شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عن السامية.. واليهود!
وقبل أن نشرح، فنتوسع بالكلمة نكتبها عن السامية واليهود.. نحتاج إلى تقرير المقارنة بينهما أو تقنينها، لنعرف بطلان ادعاء السامية الآن، ولنؤكد أن اليهودية هي الأساس للصهيونية ولإسرائيل، والتي تحترف الكذبة الكبرى بأن اليهود في إسرائيل: ساميون! بينما الأكثرية منهم ذات السلطان في إسرائيل ليست من نسل (( يعقوب إسرائيل )) عليه السلام، حتى تصبح من نسل (( سام )) .
ويتضح التفصيل كما يلي:
1 ـ إن الذي حملني أن أكتب اليوم هكذا، أمران: أولهما: ما قرأته لأستاذنا ((أحمد بهاء الدين)) حين كتب عن اليهوديين في بولندا، فرفع اليهود صوتهم يتهمون حكومة بولندا بأنها بدأت حربها على السامية، فسخر ((أحمد بهاء الدين)) من ذلك، وثانيهما: أن أحدهم أنكر علي أن أقول ((اليهود)) ولا أقول الصهيونية أو إسرائيل فقد درج العرب على كل ما يلقونه من اليهود في فلسطين، ولا يذكرون كلمة: اليهود كأنهم يبرئون اليهود من ذلك، بينما هم الأساس في الطغيان والقتل والتشريد، وتفريغ الأرض.
2 ـ إن السامية عرق، واليهودية دين، فالعرق مستحيل أن يدخل فيه من ليس منه، أما اليهودية فدين يدخل فيه من تهود، هؤلاء الذين في إسرائيل، وحتى ((هرتزل)) و ((وايزمان)) و ((دريفوس))، ليسوا ساميين، لأنهم لم يكونوا من نسل إسرائيل، هم خزريون، مغوليون، أو سلافيون.. تهودوا، فلهم اليهودية دين، إما أن يكونوا ساميين إسرائيليين، فكذبة كبرى يسقطها تاريخ السلالات، ولا تقوم بها حجة الآن على بولندا، أو على غيرها. إذا ما تحرك يهودي بظلم لوطنه، فأجروا عليه أحكام وطنه.. أن يصرخ اليهود، ليقولوا: إنه سامي!
إنهم بذلك يخدرون من يناصرهم، كالولايات المتحدة تطلب تهجيرهم بدعوى حقوق الإنسان، كأنما حقوق الإنسان أصبحت حكراً على اليهود.
أما الفلسطيني صاحب الأرض، فكم أهدروا حقه، وجزروه فإذا قانون الإنسان أصبح سخرية بالذين يدعون أنهم حماته.
3 ـ إن كلمة ((اليهود)) لا ينبغي أن يغضب منه اليهودي البريطاني.. فوعد ((بلفور)) كان يحمل النص على أنه وطن قومي ((لليهود)). ودزرائيلي وهو البريطاني العظيم - نقرأ تاريخه، فنجد أنه يهودي تنصر.
وكذلك ((كارل ماركس)).. يهودي تنصر، و ((هربرت صومائيل)) أول مندوب سام في فلسطين، إذا ما أرخوا له، قالوا: إنه يهودي، ينتمي إلى حزب الأحرار، حتى أصبح رئيس حزب الأحرار.
و ((صومائيل هور)) وزير خارجية بريطانيا، وسفيرها في إسبانيا بعد، لن يذكروا إلا أنه يهودي، وإلا فسيصبح التاريخ البريطاني، تاريخاً مزيفاً.
4 ـ وحين انعقد مؤتمر حزب العمال.. قررت الأكثرية الاعتراف بمنظمة التحرير، وقبول التفاوض معها، كبرنامج تطرحه على الشعب، ليفوز حزب العمال بالانتخابات، أذاعوا هذا الخبر في إذاعة لندن، وقالوا بعد استطراد لهذا الخبر: إن اليهود في هذا المؤتمر - ومن أعضاء حزب العمال - قد غضبوا من قرار الحزب.
فهم في كل ذلك، يقولون كلمة: ((اليهود)).. ولن تسمع في تاريخهم: كلمة الصهيونية.
أما كلمة ((إسرائيل)).. فقد اصبحت تقال، بعد أن اعترفت بها بريطانيا.. لأنه أصبح اسماً لهذه الدولة.
5 ـ وليقرأ هذا المنكر تقرير لجنة ((بيل)) أو برنادوت، أو قرارات التقسيم، كلها تذكر كلمة ((اليهود)) فلا معنى لأن يغضب أي يهودي بريطاني، من أن نضع هذا الإسم في وضع ((الطاغية)).. فكل يهودي، هو لدولة إسرائيل عوناً وتوجيهاً ومناصرة.. حتى يهود بريطانيا.
6 ـ والحصيلة: إن كل إسرائيلي من نسل يعقوب، هو سامي.. وهم قلة مضطهدة في دولة إسرائيل، ومع أنهم ((يهود)) فكل إسرائيلي يهودي، وليس كل يهودي إسرائيلياً أو سامياً، وكل يهودي صهيوني، وليس كل صهيوني يهودياً، فهل ينهب وطننا، ويقتل أبناؤنا، ولم يجف دم المجزرة في لبنان، ثم.. إننا نسير كما أراد اليهود الذين يتخبون وراء الصهيونية وإسرائيل، فليدعني المنكر أقول: إن من يتخبى يعطي اليهود فرصة أن يظلم نفسه، إذ يسير وراء هواهم، ولعلّي نسيت أن ((هتلر)) والنازية، وصمت بعقدة الذنب، لأنهم ما قالوا وإن يقولوا إلا أن ((هتلر)) قد أحرق الملايين من اليهود، ولم يقولوا: الصهيونيين أو الإسرائيليين.
كما أن التهجير من روسيا، لم يكن إلا باسم ((اليهود)).
فليحتج هذا اليهودي البريطاني على ما سجله التاريخ، ولن يستطيع أن يزيف التاريخ.
* * *
صور
قال لي سويسري يتعلم العربية: أنا مقيد بمنطق بلدي السياسي - الحياد وليس غيره - لكن سلوك العرب السياسي في عملية الطرد لإسرائيل من المنظمات الدولية التابعة لهيئات الأمم، وفي هذه الآونة بالذات، يعرقل فرص السلام مع إسرائيل، يجعلها تتعنت أكثر، لأنها لا تريد السلام، ويعطيها قوة هذه السلبية من الولايات المتحدة، فلو عدل العرب عن هذا السلوك لطرد إسرائيل لأضاعوا عليها قوة المناهرة من الولايات المتحدة ومن دول السوق المشتركة.
ـ قلت له: إن العرب مضطرون لأن يثبتوا وجود المحارب لإسرائيل في كل مكان.
ـ قال أو ليس أبرع أساليب الحرب أن يتطور السلوك السياسي؟ فلا شك أنه بعد احتلال لبنان، والمجزرة، قد أصبح لزاماً أن يكون هناك تطور سياسي.
ـ قلت: الأحداث الصعبة لا بد وأن تحدث ما يتطلبه تأثيرها.
* * *
أبعد العرب - مصر السادات - بسرعة ((المكر - المفر - المقبل - المدبر)) حصان امرئ القيس.
وقرروا عودتها بسرعة يتباطأ فيها المتأني، ولا أقول كسرعة السلحفاة! فما أسرع الانفعال.. وما أبطأ الفعل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :613  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 948 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج