، وعن الشكل، وعن أن بعض العرب أو بعض القبائل لا تعرف مثلاً لهجة قريش. فالقرآن قد نزل بلهجات كثير من العرب. هذا ما أحببت أن أذكر به الشيخ أحمد ديدات من حيث الحرص على ألا تؤخذ مقالة الشيخ أحمد ديدات قضية مسلماً بها، ويقر بها من لم يأخذ من العلم والمعرفة، أو كان ضعيف العقيدة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(( مداخلة ))
وقبل أن يجيب المحتفى به على سؤال السائل تحدث الأستاذ حسين نجار فقال: إن الوقت وإن طال فهو ضيق. والفرصة التي أتيحت لنا هذه الليلة كان الهدف منها الالتقاء بالداعية العلامة والاستماع إلى شيء يسير من تجاربه، وإن كنا نعلم أن ما يحويه من التجارب لا يتسع له هذا اللقاء وهذه الأمسية لذلك فإننا لن نتمكن من توجيه جميع الأسئلة إلى فضيلة الشيخ لأن وقت تناول طعام العشاء قد أزف وسنستمع قبل تناوله إلى كلمة الأديب الشاعر الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :585  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 78 من 133
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج