شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ذكرى اليوم الوطني
وتعودت أن أكتب عن ذكرى اليوم الوطني في أكثر من موضوع، وفي أكثر من وسيلة إعلام في الصحيفة، والمجلة، والإذاعة، والتلفاز، ولم يكن ذلك سرفاً يجهضني ولا ترفاً أتنفج به، وإنما هو الوطن.. المملكة العربية السعودية، فالقيم التي فيه، والقيمة التي هي له، ما أجلها، ما أكملها، أفليس هو مشرق الإسلام؟ وأليس هو المسجدين: المسجد الحرام والمسجد النبوي؟ وأليس هو حامل الهداية إلى الدنيا كلها؟ وناشر اللغة الشاعرة على ألسنة كل العرب. وفي كل إقليم؟ وأليس هو منبع الفقه؟ وكثير غير ذلك..
ولقد كان هذا الوطن، جزيرة العرب، حرماً وسياجاً، هو الموطن الأول: مسلماً على الذروة عربياً على السنام، فكيف لا يذكر توعية لبنيه، وتمجيداً لبانيه، فليست هذه الذكرى تبطراً، ولا تفاخراً، وإنما هي وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (الذاريات: 55).
وفي هذه المرة لن أكتب عن الرجال: أولهم الإمام السلطان الملك المجمع عبد العزيز بن عبد الرحمن، وليس آخرهم، إن شاء الله، الملك فهد بن عبد العزيز، لعلّي إن كتبت عن الرجل الأول: عبد العزيز، فسيكون ذلك في مكان آخر. على ورق آخر، أما ما أكتبه الآن فإنه التوضيح عن: كيف كنا قبل بناء الكيان الكبير: المملكة العربية السعودية؟ وكيف نحن الآن، في هذا الكيان الكبير؟
لقد كنا، قبل ألف عام وتزيد، طعاماً للفتن، إقطاعاً وإقطاعيين، نجد إن عاشت قبائلها في الصحراء، كانت تعيش الأمراض القاتلة، والجهل القاتل، والفرقة القاتلة، وعسير كانت مثل ذلك، والحجاز: إمارة في مكة وإمارة في المدينة، فلئن احترمت القبائل حرمة مكة فإنها ألجأت المدينة المنورة لأن تكون محاطة بسور المدينة الكبيرة كانت قرية، والقرية كانت نجعة، وكل هذا قلل الكثرة في جزيرة العرب: إما بالمرض، وإما بالموجات ترحل من جزيرتها إلى مصر، إلى شمال إفريقيا، كبني هلال وسليم ومن إليهما، وإما إلى السودان، كأسر ضاق عليها العيش، وكموجة بني رشيد، قل ساكنو الجزيرة، ولكنه كثر النسل العربي في مصر وإفريقيا والسودان، وحتى الشام، قد كثر فيها العرق العربي برحلة عنزة ((أروله)) ومن إليهم، فما رحلوا عقوقاً للأرض، وإنما ضيق العيش، ولكن هذه الموجات جلبت الوفاء لنفسها، والوفاء للأرض العربية التي رحلت إليها كالوفاء من نجد حين رحلت إلى العراق قبائل منها: منعت العراق ألا يستعجم، فهناك مثل يقول ((نجد ولود والعراق داية)) وهل استطاع علماء البصرة والكوفة أن يصنعوا قانون اللغة: نحواً وصرفاً وميزان شعر وقواميس لتكون هذه السعة وهذا الاتساع بسبب الضيق؟ فالمر كما قالوا ((الخير من الشر منبثق)) والحياة في التنقل والاتصال كانت، قبل هذا الكيان الكبير، كأننا في عصر الجاهلية الأولى والأمية لم تستطع الكتاتيب أن تمحوها، ولكن حين تم هذا الكيان الكبير، وتأسست المملكة العربية السعودية توالى الخير كل الخير مسرعاً: الأمن، هيبة السلطان، نشر التعليم، تعبيد الطرق، الجامعات السبع، الرخاء، تعمير القرية، سرعة المواصلات على السيارات والطائرات، وكفاءة التليفونات، كفاءة الموظف، وجود الوزير، تأسيس الوزارة، رغيد العيش، تفوق في المكانة اعتز به المكان، فتفوق الدولة والأمن هو الخدمة الكبرى للحرمين الشريفين..
أما ما تم مما ذكرناه فقد صدق به اللقب: يحمله الملك فهد، خادم الحرمين الشريفين، فكل هذا البناء الذي تم أعطى للخدمة معنى الشرف بها، فقد ألغى الملك فهد، تبعاً لمن سبقه وحرصاً على تأكيده: أعني لقب خادم الحرمين الشريفين، ألغى بجرة قلم اللقب الذي كان يحمله الملوك والسلاطين: سلطان البرين، خاقان البحرين، حامي الحرمين، لقب فخروا به، أما اللقب: خادم الحرمين الشريفين، فلقب مشرف، وما كان فيه التشريف إلا لأنه بكل ما بذل وما عمر، كان لقباً صادقاً.
إن هذا الكيان الكبير، إن لم أذكر شيئاً عن القيم والقيمة والمقام، فلأذكر شيئاً واحداً أختم به كلمتي: قبل أن يتم بناء هذا الكيان فإنَّا كنا في ضيعة التاريخ، ذلك ما قلته أكثر من ألف مرة: إن جزيرة العرب، التي أعز الله قبائلها بالإسلام، واعتز بهم الإسلام، وكانوا الفاتحين، صناع الحضارة الوسيط، قبل هذا ومن الساعة التي خرج فيها الإمام علي، كرم الله وجهه، من المدينة إلى الكوفة، كان الشتات وإهدار الاعتبار، فما جمع الشتات، وما ردَّ الاعتبار إلا عبد العزيز بن عبد الرحمن، تغمده الله برحمته، فلنحرص على هذا الاعتبار: قيادة من الشعب، لا فصام بينها وبين الشعب، وقاعدة من الشعب لا تنفصم عن القيادة وما تم للعرب أمر، إلا بدين واحد هو الإسلام وقيادة واحدة وشعب متحد..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :693  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 976 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج