شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صور من الكشكول!
والكشكول أجتر منه هذه الصور، ليس هو كشكول المتسولين حول الأضرحة، ولا هو كشكول الأباطرة والزعماء وبعيد أن يكون كشكول التلامذة، وإنما هو كشكولي الجديد، أشبه ما يكون بكشكول العلاّمة العامليّ يرحمه الله.
إن كشكولي يحوي مدخرات من الفكر ومن الذكريات، لا يمتلئ أبداً، فقد اتسع يلتهم أفكاراً جديدة يأخذها من الأخبار لتأخذه الأخبار، يستنطق الأحداث فأجد نفسي مشدوداً إلى هذه الحصيلة، أتخذ منها الوسيلة، أكتب عن الأيام.
فالخبر الطارئ هو عن ديمقراطية اليهود، مظهره في هذه النتيجة التي لم تكن متوقعة عند الذين خدعوا أنفسهم بأن حزب العمل هو مناط الأمل، فإذا كانت الديمقراطية تعني هذه الانتخابات الإسرائيلية يخوضها خمسة عشر حزباً ليكون المظهر ديمقراطياً في إباحة الحرية لهذه الأحزاب، بينما المخبر أن اليهود وإسرائيل بالذات ما كانت ولن تكون إلا حزباً واحداً إن أطلق عليها اسم الدولة فذلك عمل المغرضين، وإلا فهي عصابة يختلفون في المظهر وهم على وفاق في المخبر.
إن الحاخام اليهودي الذي يطلب طرد العرب من فلسطين لم يكن ذا رأي شاذ، يختلف به عن إسحاق شامير وشيمون بيريز كلهم على رأي هذا الكاهن ((كاهان)) هو يريد طرد العرب بجرة قلم، وأولئك يطردون العرب بالطغيان المتدرج سرمدياً.
والانتخابات كأسلوب ديمقراطي سلاح ذو حدين، أو هو وضع على صورتين، فهو في صالح الشعب الذي يدعي أنه ديمقراطي، وهو في الوقت نفسه وسيلة الطغيان على الشعوب الأخرى.
وأحسبني ألزم نفسي بطرح أمثلة فالزعامة الفلسطينية أعلنت خيبة أملها حين لم ينجح حزب العمل بالأكثرية التي تخوله أن يؤلف الوزارة، فخيبة الأمل هذه لم تكن إلا خيبة في التفكير، فأي أمل في هذا الحزب الذي رسّخ الطغيان ومارس التعذيب وتلاعب بكل القرارات؟
إن كتلة ليكود مظهر يتستر به حزب العمل، يغري الذين يأملون بأن نجاح حزب العمل سيرحم الفلسطينيين، أو عمل على ترحيل اليهود من احتلال لبنان.
والمثل الثاني، حينما كان العرب في صراع مع بريطانيا، وفي مصر بالذات، شاع الأمل لدى زعامة مصر بأن نجاح حزب العمال برئاسة رامزي ماكدونالد في أواسط العشرينيات يحقق الأمل في نجاح المفاوضات، وذهب سعد زغلول إلى لندن يحدوه هذا الأمل، فإذا حزب العمال هو حزب الأحرار هو حزب المحافظين، وعاد سعد ليقول كلمته حلوة في مرارتها ومرّة في حلاوتها: ((خسرنا المعاهدة وكسبنا صداقة الإنجليز)).
والآملون الآن في بقاء الرئيس ريغان في كرسي الرئاسة يسيرون على هذا الأمل، وحجتهم أن الرئيس ريغان في الفترة الثانية أقوى منه في الفترة الأولى، لعلّه يطور المبادرة أو يطوّع إسرائيل.
كل هذا من خداع الديمقراطية، لن يتأتى من ذلك إلا خيبة الأمل.
إن إسرائيل لن تطيع المفاوضات ولن ترضخ للسلام، ما دام الضوء الأحمر لا يزال في يد إمبراطورية الكرملين يمنع الحرب ضدها، وما دام الضوء الأخضر في يد إمبراطورية البيت الأبيض يمنحها كل فرص العدوان.
* * *
- ذو مرخ!
وتعوّدت أن أسمع برنامج ((من القائل)) يحبّره، يحرره، يتقنه، صديقنا أستاذنا عبد الله بن خميس، يذكّرني بما نسيت، أحفظ ما لم أكن حفظت، أطرب للشعر الشعبي، فأنا من الذين يفهمونه كبدوي تحضر.
وفي يوم الجمعة قبل الماضية قال أستاذنا يؤكد أن المكان المرخ ذو مَرَخ الذي ذكره الشاعر الحطيئة حين استعطف الفاروق عمر عبقري هذه الأمة.
ماذا تقولا لأفراخ بذي مَرخ
زُغْبُ الحواصل لا ماءُ ولا شَجَرُ
أكد أستاذنا ابن خميس أن في أرضنا مَرَخين، مرخ اليمامة ومرخ العالية وقال إن الحطيئة هو من مرخ اليمامة.
فالحطيئة العبسي هو من مرخ القصيم، فعبس كأختها ذبيان وأختها فزارة وكل اللفيف من غطفان، منازلهم شرق المدينة في عاليه نجد.
وأحسب أن الأستاذ ينيلني رضاه في هذا التذكير، وإلا فاليمامة والحناكية والمدينة وأبها كلها وطن ابن خميس وكلها وطني!.. بصحة الكيان الكبير، بل هي قبل ذلك ابتسامة كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة.
إن تُتهمي فتهامة وطني
أو تنجدي يكن الهوى نَجْدُ
- علوي الصافي:
- وفي ليلة مضت تلفن إليّ الابن الصديق الأستاذ علوي طه الصافي رئيس تحرير مجلة ((الفيصل)) فدهلز للتخطئة تأتي بعدُ يثني على الكلمة التي افتتحت بها العدد الأول من مجلة ((الدارة)) في سنتها العاشرة، كأنما أراد أن يتطرى بذلك، يحسبني لا أفرح بالتصويب، مع أني لم أفرح بالثناء ساعتها قدر فرحي بأن وجدت قارئاً في وزن علوي الصافي يقرأني، يقبل الصواب ويبصرني بالخطأ.
قال.. قرأت الصورة التي نثرتها في مقالك ((مع الأيام)) يوم الأحد الماضي، ولقد نسبت بيت الشعر الذي استملحته إلى الشريف الرضي بينما هو للمعرّي واستطرد يذكر سنده في القصة التي جرت بين إنسان وإنسانة في بغداد، فالإنسان إذ رأى الجميلة ترحم على عليّ بن الجهم، يُسمع الفتاة، فأجابته الفتاة تترحم على المعرّي، فالفتى أراد قول ابن الجهم..
عيون المها بين الرصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث أدرى ولا أدري
والفتاة عالية الثقافة أرادت قول المعرّي..
أيا دارها بالكرخ إن مزارها
قريبٌ ولكن دون ذلك أهوال
ذكر هذه القصة سنداً له، فشكرته على هذا التصويب مع أن الخطأ ليس من حافظتي، ولكنه من مخزون محفوظي، فقد سمعت هذا البيت من بعض أشياخنا في المدينة المنورة..
- صورة:
الديمقراطي ((جيرالدين فيرارو)) فقد اتهمته ((فيرارو)) بأنه لا يعبأ بالفقراء لأنه ليس مسيحياً.
فرد الرئيس ريغان عليها بكلمة بارعة مجنحة.. قال:
((أما اتهامي بأني غير مسيحي فإني سأدير خدي الأيسر)).
فما أبرع الجواب، استحضر به كلمة المسيح عليه السلام: ((إذا ضربك الروماني على الخد الأيمن فادر له خدك الأيسر)).
واعتذرت ((فيرارو)) ولكن كلمة ريغان طارت في الآفاق!
وأناديها - أعني الكلمة - تعالي.. أفلم يرد ريغان وصف ((فيرارو)) بأنها الرومانية التي صفعت الخد الأيمن وأنها الكاثوليكية المتعصبة؟ فالوخزة من ريغان تلبسها هذه الإيطالية رومانية فاتيكانية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :656  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 991 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج