| الإيمان.. قاتل اليأس.. حياة الأمل |
|
أيها الملك إنك من واقع المسؤولية رئيساً لمؤتمر القمة الإسلامي الثالث قد ألزمت نفسك أن تكون راشداً ومرشداً، ذلك عطاء الإيمان وأن تكون بهذا الإيمان قاتلاً لليأس، فالإيمان قاتل اليأس وحياة الأمل!
|
| أيها الملك فهد بن عبد العزيز: |
| لئن أعجزتني السنون أن أجد نفسي صحفيًّا راكضاً في ركابك أسبر أخبار المؤتمر، أستكشف لأكشف عطاء القمة الإسلامية الذي عُقد في الأرض التي كانت موطئ القدم.. قدم عقبة بن نافع، والتي هي ما زالت موطن الحفاظ على القدم.. التراث والميراث.. تلك أرض المغرب العربي. فإني لن أحجز نفسي عن الوقوف أمام ما أعرفه عنك، فأنت يا أيها الملك بالحفاظ على التضامن الإسلامي وعونك للأخ المسلم وحرصك على أن يكون المسلمون أمة واحدة عصمتها في العقيدة الواحدة، واعتصامها بالقيادة الموحدة، فأنت بكل ذلك قد أحدثت تعريفاً جديداً للشجاعة، فإن الشجاعة لم تعد في العاديات ضبحا، ولا في العضل الجسمي، ولا البراز في ميدان. فقد أرجعتها - أعني الشجاعة - إلى الدعائم والقيم التي لن تكون إلا بها، فالشجاعة ليست إلا إيماناً، تحارب من أجل المبدأ وليست إلا صبراً، لا يخذله التريث ولا يستعجل بالانفعال، وليست إلا حصافة تسبر الأغوار، تكشف المحاذير ولا تتأخر بالمعاذير. |
| فرغم العراقيل والعقابيل واقتحاماً للمعوقات، بادرت تذهب إلى القمة، فليس من طبيعة الشجاع ولا من وازع الإيمان أن يدور حول المسؤولية فيركن إلى المعاذير. فأنت تعرف التبعات التي تحملتها، فإذا بك تلقي خطابك في المؤتمر بياناً من البيان، وتبياناً لا يصدر إلا عن إيمان لم تتنكر عن عزيمة مضت منك، بل حزمت عزائمك الأولى بعزيمة الإصرار على أن تكون قضية فلسطين شغل المؤتمر، وأن تكون قضية لبنان نجاح المؤتمر، وأن تكون نهاية الصراع بين إيران والعراق عطية المؤتمر. |
| فلئن كانت قضية فلسطين ولبنان والحرب بين العراق وإيران الشغل الشاغل للعرب والأشد مساساً بهم، فإن الأفارقة المسلمين والقادة الآسيويين حملهم إيمانهم أن يكونوا عرباً مع العرب، ما تخلى واحد منهم، بل تجلى كل واحد منهم يقول: ((أنا مسلم.. لا أنكر أخوة الإسلام بين عربي وغير عربي)). |
| فأنت أيها الملك لم تنل هذه الثقة من إخوانك القادة إلاَّ لأنك ما زلت غير باخل بالثقة بهم. |
| لم أكتب ذلك إطراء أو ثناء، أتزيد به عنك، فالحق حيث استويت على الذروة رفعت شعبك من الحضيض، يتسنمو بإيمانك وعملك الدؤوب إلى ذروة هي أن شعبك وأنت على رأسه عربي على السنام مسلم على الذروة! |
| لا ينكر ذلك علينا أحد، ولا نستعلي به على أحد من إخواننا في العروبة والإسلام، وإنما أنشد أن نعرف أنفسنا بذلك حيث كنت أنت المعرفة والتعريف، ولم يكن ما أنت فيه قد جاء من فراغ. |
| فأعراقك صنعت تاريخ المجد ومجد التاريخ، وأرضك صدرت الرجال، صنعوا تاريخ المجد ومجد التاريخ بشيء واحد وحيد هو.. الإسلام. |
| وهناك ظاهرة قد تكون موضع العجب، وهي أن شعبك العربي السعودي وأرضك الطاهرة لم تتنكر للعروبة ولا تقبل التنكر على الإسلام، وليس ذلك عن ازدواجية تختلط بها الأمور، وإنما عن التزاوج عن طهارة الأعراق وقداسة الأرض وإمبراطورية اللغة. |
| أنت أيها الملك.. تجدني قد أمليت كلمتي ولما يصدر البيان الختامي عن مؤتمر القمة الإسلامي الرابع، كتبت ذلك لأن خطابك في الجلسة الافتتاحية ومسيرتك وصبرك هي كلها البيان للبيان، فما أحسب إلا أن بيان المؤتمر لن يحيد عما طلبت. |
| وإني لعاذر نفسي تحت إلزام الصحيفة أن أملي مقالي يرسل إلى المطبعة في وقت أكثر ما حدده الكم وأقل ما ينبغي من الكيف. ولكن البيان سيذاع وسيكون المجال متسعاً للتعليق. |
| رسالة |
| وحين أحتفل برسالة تصلني ذات موضع فإني أحتفي بها أنشرها، شاكراً لكاتبها بيانه وعمله، فهو بذلك لا يجلس قابعاً في المملكة وإنما هو قد أعلن الملأ أنه حريص على العطاء لكل زائر للمكتبة ولكل باحث أو باحثة. |
| هذه الرسالة أنشرها شاكراً ومقدراً وداعياً عميد شؤون المكتبات بجامعة الملك عبد العزيز أن يحذو حذو صاحب هذه الرسالة أمين مكتبة الحرم المكي الشريف. |
| وإني لأحسن الظن بعميد شؤون المكتبات بجدة أنه قد بدأ يستجيب لما طلبت وإن لم يتلفن إلي راضياً أو ناقداً. |
| سعادة الأستاذ الكبير الشيخ محمد حسين زيدان المحترم حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. |
| وبعد فقد قرأت رسالتكم الموجهة إلى عميد شؤون المكتبات بجدة تحت عنوان ((تمر وجمر)) المنشورة في جريدة عكاظ العدد (6419) وتاريخ 30/3/1404هـ بناء على تساؤلات إحدى طالبات جامعة الملك عبد العزيز عن المجلدات الأولى التي جمعت فيها جريدة ((المدينة المنورة)). |
| وأحب أن أطمئن سعادتكم والباحثين إلى أن مكتبة الحرم المكي الشريف - التيسير عمارة بن سليمان - تتوافر فيها جميع الصحف القديمة على ميكروفيلم وجميع الصحف والمجلات القديمة والحديثة ومن ذلك مجلدات ((المدينة المنورة)) وهي ما تحتويه المكتبة تحت استفادة الباحثين. |
| بإمكان الطالبة أن ترسل طلباً مع ما يثبت احتياجها لهذه الجريدة أو غيرها في بحثها من الجامعة إن كانت طالبة مسجلة فيها، إلى الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين والمكتبة ستقوم بتصوير ما تحتاجه وهذا لا يستغرق وقتاً. |
| إن مكتبة الحرم المكي الشريف تستقبل روادها صباحاً ومساءً طيلة أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة والخدمة المكتبية تقدم إلى جميع روادها بدون استثناء ومن ذلك خدمات التصوير وفق توجيهات سماحة الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين. |
| حفظكم الله وأطال عمركم لخدمة العلم والأدب وطلابه ودمتم. |
|
|
| أمين مكتبة الحرم المكي الشريف |
| صورة: |
| في الأيام الأولى حين بدأت نذُرُ الحرب العالمية الثانية تستحوذ على مشاعر الناس سأل أحد الصحفيين سياسيًّا بريطانيًّا: |
| ـ ماذا تتوقع عن موقف أسبانيا؟ هل تتعاطف مع الشيوعية أم مع المحور أم مع بريطانيا؟ |
| فأجابه السياسي البريطاني بكلمة مجنحة: |
| ـ إن أسبانيا ستكون مع الذين لم تتلوث أيديهم بدماء أبنائها، أي أنها لن تكون مع الشيوعية التي كانت طرفاً في الحرب الأهلية، ولا مع الفاشية والنازية اللتين كانتا طرفاً آخر في هذه الحرب الأهلية ويعني ذلك أنها ستكون مع بريطانيا. |
| وقد تم ذلك فعلاً. |
|
|
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
