شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تقصي الحقائق
ولا تكاد تمضي أيام، إلا ونسمع الأخبار تذاع علينا من الإعلام العالمي أو العربي لجنة أو وزيراً أو هيئة قد وصلت إلى الشرق الأدنى تتقصى الحقائق.. فالإعلام العالمي لم يكن إلا موزعاً جرعات التخدير على الأمة العربية. أما الإعلام اليهودي (إسرائيل) فيمد لسانه ساخراً.. لا يعنى بهذه اللجان.. كأن هذه اللجان تأتيه بالحل. تعطيه السلام.. وما أكثر لجان التقصي وزعماء التقصي.. كأنما الحقائق ما زالت خافية عليه.. مع أن كل ما يجري من طغيان اليهود.. وبسلاح العون من أصدقاء اليهود معلوم لدى كل إنسان في هذه الدنيا.. لكن وسائل الاستغلال لاستنزاف طاقات الأمة العربية تحترف هذا التخدير.. فهل وعد بلفور كان خافياً؟ وهل لجان التقصي الكثيرة من عهد لجنة منلر واللجان الأوروبية والأمريكية قد احتفظت بما تحقق لديها سراً لم يعلن على محترفي التقصي الذين يتلاحقون حيناً بعد حين؟!!
إن الحقائق واضحة.. ولكن هذا الوضوح قد أسبلوا عليه ستاراً من التخفية له.. كأنهم يقولون للعرب: أعذرونا فإن الحقائق لم تتضح لدينا.. فإن لم يكن هذا أسلوباً من أساليب الاستعمار على عهد لجنة منلر ولجنة بل فإنه الأسلوب الجديد لعملية الاستنزاف من الأمة العربية. فطغيان إسرائيل يستنزف.. والسلاح المعطل مستنزف والذين يترقبون الحل يتبرعون بالاستنزاف.. إن السلاح المعطل يعني موت القتال.. يعني إصابة الجندي العربي بمرض الخنادق.. فالسلاح المعطل مادة أكثر منه شراً تعطيل سلاح المقاتل.. أعني قتل وجدانه.. موت إيمانه.. فالأمة العربية التي ما زالت تفرح بلجان التقصي أصبحت الرجل المريض.. فلم يكن الإمبراطور العثماني هو الرجل المريض وإنما كانت الإمبراطورية. ولم يكن الرجل العربي وإنما هي الأمة العربية.. فهل أطرح اقتراحاً؟! نقف كموقف إسرائيل ، فهي ترفض أن تذاع الحقائق عما تفعل مما هو معلوم فينبغي علينا نحن أن نقول بأسلوب رقيق: كفى يا لجان التقصي.. فلم تعد هناك فائدة.. بل إن لجان التقصي ما هي إلا إعلان اعتراف بواقع ما تفعله إسرائيل!! كفى من هذا التدجيل.. فقد شبعنا من هؤلاء الدجاجلة..
فلنشبع أول ما نشبع من معانقة العربي من الخليج إلى المحيط، يعانق أخاه لا بأسلوب الغزل.. ولا بأسلوب التملق وإنما بأسلوب التعلق ولو إلى مرحلة ندافع فيها عن المصير.
إن الواقع في لبنان لا يؤثر على لبنان وحده ولا يقتصر تأثيره على من شرق السويس وإنما هو يؤثر على غرب السويس وعلى علاقة الغرب بقارة إفريقيا وشعوبها التي ناصرت الأمة العربية حين قطعت علاقاتها مع إسرائيل.. ولكن بعضها بدأ يتملص من ذلك. لا بعامل العقوق وإنما لأنه انتظر ماذا سيفعل العرب! حتى إذا وجدهم قد فعلوا الفرقة بينهم وعرضوا حملة السلاح إلى مرض الخنادق..
وخاطرة أخرى عن السلام بين العرب وإسرائيل.. العرب يريدونه والأفارقة والآسيويون يحبذونه.. وشعوب أوروبا الغربية ينتظرونه.. أما الذين يمتنعون عليه فليست هي إسرائيل وحدها.. وإنما هما الإمبراطوريتان: إمبراطورية الكرملين، وإمبراطورية البيت الأبيض، فالكرملين يبعده السلام عن مناطق النفوذ وعمن يلجأ إليه من الأصدقاء..
أما إمبراطورية البيت الأبيض فالسلام مع إسرائيل معناه نوع من الحرب ضدها لأنه يفقدها أن تزعم بأنها النصير لأصدقائها وهي تريد بقاء الوضع على ما هو عليه ليكون هذا الزعم عطاء لها بأنها النصير أو أنها المجير، مع أن النصر للعرب منها هو أن تكون صديقة لإسرائيل ، فهذا شأنها ولكن شأن العرب أن يرفضوا الصداقة المقنعة ليفرضوا الصداقة الحقة.. والولايات المتحدة قادرة وحدها على صنع السلام بين إسرائيل والعرب شرق السويس.. إنها حين صنعت السلام مع مصر رسخت قوة الحرب لإسرائيل وأضعفت هذه القوة للعرب..
إن العرب كل العرب قد أعطوا للولايات المتحدة الصداقة على طبق من فضة ولكنها أبت بسلطان اليهود إلا أن تطلي هذا الطبق الفضي بطبقة من النحاس بدأ يتراكم عليها الصدأ..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :649  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 980 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج