شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اسمها.. رابطة العالم الإسلامي
وكاتب الحرف الملتزم لا يجد نفسه إلا ملزماً لأن يكتب عن موضوع يوائم الموقف الذي ألزم به، أو يكتب عن موقف يناقض موقفه الذي ألزم به، والإلزام يعني الالتزام ليس بطابع التسخير بقوة قاهرة أو تعليمات صادرة، وإنما هو مع المسيرة نحو ما التزم به شعبه من مبادئ الدولة التي هو واحد من الجماعة لا يشذ عنها، والخضوع لرأي الجماعة قد نسميه الطاعة، وقد يسميه غيرنا إلزام الديمقراطية فليست الديمقراطية ، إلا الخضوع لرأي الأكثرية؛ لأن الأقلية - وإن كان لها رأي الأكثرية - فإن الديمقراطية تلزم برأي الأكثرية وتسقط رأي الأقلية.
وهذه المقدمة أكتبها تاريخاً لرابطة العالم الإسلامي وما تفرع عنها وهو المؤتمر الإسلامي، فقد نبغت نابغة هذه الأيام جرت إليها حوادث الأفغان، وهذه النابغة لا نسأل عنها لو لم تكن من مصر، فمصر في قرار لإحدى لجان الحزب الديمقراطي الاشتراكي، طلبت تأسيس الجامعة الإسلامية، فهل رابطة العالم الإسلامي لا تمثل الجامعة الإسلامية، مع أنه بالأمس - وحين كانت مصر تتولى أمانة المؤتمر الإسلامي المتفرع من الرابطة لم تقترح مثل هذا الاقتراح؛ لأنه في واقع الأمر كان في نظرها حينذاك، أن رابطة العالم الإسلامي تمثل الجامعة الإسلامية، وأن المؤتمر الإسلامي يمثل الحكومات الإسلامية في إطار الجامعة الإسلامية رابطة العالم الإسلامي التي يمثل رجال من كل الأمة المسلمة.
إن هذا الاقتراح قد واكبه تفريع ما كان أشد إعجابي به، ولو لم يكن في هذا الوقت بالذات ومن عجيب أن الوقت، كما قلنا من قبل، يضفي على الكلمة دقة الصواب لها، أو فشل الصواب منها، فالوقت يعطي دلالة الكلمة كل ما تعنيه أو يسلبها كل ما شغبت به.
وهذا التفريع قاله أستاذ يملك ناصية موضوعه فهو يرى أن المؤتمر الإسلامي يمثل الدول أو الحكومات، فلا بد من إنشاء الجامعة الإسلامية لتمثل الشعوب، رأي يعجب، لو لم تكن رابطة العالم الإسلامي موجودة، أفليست هي تمثل الآن الشعوب الإسلامية؟ فهذا الرأي لو طرح من قبل أن تؤسس الرابطة لكان توقيته يعطي الصواب له، ولكن غزو الأفغان ووجود رابطة العالم الإسلامي قد سلبه هذا الصواب، ولكن كيف تتغير المواقف التي تحتمها المبادئ بحوادث جانبية ومواقف عرضية؟ فإن مصر العظيمة في إسلامها وعروبتها كانت العضو الثالث المؤسس للمؤتمر الإسلامي، الملك سعود - أي المملكة العربية السعودية - غلام محمد أي دولة الباكستان، جمال عبد الناصر أي دولة مصر، وقد كان الأخ رئيس الحزب الوطني الديمقراطي الرئيس أنور السادات السكرتير للمؤتمر الإسلامي، وحين طرأت مواقف تخلت مصر عن هذه العضوية، لا خروجاً على المبادئ، فمصر المسلمة لا يمكنها الخروج على المبادئ، وإن جانبتها في ظرف معين لغرض معين، وقد طرأ عن هذا الخروج وضع البديل للمؤتمر الإسلامي، وهو تأسيس رابطة العالم الإسلامي؛ جامعة إسلامية مثلت فيها كل الشعوب المسلمة وحتى مصر بالذات، فقد كان أحد الأعضاء المؤسسين مفتي مصر السابق الشيخ حسنين مخلوف ، فهي لم تنكر عليه، فعلى عراقة جمال عبد الناصر في ذلك الوقت لم يتخذ ضد المفتي حسنين مخلوف أي إجراء يمنعه من عضوية رابطة العالم الإسلامي، كأنما الرئيس جمال عبد الناصر - يرحمه الله - قد رأى في تمثيل مصر في رابطة العالم الإسلامي خط الرجعة إليها. كأنما تأسيس رابطة العالم الإسلامي باعتبارها جامعة الشعوب المسلمة، قد سبق رأي الدكتور المعلّق في صوت العرب كما سبق قرار لجنة الحزب الوطني الديمقراطي.
إن الوضع في أفغانستان لا ينفع معه التشغيب ولا تفيد المماطلة بل إن الجريمة - كل الجريمة - في التخرجات والتفريعات والمماطلة كأنما كل دولة قد انتظمت في المؤتمر الإسلامي ملزمة كل الإلزام بألا تخرج علينا بكلام يمليه الخوف من الاتحاد السوفياتي أو تنتكس به مبادئ العروبة والإسلام ولكنها أوضاع، فلقد قالوا من قبل إن الرابطة والمؤتمر الإسلامي، والتضامن الإسلامي تبعية للولايات المتحدة، وقد رأينا من العالم الحر كله ومن الولايات المتحدة بالذات الحرب تشن على الإسلام الممثل في الرابطة والمؤتمر والتضامن مما يثبت أن هذه المؤسسات الإسلامية لم تكن تابعة للاستعمار القديم، واليوم تقول ألسنة عربية إن الولايات المتحدة تسخّر المؤتمر الإسلامي لأغراضها، واليوم تشغب دولة مسلمة برأي خلفي تريد به نسف رابطة العالم الإسلامي المؤتمر الإسلامي.. حيرة سببها الاستقطاب، وأكبر أسبابها الخوف، ولكنه الإسلام عزيز ينتصر دائماً بشن الحرب عليه، وكما هو في الحديث الصحيح إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الكافر أو بالرجل الفاجر وكما قلت من قبل، فإن تخريج أبي السامي صاحب البيان المشرق أستاذنا مصطفى صادق الرافعي وهو ما أعتقده التخريج الصحيح لهذا الحديث، قرأته له في كتابه (تحت راية القرآن) في الرد على الدكتور طه حسين، يقول الرافعي: إنه ليكفر الكافر، يحارب الإسلام، ويفجر الفاجر يحدث البدعة في هذا الإسلام، فتثور ثائرة المؤمنين تحارب الكافر، وتصد الفاجر لتنصر إيمانها، لينتصر إسلامها.
خطاب مفتوح:
خطاب مفتوح إلى سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران ورئيس اللجنة العليا للتنظيم الإداري.
يا صاحب السمو:
تشرفت بلقائكم بعد مغرب يوم من الأيام التي سبقت حوادث المسجد الحرام، فتحدثت إليكم عن بعض الخريجين من الجامعات، ومن كلية الطب وكلية العلوم بالذات، الذين كان حظهم أن يمنحوا شهادة (جيد فقط) وقلت لكم إن حملة الشهادة بدرجة جيد من كلية الاقتصاد أو الآداب أو الحقوق وحتى كلية الهندسة، يجد مجالاً في غير الجامعات، بينما لا يجد الطالب المتخرج بهذه الدرجة المجال إلا في الجامعات سواء كان من كلية الطب أو كلية العلوم وأمرتم سموكم أن أكتب إليكم تقريراً بذلك، فكتبت التقرير وسلمته لأحد الرجال في بيتكم العامر، شرحت فيه الأسباب التي عوقت الطالب ألا ينال إلا هذه الدرجة ليس أولها صعوبة الدراسة في هاتين الكليتين، وإنما أولها، وأخطرها عدم انتظام العازفين عن التلاعب بالانتظام في الدروس الخصوصية، ورجوتكم أن تسلطوا الأضواء على ما ينجم عن هذه الدروس الخصوصية من التعويق، سواء لدينا أو في الجامعات خارج الحدود، فهناك الكثير مما يتضح لكم بعد إلقاء هذه الأضواء، وشافهت معالي وزير التعليم العالي عما شرحته لسموكم. ذلك أني حملت إليه صورة من خطاب كتبته إليه جامعة الملك عبد العزيز عن هذه المشكلة وأظهر فضيلته كل الترحيب بكل الحماسة أن يدرس هذا الوضع، وأخيراً علمت من معاليه أن اللائحة تمنع ذلك، فشرحت له ما علمته وما أوضحته لسموكم في تقرير بأن هناك أمراً من مجلس الوزراء بناء على اقتراح مدير جامعة الرياض الأخ الصديق الدكتور عبد العزيز الفدا يقرر عدم قبول من يحمل درجة جيد فقط معيداً في الجامعة، وقلت لمعاليه: إن كثيراً من هؤلاء أصبح عاطلاً لا يجد مجالاً في كلية الطب لدينا أو كلية العلوم، فلعلّه استحسن أن يخطو خطوة لدى مجلس الوزراء، أرجوك يا سمو الأمير باعتبارك رئيساً للجنة التنظيم الإداري أن تولي هذا الموضوع عنايتك معيناً لمعالي وزير التعليم العالي ولجامعة الملك عبد العزيز والدك العظيم يرحمه الله، ولجامعة الملك فيصل أخيك العظيم يرحمه الله، فقد طلبت من كل منهما تعديل هذا الأمر بالنسبة للمتخرجين من كلية العلوم وكلية الطب. وما أريد إلا إنقاذ هؤلاء من البطالة أو تدمير أنفسهم.. وأسأل الله لكم التوفيق..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :823  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 968 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.