| ومنتصب ترنو النواظر نحوه |
| وتصغي له الآذان فيما يحقق |
| تعالى به من حولــه وتعلقوا |
| به كعقاب الجو وهو يحلق |
| وتدفق كالشلال علماً وحكمة |
| وفصل خطاب بالبراهين مشرق |
| يعيد لنا عهد الأئمة حينما |
| يفيضون بالعلم الغزير ويغدق |
| نرحب بالشيخ الإِمام وإنه |
| لداعية الحق المبين الموفق |
| وأعجوبة في المسلمين تجمعوا |
| عليها جموعاً وهي تزهو وتخفق |
| حفظت أناجيل النبيين كلها |
| ونازلت من قد حرفوها ولفقوا |
| وذُدْتُ عن التوحيد فيها بما افترى |
| عليه ربائي وما قال بطرق |
| تطوف بلاد الله شرقاً ومغرباً |
| لترشد من قد خالفوا وتفرقوا |
| تجادل بالحسنى بشيراً ومنذراً |
| وقد كنت فيمــا قلـت بالحـق تنطـق |
| تذود عن التوحيـد فـي مثـل مــا أتى |
| به رحمة الله الإِمام المصدق |
| فقد كنتما صنوين أرسلتما معاً |
| من الهند كل بالهدى يتدفق |
| فأظهرتما الحق المبين وصنتم الأناجيل عما يفترى ويلفق |
| فقمتم مقام الحمـد والشكـر فـي الورى |
| منارين فيمن آمنوا ثم صدقوا |
| وحسبي أني قد ذكرتكما معاً |
| فأنت المثنى وهو بالسبق أسبق |
| ونحن على درب الهداية نقتفي |
| خطاكم على ما سرتما نتسابق |
| فسر أنت واستوح الحقيقة والهدى |
| من أم القرى تهدي وتعطي وتغدق |
| ودافع ونافح واحمل الراية التي |
| حملت إماماً صادقاً تتألق |
| يعز بك الإِسلام بين خصومه |
| ويُنصر فيمن حاربوه ونافقوا |
| وخذ من حرا النـور الـذي تهتـدي بـه |
| ينير لك الدرب الذي فيه تطرق |
| وجدة بعد أم القرى اليوم تحتفي |
| بديدات والبيت الحرام المعتق |
| تقر برؤياك العيون وتطرب |
| المسامع منا والقلوب تصفق |
| ومـا زالـت الـدار الـتي بـك أشرقت |
| كعادتها في حلبة السبق تسبق |
| تجمَّع من أفلاذ أكباد مكةٍ |
| وما حولها فيها النبوغ المحلق |
| وها أنت فيمن كرموا وتحلقوا |
| حواليك فيها وهي بالحب تعبق |
| كأن بها من دار ندوة مكة |
| شـذى بـك يـا ديدات يُهـوى ويُعشق |
| فبوركت يا رب البيان وحامل الرسالة بالقرآن في الناس تُورق |
| ولا زلت نبراساً ولا زلت مِشعلاً |
| ولا زلت شمساً بالهداية تشرق |