شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لجنة التلفيق والتزوير
ولا تزال المؤامرات يتسع نطاقها على لبنان، بل ما زال هذا النطاق من المؤامرات يتسع على العرب شرق السويس، الهدف الظاهر.. الفلسطيني. بينما المقصود في المراحل التي تأتي بعد هم كل العرب شرق السويس أولاً ولعلّ غرب السويس يأتي بعد، فمخططات إسرائيل عمل عصابة لا سلوك دولي حتى الذين يتعاونون معها قد شكلوا من إسرائيل شرق السويس المافيا الجديدة بأسلوب النازية الجديدة.
إن الذين يعاونون إسرائيل لا يخافونها وإنما هي السبيل والوسيلة للاستحواذ على الأمة العربية، فغرب أوروبا والولايات المتحدة هدفهما واحد، فلئن ثاروا على منابر ((هايد بارك)).. هيئة أمم.. مجلس أمن.. وكالات أنباء وإذاعات، فإنهم أرادوا امتصاص النقمة بالاستهلاك المحلي، فلقد اتهمت ألسنة من الغرب الولايات المتحدة بأن اجتياح لبنان وإجلاء منظمة التحرير وقتل الفلسطينيين أطفالاً وأمهات بأنه عمل النازية فإن هذا الاتهام ما هو إلا اتهام للحادث، العرب ينسونه وهم يتناسونه ويصبح القاتل في لبنان صديقاً للجميع، فمن هو القاتل؟!
بيغن يمثل اليهودية التي خططت لهذا القتل، يتبرأ من مذبحة صبرا وشاتيلا وهو فاعلها، يتهم ميليشيا الكتائب بقيادة سعد حداد بأنها قد ذبحت الفلسطينيين، ولا يتبرأ الكتائبيون من ذلك، والمشاركون في هذه المذبحة هم جنود الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا، فحين تخلصوا من المقاومة الفلسطينية أخلوا الطريق لأن يمارس مناحيم بيغن وسعد حداد هذه المذبحة، حتى إذا وقعت رجعوا بصورة مسرحية، ولكي تخرج إسرائيل من تهمة النازية ألفوا لجنة تحقيق فكانت عصابة تلفيق وتزوير، كل الذين أدلوا بشهاداتهم كذَّب بعضهم بعضاً، لا لأنهم يحترمون الصدق وإنما لأنهم يحترفون هذا التلفيق لتبقى اللجنة في تيه. عمل ديمقراطي تعمدت إسرائيل أن تصنعه لتنفي عنها تهمة النازية وليتأرجح اتهام بيغن ووزرائه وأعضاء الكنيست ومن إليهم من الذين شاركوا في هذا التخطيط ليقال إن ميليشيا الكتائب هي التي صنعت ذلك دون إذن، وليقال إن وزراء إسرائيل لم يأمروا ولم يعلموا. كذبة كبرى وتلفيق لم ينطل على العرب وإن تغلف بطلاء صنعه غرب أوروبا والولايات المتحدة.
* * *
إن النازية الجديدة تبني المستعمرات، ويقال حسب التصريحات الأوروبية والأميركية أن هذا تعنت من إسرائيل، مع أنه وباليقين القاطع أنه موضع الرضا من الغرب والولايات المتحدة ومن الاتحاد السوفياتي.
إن شرق السويس كما قلت أكثر من مرة هو المهدَّد، فإسرائيل قد تخرج من لبنان، لكن الولايات المتحدة هي التي ستبقى فيه، فالترحيب العالمي بأمين الجميل وإن أبرزوا التفاؤل به ما هو إلا عمل مباشر لإرضاء الولايات المتحدة.
* * *
الوطن القومي:
إن وعد بلفور أعطى اليهود وطناً قومياً، لكني لا أعلم ولم أقرأ أن هذا الوعد قد وضعت له حدود لا يتعداها اليهود، فلماذا؟! أليس من سوء الظن أو يقين الحكمة أن بريطانيا ومن إليها تركوا التحديد ليباح لإسرائيل التوسع؟
فبمقتضى هذا الوعد توسعت وأصبحت تبني المستعمرات في كل فلسطين، مكيدة ليت أن العرب فطنوا لها من الأول وحين كانت أرضهم ميدان حرب لصالح بريطانيا قد وقفوا موقفاً صعباً ضدها يطالبونها بإلغاء هذا الوعد وإن لم يقدروا على الإلغاء، فقد كان في إمكانهم أن يطلبوا منه تحديد الوطن القومي.
وكانت مصر وفلسطين والعراق ومن إليهم يستطيعون أن يقولوا لبريطانيا ذلك، لكن العراق ثار على بريطانيا، ومصر تجنبت ويلات الحرب، والسيد أمين الحسيني ذهب إلى هتلر! ولا أدري هل الدراسات الفلسطينية وضعت النقاط على الحروف في هذا الشأن؟!
صلاح منتصر:
أخي الأستاذ صلاح منتصر..
استقرأت كلمتك في عمودك تحت عنوان ((مجرد رأي)) في جريدة ((الأهرام)) الصادرة يوم الخميس 9 صفر 1403هـ، فشكرت لك الثناء وكان شكري ينصب أكثر على أن الأستاذ المصري أصبح يقرأ قلماً عربياً، كأنه أضاف - أعني الأستاذ المصري - إلى الاحتفال بإذاعة الأغاني العربية أن يقرأ صحيفة عربية، وأريد أن أوضح لك ما أستعير له كلمة سعد زغلول مع شيء من التعديل حين قلت إني مصري الأصل هاجر إلى السعودية فاكتسب الجنسية، تلك الكلمة عليّ ((شرف لا أرفضه وتهمة لا تفرض علي)). لعلّك أخذت ذلك من زميلك في ((الأهرام)) الصديق كمال الملاخ، فلم تكتب ما قال لك حرفياً، فكاتب هذه السطور لم تلده مصر ولادة مباشرة لأنه ولد في المدينة المنورة ولم ير مصر إلا بعد الثورة. سافر إليها كثيراً، وتمتع بحصيلة كبيرة من علية الأصدقاء وكان قارئاً فعرف الكثير عن مصر. إن الذي هرب من مصر مهاجراً ومن قرية ((القطيعة)) تبع مركز ((أبي تيرج)) من محافظة أسيوط هو والدي، فر من سخرة الجهادية، فوصل المدينة قبل الاحتلال الإنجليزي لمصر، فهو يقول: أنا جئت المدينة قبل حرب عرابي.
إن ما قلته لا أتنكر له، فأعراقي صعيدية ولكني سعودي المنشأ والولادة كأكثر أبناء الذين هاجروا من مصر والصعيد إلى الحجاز أو الذين ترسبوا في بعض قرى نجد حين تخلفوا عن محمد علي كالأستاذ القصيمي، الذي أنكر صلاح الدين المنجد قصيميته مع أنه ولد ونشأ هناك.
إن الفرق بيننا وبينك كممثل للمثقفين المصريين هو أننا نحن المثقفين ((العربيين)) شرق السويس أو غرب السويس نعرف عن مصر الكثير والكثير جداً، كما يعرف الشامي عن العراق، والعراقي عن الشام، وكما يعرف كل المغاربة عن مصر، بينما المثقف المصري مشغول بثقافاته المحلية والأوروبية أو ثقافة التراث، ولا يعرف إلا القليل عن العالم العربي.
وإني لأطرح عليك أسئلة أبرهن بها على ثقافتنا، وهي خاصة بالتاريخ المصري، فهل أجد عندك الإجابة؟
أولاً: أين تضع تصريح 28 فبراير كالنواة الأولى في استقلال مصر وإعطائها النظام الملكي بعد الخديوية من معاهدة 1936؟
إن ثروت وإسماعيل صدقي لم يكونا من برادع الإنجليز.
ثانياً: هل هناك ناحية تجد فيها الشبه أو كأنها هي يشبه فيها سعد زغلول في قيادته لثورة 1919 ((كرومويل)) قائد الثورة الإنجليزية، أين وجه الشبه؟
ثالثاً: وهل هناك شبه بين ثورة 23 يوليو التي خلت من الدم وبين الثورة الفرنسية؟ أعني أن هناك تشابهاً بين جمال عبد الناصر و((ميرابو))؟
رابعاً: من هو الوارث لمحمد عبده الأستاذ الإمام؟ أهو السيد رشيد رضا كما يدعي أم هو الشيخ مصطفى المراغي؟
خامساً: ولقب ((المنتصر)) فهل أنت من الفيوم ولأسرتك قرابة بالأسرة الليبية التي تحمل هذا اللقب؟ إذا كان ذلك صحيحاً كأغلب الظن فإنك نجدي من أولاد علي تمصّر أجدادك حين تناسلوا من بني هلال وسليمى.
أسئلة أطرحها، وأكرر أنك ستعرف مدى ما يعرفه المثقف العربي عنكم، ولعلّ إجابتك تصلح تعديلاً لبعض التاريخ المصري كطلب الوزير مصطفى كمال حلمي.
أثمر العلم.. فنهض الرجال!
وسمعت الخبر.. ((علي النعيمي رئيساً لشركة أرامكو، وتلبثت أنتظر تعريفاً له ومعرفة به، فإذا بي أستقرىء خطاب وزير البترول والثروة المعدنية الأستاذ أحمد زكي يماني حين كرمه يشارك في تكريمه الرجال العربيون السعوديون، فزهوت كأنما قلت لمشاعري.. زفيني زفيني))!
فهذا الابن من هذه الأرض يتولى رئاسة شركة عالمية وإن كانت سعودية، وما استطعت أن أجلس، فالصمت أمام ذلك لا يليق، حتى إذا وفقت أمام المرآة أبصر نفسي بالنظرة العشواء.. تبصرت.. أرى مشاعري تبتسم!
فنحن أبناء هذا البلد، لقد جعلنا كثيراً حين غشيت أرضنا عماية الجهل وغواية الطامسين للمعرفة.
وتذكرت كلمة كتبتها من قبل، فحين تولى أحمد زكي يماني وهشام ناظر منصبيهما، وحين بدأت تترى زرافات الجامعيين تتولى المناصب، أحببت أن أطرب نفسي بكلمة شيخ قريش أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، فقد كان يوم ((اليرموك)) القاص يشجع الرجال حتى إذا نظر أقصت عنه ما كان يلاقيه يوم الإيلاف، يستجدي القيصر حماية الإيلاف في رحلة الشتاء والصيف، فقال وهو يرى ابنه يزيد الخير في الميمنة وابن عمه عمرو بن العاص في الميسرة وابن القحطاني شرحبيل بن حسنة يقود جيشه مؤتلفاً لا مختلفاً، ويرى ابني عمه العامري أبا عبيدة والمخزومي قائد النصر خالد بن الوليد.. رأى ذلك كله فصرخ يهتز فاخراً فقال:
((بخ بخ.. فتيان قريش يقاتلون بني الأصفر)).
كتبتها حينذاك مستبشراً، وأعيدها وأنا أكثر استبشاراً، فأنا من جيل التجربة يوم كنا ولا شيء لدينا، ويوم كانوا ولا شيء فيهم يجعلنا الآمنين أو الآملين.
إن ((علي النعيمي)) والأسماء التي ألقى عليها الأضواء أحمد زكي يماني في كلمة ما كانت إلا عطاء العلم، إلا عطاء التجربة، إلا عطاء ابن التراب لترابه، فما أكثر حاجة هذا الوطن لأن يكون أبناؤه القابضين على نواصي الأعمال، نحمد الله فهم كثر.
إن هؤلاء في المنطقة الشرقية ومعهم إخوان لهم في الجامعتين وفي المرافق الأخرى يمسكون بزمام الأمن والأمان.
الحمد لله أن عشت حتى رأيت الجامعتين ومشاريع الري والصرف ومشروع الجبيل وضخ البترول ومجلس التعاون بين دول الخليج العربية.
ولئن كان من حق ((علي النعيمي)) أن أهنئه هو وإخوانه، فإن من حقه علينا أن نهنئ أنفسنا به، فعلى أقل تقدير أصبح عنواناً على أن بترولنا تديره يد سعودية وفكر سعودي وإخلاص وطني.
* * *
الأسد وجاكسون:
وكسب الرئيس حافظ الأسد الجولتين، واكتسب القس جاكسون جولتين.. حافظ الأسد كسب الردع بهذا الأسير، ورأب التصدع بإطلاق الأسير.
أما جاكسون فقد اكتسب ثناء الرئيس ريغان وتنفس الشعب الأمريكي. لكن هناك كاسباً أكبر هو السلام، هو إنقاذ لبنان، هو رأب التصدع في المنظمة، هو الشعور الذي يلتزم بالعمل الجماعي أمة عربية واحدة أن أي زعيم يجلب نصراً لشعبه ما هو إلا جالب النصر لأمته، فلو أن كل زعيم قدم الهدف.. هدف النصر للأمة قبل الاستهداف تطغى به كلمة ((أنا)) على ((نحن)) لوجد نفسه متوجاً بتاج على صفحات التاريخ.
إن الرئيس حافظ الأسد من حقه علينا ألا نبخسه حين خطا هذه الخطوة البارعة، أسر الطيار الأمريكي ثم أطلقه، يصنع للقس جاكسون الخطوة الأولى ينتصر بها كمرشح للحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وإن القس جاكسون ما أحسبه إلا وقد أطلق أسيراً أمريكياً، لا لأنه كما يقال أطلق أسيراً أسود، فإن الانتماء للولايات المتحدة في رجل مرشح للرئاسة لا يمكن أن يتهم بأنه قد انحاز إلى السود ضد البيض.
وأطرح سؤالاً: هل هناك أمل إذا ما نجح جاكسون في الرئاسة أن ينقذ هيبة الولايات المتحدة بالعمل الحق للسلام لا بالدعاوى العريضة؟
وإن القس جاكسون مرة أخرى أسأله وهو القس المتدين:
هل هو بروتستنتي أم هو كاثوليكي أم هو أرثوذكسي أم هو مورمانسي؟
فلئن كان بروتستنتياً فإني أتوقاه، وإن كان كاثوليكياً فإني أخشاه، وإن كان أرثوذكسياً فلست أجفوه، وإن كان مورمانسياً فإني أخافه.
إن أول خطوة للسلام هي أن تضغط الإدارة الأمريكية على إسرائيل، تنسحب من لبنان لتبطل حجة سوريا، وإلا فإن بقاء إسرائيل في جنوب لبنان معناه بقاء الاحتلال الإسرائيلي وصمود الموقف السوري. وبهذا لن تحل المشكلة.
إن السلام إذا أرادت أمريكا أن تصنعه ينبغي أن يكون جيشها وجيش حلفائها مع كل الطوائف اللبنانية، مع إلزام إسرائيل بالانسحاب.
وهناك ظاهرة، وهي أن الطائرات الأمريكية قد نابت عنها الطائرات الإسرائيلية تغير على بعلبك وبحمدون، ومعنى ذلك أنه لا سلام ولا وحدة في لبنان.
* * *
ابن عبد ربه والزركلي:
ابن عبد ربه صاحب، ((العقد الفريد)) إمام أثرى التراث العربي بكتابه، فلئن كان مغربياً فقد أعطانا ثقافة المشرق والمغرب.
وقرأت كثيراً من ((العقد الفريد))، وما أحسن ما جمع، وما أكمل ما صنع، ولكني رأيته ذكر هذا البيت:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحل والحرم
فلم يذكر اسم الشاعر ولا المناسبة ولا الممدوح.
فالشاعر الفرزدق، والمناسبة تجاهل العارف وهو هشام بن عبد الملك يقول من هذا الذي احترمه الناس يقبل الحجر الأسود، فإذا الفرزدق يطغى عليه تقييمه لعلي زين العابدين.. ممدوح الفرزدق.
وخير الدين الزركلي أضاف للتراث العربي موسوعته في التراجم.. ((الأعلام)).
قرأت ترجمته لجابر بن حيان فلم يذكر أنه تلميذ جعفر الصادق.. ولم يذكر صلته بالمأمون، ثم قرأت ترجمته للمهلب بن أبي صفرة فلم يذكر ما جرى له من سليمان بن عبد الملك، فقد نكبه سليمان وأذله، مع أن المهلب كما الحجاج كما زياد أعطوا بني أمية رسوخ القدم وضم الجماعة.
فوجدتني أعزو ذلك منهما إلى حبهما لبني أمية، فالزركلي شامي وابن عبد ربه أندلسي يعرف قدر بني أمية فاتحين للأندلس كما يعرف قدر صقر قريش عبد الرحمن الداخل، أسس دولة في الأندلس أشرقت بها حضارة العرب على الغرب.
هي البيئة، الإنسان فيها صفحة بيضاء تضع بصماتها عليه، فالمفارقة في هذا الأموي نسبة أبي الفرج الأصفهاني صاحب ((الأغاني)) طبعت عليه بيئة فارس أن أصبح شيعياً علوياً.
فلا عتاب ولا ملامة، يرحمهم الله بقدر ما أحسنوا.
* * *
صورة
أخطأ فعاقبوه حين لم يخافوه، وأجرم الآخر فخلفوه، فعاقبوا أنفسهم حين لم يعاقبوه.
لقد وقع الكثير من هذا بين اليهود، لا يقيمون الحد على من عظموه، ويقيمون الحد على من استضعفوه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :568  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 955 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج