شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رأي المراقب الإمام الملك
ـ أيها الملك فهد بن عبد العزيز..
وأرسلت كلمتك إلى الدول المسلمة وغير المسلمة العربية وغير العربية، أذيعت موجهة إلى الحاج، موجهة إلى كل المسلمين والعرب متجهة إلى كل الناس ولقد كنت فيها الرائد (( لا يكذب أهله )) ، ولقد كنت فيها الإمام، فقيادتك للحج إمامة، فإن تواضعتم من قبل أن لا يطلق عليكم هذا اللقب فقد ارتفعت بكلمتك التي وجهتها إلى الحاج في ليلة الثلاثاء السادس من شهر ذي الحجة. تسبق بها الاحتفال يقام في البطحاء تكريماً لوفود الحجاج، ليكون هذا السبق فرصة يحيا بها الوقت ويتسرمد لها الزمن ليستوعبها كل سامع.
ـ أيها الملك الإمام..
لقد أرسلت الكلمة من فؤاد مؤمن شاعراً بالمسؤولية، فالإمامة قيادة عليها مسؤوليات كثيرة، ولقد كنت أنت الناهض بهذا كله، فبصرت المسلم والعربي بما هو له وما هو عليه وما مطلوب منه، كأنك قد جغرفت الحوادث، مؤرخاً لها، تضع ما ينتاب أمتك المسلمة وشعوبها العربية من أخطار لا أقول تهددها، وإنما أنت قلت قد هددتها بالفعل.
لقد كنت في هذه الكلمة بناء للثقة، هداماً للفرقة، محطماً للمذهبية والنزعات، فأنت في المسجد الحرام مشرق النور ومنبع الهداية لا بدع أن تكون الإمام الناصح، ولم يأت هذا منك من فراغ تريد أن تملأه تزيداً أو تزيناً، وإنما أنت قد وضعت تاريخ أسلافك حتى وصلت إلى تاريخ أبيك وإخوانك، فوصلت تاريخك بهم لتكون لهم كما كانوا لأمتك، ولتكون بهم كما كنت وكانوا بأمتك، ولتكون منهم كما كنت وكانوا المجاهدين في ترسيخ العقيدة وصنع الوحدة في الكيان الكبير ((المملكة العربية السعودية))، وحدة سميتُها من قبل الوحدة الأنموذج يوم أن تصديت في حواري مع سعيد فريحة في الكويت. هذه الوحدة الأنموذج صنعها أبوك بعون الله وصانها إخوانك، وكنت أنت الصُّوان لها عواناً لإخوانك وعملاً منك، فأنت تعرف ماذا فعلت في موقف صعب يوم كانت النار مشتعلة في اليمن، لقد كنت يقظاً عملت في صمت، فكم هي الأرزاء التي أطحت بها بعيداً يحف بها إخوانك حين كنت واسطة العقد، وليعذرني قارئ أن أزيد.
- أيها الملك..
لقد كانت كلمتك وثيقة تاريخية، برهاناً على تاريخ السلف من آبائك وأجدادك، جماعين صوّانين، ولا أتزيد إن قلت إنها الميثاق، وأحسبني داعية لأن تطبع آلاف النسخ منها ميثاقاً يوزع على الحجيج، ليحملوا هذا الميثاق إلى مساجدهم ومنابرهم في كل بلد جاءوا منه، تهوي أفئدتهم إلى وادٍ غير ذي زرع أنعم الله عليه بأن تجبي له الثمرات من كل شيء، وأنعم الله عليه بهذا الضرع ثروة من تراب أرضه، فإذا الوديان الممرغة والأرض السخية تحتضن واديها غير ذي زرع بكل الزرع وخير الضرع.
- أيها الملك..
عشت للتضامن وللحب تجمع أخواتك العرب في وحدة السلوك الخيّر، ليعرفوا أنك داعية خير لا تدّعي الإمبراطورية ولا فرض السلطان على أحد، إنما السلطان الذي تريد أن يفرض هو سلطان كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :590  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 981 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ترجمة حياة محمد حسن فقي

[السنوات الأولى: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج