شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
براعة استهلال.. روعة استقبال.. نعمة التوفيق
أيها الملك فهد بن عبد العزيز..
لا يسع المسلم من هؤلاء الركع السجود ومن هؤلاء الذين يؤدون فريضة الحج في عامهم هذا وفي كل عام سبق، وكل عام يستقبلونه، إلا وهم يرفعون أكف الضراعة، يسألون الله سبحانه وتعالى أن يديم عليك نعمة التوفيق، مؤيداً بنصر الله، تعتز بكلمة التوحيد، وبتوحيد الكلمة، ذلك أن التوفيق لك والنصر والعزة ما هو إلا جالب الصون لأمن الحجيج فإذا ما تمتع الحاج بأداء الفريضة آمناً مطمئناً كان هو لك داعياً، وبك منتصراً، وعليك، بعد الله، يعتمد، وذلك مرة أخرى، فإن الحجيج إذا ما تذكر كل واحد منهم حرمانه من الحج إذا لم يكن آمن، فإنه يشكر الله، بإعلان الشكر للذين آمنوا.
فمن عهد أبيك، الذي مَنَّ الله عليه بألا يكون واحداً من الذين هتكوا حركة المسجد الحرام، أو من الذين أسقطوا حرمة المسجد النبوي، من ذلك العهد، يوم استقبلته مكة آمناً فيها، آمنة به، رسخ الله على يديه دعائم الأمن. ففي كل عام يتجدد تنظيم للحج، ولا يشعر المسلم بوعثاء الطريق، ولا بانحراف الرفيق. فأنت يسرت الطريق، وأنت نعم الرفيق، أدام الله عليك نعمة التوفيق.
أيها الملك:
أرسلت كلمة مؤمنة، ليلة أن كرمت كل من حج، ممثلين في رجال طليعة منهم، فتواضعت أن تكون واعظاً، فارتفعت بهذا التواضع رائداً لم يكذب أهله، بسطت بالكلمة الراحمة أمام أسماعهم ما هم عليه، تبصرهم بما كان لهم ليبصروا ما هو مطلوب منهم، يتحقق به النصر، يزول به الضيم، حين تجتمع أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله على كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة.
إن براعة الاستهلال كانت بهذه الفاتحة تلاها قارئ القرآن، حتى إذا سمعوها فرحوا بها، برهان استقبال، لأنهم ضيوف الرحمن، فبراعة الاستهلال في هذه الآيات فيها روعة الاستقبال ليشعروا بأن نعمة التوفيق لهم تمامها بأن يكونوا الجمع الواحد، في كل أرض مسلمة، كما هم الجمع الواحد في المسجد الحرام، وفي عرفات ، فلا بد لي من أن أتمثل بهذه الآيات، فاتحة الحفل، أزيد بها كلمتي، حتى إذا قرأها حاج تذكر أنه لبى دعوة إبراهيم، خليل الله أبي الأنبياء، عليه وعلى خاتم الرسل، سيدنا محمد بن عبد الله، الصلاة والسلام..
أيها الملك..
في الكلمة الراحمة المؤمنة، تلفعت بالوقار، وارتفعت عن التزايد بالكلام، نصحت راجياً، وأرشدت آملاً. كنت فيها الرائد، كأنما قلت لهم: أنتم اليوم مؤاخذون، فالكثرة في العدد، والقلة في المدد، لا يأتي بهما نصر، فلقد مضى تاريخكم بالنصر العظيم، في بدر، والفتح المبين بعده الفتح الذي بلغ مشرق الشمس ومغرب الشمس. ولم يكن كل هذا النصر إلا بقلة العدد، وقوة المدد: جهاداً على عقيدة واحدة فأولكم قد فتح الدنيا كلها لإسلامكم في ثمانين عاماً، بينما الرومان لم يصلوا إلى هذا الفتح في ثمانمائة عام.. وكنتم بكل ذلك أرحم الفاتحين.
أيها الحاج المسلم..
أليس من النصح منك ولك أن تؤدي فريضة الحج، بالأمن منك، حيث متعت بالأمن لك؟ فالشكر للنعمة ألا تتخذ وسيلة للعصيان، والجدال. فقد عرف قادتكم وعلماؤكم كلمة أحد الصالحين، ألا وهي: الشكر (ألا تعصي الله بنعمه) فاتقوا الله في أنفسكم، فأول الإنصاف، وجالب النصر، هو أنفسكم، هو أن ننتصر على أنفسنا، كما جاءت هذه الكلمة في رسالة الملك فهد بن عبد العزيز، وجهها إليكم، يوم أن كرمكم في ليلة السابع من ذي الحجة، حيث على سنة التكريم لكم، سنها أبوه الإمام السلطان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، أيده الله، وما تخلف عنها الملوك بعده، فهم بنوه الحريصون على أن يثبتوا ثباتهم على كل سنة حسنة، وما أحسن أن تجتمعوا في صعيدين: صعيد المسجد الحرام، وصعيد عرفات، ولا أتجاوز إذ أقول أن بيت الملك في مكة المكرمة هو صعيد ثالث حين تجتمعون فيه. فأسأل الله أن يحفظ بنا الذكر، ويمنحنا النصر، ويجنبنا الشهوات والنزوات واتباع الحاقدين. والله ولي التوفيق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :687  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 972 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 1999]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج