شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حوار بين عباسي وأموي
صفحات التاريخ قصص مدوّنة، وكلمات مأثورة، وأحداث مشهورة، ومواقف مبتورة، فإذا ما أراد الكاتب أن يستنبط فقهاً من كل ذلك يعطي لخياله فرصة التحدث عن حوار، إن لم يقع ولم يدوّن، فإن التخيل والاستنباط ومعرفة الأحوال وما إلى ذلك، تجعله يرسل حواراً بين اثنين: أموي وعباسي. فإنهما وقد انتسبا إلى جد واحد (عبد مناف) وإلى جد أكبر هو قريش، فإنهما، أعني العباسي والأموي، أو أسترسل مع التعميم أكثر ليشمل الانتساب العلويين، فليكن الحوار بين هاشمي وعبشمي.
وحين استمر القتل في بني أميّة بسيف ابن عمهم عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد اللطيف بن هاشم، وحين أشاع القتل في بني أمية الخليفة السفاح، فر واحد منهم فلجأ إلى أحد العباسيين ممن لم يكن لهم حظ في السلطان، لجأ إليه فألجأه؛ لأنه قد دخل بيته، ولأن هذا العباسي لا حظ له في سلطان ينتقم. فقال العباسي للأموي: بسطتم سلطانكم علينا تسعين عاماً.. فرضتم علينا التخفي، نلجأ إلى الطائف أو ننزوي في المدينة، فلم يعجبكم ذلك، فنفيتمونا إلى (حران) حول الأردن.. فعلتم كل ذلك، فلا تجزعوا من الانتقام!
فأجاب الأموي: إن انتقامكم كان فظيعاً وسلطاننا لم يكن بهذه الفظاعة.. لقد تسلطنا في إمبراطورية كبيرة مدة التسعين عاماً، وهذا ما تنقمونه منا.. بينما ما كان سلطاننا إلا تحت سلطان الدين.. هذا الإسلام الذي أنعم الله به على هاشمي منكم، بعثه رسولاً، بشيراً ونذيراً، هو محمد بن عبد اله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.. قرابتنا منه من عبد مناف افتخرنا بها وأنتم الأقرب بالنسبة لعبد المطلب ينبغي أن يكون فخركم به أكبر.. لقد كان سلطاننا تحت سلطان الإسلام والقومية العربية، فلو عرفتم قيمة القرابة لرسول الله لكان فوزكم بها أكبر، ولكنكم رجعتم بها إلى مطالب دنياكم، فنحن وأنتم في الخطأ سواء!
فقال العباسي: تلك أيام خلت، فماذا أنت صانع الآن؟
قال أخرج من عندك بدوياً أعرابياً، أنتسب إلى باهلة فلا حاجة لي بنسب يقتلني!
فقال العباسي: صلة القربى قطعتم وقطعناها. فما أشد وقعها حين تقطع.. خذ هذا المال وابخ بنفسك، فلا نجاة لأموي من سيف العباسي.
فقال الأموي: والأدهى من ذلك أنه لا نجاة لعلوي من سيف العباسي.
ميسرة:
وتلفزت حديثاً عن أم المؤمنين السيدة خديجة فذكرت اسم غلامها ((ميسرة)) الذي رافق النبي سيدنا محمداً عليه الصلاة والسلام في رحلته إلى الشام في تجارة لخديجة ذكرت اسم ((ميسرة)) باسم ((مسروق)) ولم أنتبه لهذا الخطأ إلا حين سمعتها متلفزة ((ليلة الاثنين)). لقد أكربني هذا الخطأ من اختلاط الحافظة، وحين سمعت هذا الخطأ أسرعت إلى المرجع لأتبين ترجمة لـ ((ميسرة)) فنحن نعرف أنه غلام خديجة، وأنه قد حدثها بكل ما رأى من عجيب الكرامات والنعم على رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ولم نعرف غير ذلك حين عرفت هذا الجهل جرني إليه ذلك الخطأ، رجعت إلى الإصابة وأنا في عجلة من أمري لأعلن الخطأ وأكتب الصواب.. رجعت إلى الترجمة وضحكت.. عرفت من أين اختلطت حافظتي، فقد ترجم ابن حجر أول اسم لميسرة هو (ميسرة بن مسروق العبسي.. أحد أعيان الوفد على رسول الله صلَّى الله عليه وسلم من عبس. وله مواقف مشهورة. فقد حضر اليرموك وكان من الذين يصطفيهم خالد بن الوليد). لهذا فقد ترسب اسم ((مسروق)) مقروناً بـ ((ميسرة)) العبسي. وحين ذكرت اسم غلام خديجة برز اسم مسروق يخفي اسم ((ميسرة)) فالصحيح أن غلام خديجة اسمه ((ميسرة)) ، ولكن الإشكال هو أنه لم نعرف عن هذا الـ ((ميسرة)) وهو من أهل بيت خديجة وكلهم قد أسلم، فلماذا لا نعرف عن ((ميسرة)) هل أسلم أم لم يسلم؟ لم نعرف ذلك من قبل. ولكن الخطأ هداني إلى المعرفة، فقد جاء في الإصابة لابن حجر هذا النص، فيه أن ((ميسرة)) لم يدرك بعثة رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ((ميسرة غلام خديجة - ذكر في السيرة وكان رفيق النبي صلًّى الله عليه وسلم في تجارة خديجة قبل أن يتزوجها وحكى بعض أدلة نبوته.. وترجم له ابن عساكر، ولم أقف على رواية صريحة بأنه بقى إلى البعثة فكتبته على الاحتمال)) الإصابة الجزء 3 ص 449.
وعلى الله قصد السبيل
 
طباعة

تعليق

 القراءات :3522  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 971 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.