شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مبادرة أم.. مناورة؟
بعد خطوة أو خطوتين من احتلال الاتحاد السوفياتي للأفغان، وإبان بوادر الوضع المتأزم في إيران، وما يذاع عن ما هو متوقع للخليج.. سواء عن مطامع الاتحاد السوفياتي، أو ما يذاع عن موقف دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة من العزم على توزيع القوة سريعة الانتشار للدفاع عن الخليج. فأمام هذا الواقع، أو هو من إيحاءاته.. دعا الاتحاد السوفياتي، وبلسان الرئيس بريجنيف وحين زيارته للهند، إلى عقد مؤتمر لمناقشة القضية الفلسطينية تحضره جميع الأطراف المعنية، ومن بينهم: منظمة التحرير!
فهل هذه الدعوة من الرئيس بريجنيف مبادرة تتعانق مع تصديق الواقع لها، أو تستجيب لها الأطراف المعنية، بما فيها منظمة التحرير.. بما فيه إسرائيل، أم هي مناورة كعامل مخدر تتصرف به العواطف، أو تتحول به منابر ((هايد بارك)) العالمية عما صنع الاتحاد السوفياتي في الأفغان؟!
فأغلب الظن أنها ليست مبادرة، فلا الواقع يؤيدها.. لأنها ليست في قوة مؤتمر جنيف الذي أزمن مرضه، إذا كانت به بقية من حياة، أو الذي أصبح في الهالكين.
ولعلّي أطرح سؤالاً أنتزعه من واقع الأطراف المعنية عرباً وإسرائيليين، وكذلك الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة.. مجمعون على أن يكون هذا المؤتمر؟!
أكاد أشك في أن هناك إجماعاً، بل إن اليقين يعطي المعلق أن يقول كلمة يحدد فيها أن هذا المؤتمر مناورة لا مبادرة فهو لن يعقد، وما استجابت له كل الأطراف. صمت مطبق من أقاليم صديقة للاتحاد السوفياتي، ومن منظمة التحرير، ومن إسرائيل والولايات المتحدة.
غير أن بعض هؤلاء الأطراف، وقد زار كل منهم موسكو، أذاعوا التحبيذ لعقد مثل هذا المؤتمر في بيان مشترك أذيع من موسكو، ولكن طرفاً آخر قد زار موسكو بعد هؤلاء ولم نسمع أنه شارك في تحبيذ هذه الدعوة لعقد المؤتمر.. ذلكم هو الرئيس الشاذلي بن جديد، فبعد أن أذيع ما وافق عليه المحبذون وتلاهم في الزيارة: الشاذلي ابن جديد، فلم يكن مع أولئك المحبذين.
فهل هذا الصمت من الأقاليم الصديقة للاتحاد السوفياتي ومنظمة التحرير.. وضع قد خطط له لجس النبض؟ فإذا ما كان هناك إجماع للترحيب به كانوا مع المرحبين، وإن لم يكن أصبحوا من غير المتورطين!
ولعلّ صمت الشاذلي بن جديد يحتمل أن يكون رفضاً منه، أو أن يكون إشارة لتحديد موقفه مع الذين لم يرحبوا به.. بينما هم في موقف واحد معه.
* * *
إن هذا المؤتمر مستحيل أن يعقد، فأول ما يتطلب له أن يتم التفاهم على من يكون حاضراً فيه، فلا إسرائيل ستحضره إذا ما حضرته منظمة التحرير، ولا منظمة التحرير ستحضره إذا ما حضرته إسرائيل.. بينما هذا المؤتمر هو لمناقشة الوضع بين إسرائيل والعرب عامة، وبين إسرائيل ومنظمة التحرير خاصة.. فأصبحت الدعوة لهذا المؤتمر غير ذات موضوع؛ لأن طرفي الخصام والحرب والنزاع لن يكونا على مائدة واحدة، وإنما الدعوة إليه هي استهلاك ليس محلياً في الاتحاد السوفياتي، وإنما هو ((حلولي)) في العالم العربي.. يتلقى هذه التصريحات، كأنما هي تعبير عن ردود الفعل منه، فالبعض حين قبلها.. قبل رد الفعل، والذين صمتوا أو الذين يرفضون تأخروا عن الفعل.. فالفعل مع هذا المؤتمر أو ضده ينبغي أن يكون إجماعياً إذا كان العرب أمة واحدة، وإذا كانت القضية قضية أمة واحدة!
* * *
- صور:
ناحوم جولدمان: من دهاقنة اليهود.. يلبس ثوب ((هرتزل)) و ((وايزمان)) وحتى ((ابن جوريون)) و((مناحيم بيجن)).. يدعو في هذه الأيام إلى إعطاء الفلسطينيين حقهم ويتبرع بأنه مستعد لمقابلة ياسر عرفات!
ذلك شأنه، ولكن.. ما هو رد الفعل أمام هذا الخبر من العرب؟!
إن بعض العرب أذاعه بأسلوب الترحيب، وبعضهم لم يحفل له.. شأنهم في كل أمر، لكني سيء الظن بكل تصريح يهودي، فأزعم صادقاً أن ((ناحوم جولدمان)) أراد أن يخفف الضغط عن مناحين بيغن لا أن يصبه عليه؛ لأنه كما يريد، يحاول صرف أصحاب القضية إلى أمل، مع أنه لا أمل يأتي عن طريق أي يهودي!
إنها عملية استرضاء يسترخي بها أعصاب المناوئين لمناحيم بيغن. أسلوب يهودي، ولا غير ذلك.
ومن ناحية أخرى.. أصر على أن لا أقول: الصهيونية، أو الصهاينة، وإنما أقول: اليهود، إن المادة الأولى في السياسة العربية، ومن قانونها غير المكتوب أنها لا تذكر كلمة اليهود تجنباً للاتهام، بأن ذلك تعصب ديني.. مع أنهم قد جندوا أكثرية من غير اليهود مع اليهود، فكل يهودي صهيوني، وليس كل صهيوني يهودياً، فجندوا هذه الأكثرية ضدهم، ولو قالوا: اليهود، لحصروا حربهم ضد من هم أقل من الصهيونية.
إن اليهود في الولايات المتحدة وفي دول أوروبا.. لا يبلغون الكثرة التي تبلغها الصهيونية، فعند بعض من يعتنقونها يزعمون أنها إيديولوجية، مع أنها عند أكثرهم عملية مستأجرة، فأكثر الصهيونيين مستأجرون لليهود. بتخدير العواطف، أو بدفع المال! قولوا: اليهود. فهم العدو التاريخي.. من فجر التاريخ، إلى دهر التاريخ.
* * *
- شاب تعلم في الولايات المتحدة يحب شعبه. له أصدقاء كثيرون. كان إذا انتقد أحدهم أمامه الولايات المتحدة أخذ يدافع عنها بحماسة شديدة!
ولكنه بالأمس، وحين قرأ تبرير الرئيس ريغان لضرب المفاعل الذري في بغداد، وحين سمع تصريح السيناتور إدوارد كيندي.. صرخ يقول:
- ليذهب العرب إلى الاتحاد السوفياتي، ما دام الأمر قد وصل إلى هذا الحد! وخسرت الموقف في أن أحاوره.. أرده إلى شيء من الصبر. فما استطعت! كيف أرده، وقد غضب لأمته؟!
كيف أرده، وهذا الطغيان مسلّط على أهله وأرضه ومسجده؟
سكتُّ، وما سكت هو فلا زال يعيش حماسته الغاضبة إلى الآن..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :647  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 989 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه - الجزء الثاني

[تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 2009]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج