شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ذكرى الهجرة
ومتعنا بالبركة، ذكرى تذكيراً وتوعية وتبصيراً، في هذه الأشهر الحرم فالذكر (لبيك اللَّهم لبيك، الله أكبر الله أكبر) ارتفعت به الأصوات في يوم الحج الأكبر.. وبينما الناس المسلمون وهم يتمتعون في خطوات يخطونها بين المسجدين جاء يوم ذكرى اليوم الوطني، ولم يكن عيداً مسلماً، ولا عيداً وطنياً، ولكنه مفخرة وطنية، حقق للإسلام أن توحد شعب الكيان الكبير المملكة العربية السعودية في ظل العقيدة الواحدة والقيادة الوحيدة والشعب الموحد.
ومضت ذكرى اليوم الوطني فإن الذكرى الثالثة بداية العام الهجري.. فما أحسن أن نذكر شيئاً عنها تذكيراً بالنصر، لتكون التوعية تبصيراً، وليكون التبصير تفكيراً نعرف فيه ومنه وبه وله، ما ينبغي لنا وما يجب علينا.
إن الهجرة لم تكن هجراً ولا فراراً، وإنما هي العمل لإظهار الحق، وإزهاق الباطل، فالذين تبوأوا الدار والإيمان من الأنصار استقبلوا رسول الله سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلم، بأنه البدر قد طلع عليهم وبأنه المطاع فيهم ولأنهم بهذا كله؛ اًصبحوا والأنصار أول النصر الأخوة بين المهاجرين والأنصار، وأول النصر أنهم يؤثرون ولو كان بهم خصاصة وأول النصر أن وجد المهاجر صداقة وصدقاً وإيواء حتى إذا شرع الجهاد تجسد فيه العمل حددته الهجرة.. فالنصر في بدر من عمل الهجرة والفتح المبين من عمل الهجرة.. حتى إذا فتحت مكة فتحاً مبيناً توقفت الهجرة لأن الوطن واحد.
سأل رسول الله صلَّى الله عليه وسلم السيد الصحابي سيدي صفوان بن أمية بن خلف، الذي كان من أكثر الجبارين على الإسلام ، سأله يوم جاء مهاجراً قال عليه الصلاة والسلام على من نزلت يا صفوان؟ قال صفوان: نزلت على العباس بن عبد المطلب، فقال النبي صلَّى الله عليه وسلم يأمره أن يعود إلى مكة لا هجرة بعد الفتح.
أحسبني، ولا أخطئ نفسي، أستنبط من هذا الحديث توقف الهجرة كما هو ظاهر، وحرص رسول الله على ألا يهاجر قرشي، ينزل ضيفاً على قرشي، فالضيافة للمهاجر كتبها الله على الأنصار كأنما أراد صلَّى الله عليه وسلم أن يؤكد قيمة التوقيف على ألاَّ تكون الهجرة لقرشي إلى المدينة إلا ليكون ضيفاً على أخيه الأنصاري..
والمدينة خصها الله بهجرة رسوله ومن سنة الكون أن يكون المهجر مكاناً يصلح للنصر، والمدينة المنورة كانت المكان: محصنة لا تغزى من جنوب ولا من شرق ولا من غرب، لأن الحرة كانت السور، لا تصلح ميدان كر وفر فما كانت الغزوتان أُحد والأحزاب إلا في شمالها المستقيم وشمالها الغربي..
لقد كانت الهجرة نصراً، نذكّر بها توعية وتذكيراً وتبصيراً والله من وراء القصد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :718  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 974 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج