شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الوطنية.. استعراق..
ولعلّي ابتدعت هذا التعريف (( العرب أعراق والعروبة استعراق )) ، فكم من مستعرق في العروبة أعطاها الكثير والعظيم أكثر من عطاء صاحب عرق، فعطاء بلال يسمو باستعراقه على أمية بن خلف المتعاظم بعرقه العربي. ولكن ما الذي يحملني على أن أكتب هذا؟
مثل وحملة:
فالمثل ما أكثر وجوده في الولايات المتحدة، وقبل الولايات المتحدة وجد في الأمة العربية، وفي مصر وفي المغرب العربي فكم من عظيم بطل لم يكن من عرق عربي ولا من عرق أمريكي ولا من عرق مصري ولا من عرق مغربي.
ولن تأخذني الشمولية. فالذي يدفعني إلى ذلك هو ما درج عليه بعض المؤرخين في مصر ينكرون مصرية صلاح الدين الأيوبي وينكرون مصرية المماليك. وما أحسبهم في ذلك إلا دعاة الإنكار لعروبة مصر ومكانتها المسلمة. فلم يستطع الدكتور حسين مؤنس أن ينال من عمرو بن العاص أو من عبد الملك بن صالح أو عبد العزيز بن مروان فاسترخص أن ينال من المماليك. مع أن المماليك صنعوا لمصر عظمتها الفنية وعظمة الانتصار في ((عين جالوت)) بقيادة ((وإسلاماه)) الملك المظفر ((قطز)) كما الانتصار في ((فارسكور)) أو ((بالمنصورة)) كان جيش الانتصار المماليك وقائد الانتصار المملوكة الجارية ((شجرة الدر)) فهل كان ذلك إلا تاريخاً مصرياً عظمت به مصر حين أبادت التتار وأغلقت الباب أمام الصليبيين؟
إن تجريد ((صلاح الدين)) من المصرية والمماليك حين يجردهم حسن مؤنس لم يكن ذلك إلا هدماً لعظمة مصر وتجريحاً لتاريخ مصر. فعظمة مصر كما قلت من قبل إنها ليست مقبرة الغزاة فحسب. بل إنها البوتقة تصهر كل طارئ عليها. كل لاجئ إليها كل من رضع لبانها. لبان الأم التي حين يدركها الوحم تمضغُ حبة من التربة السوداء.
إن تجريد هؤلاء يجرد شوقي من مصريته. أمير الشعراء الذي أعطى مصر إمارة الشعر العربي، هل قال مصري كما قال شوقي في مصر، يصف النيل..
وتسود ديباجاً إذا فارقتها
وإذا حضرت اخضوضر الإستبرق
إني أتحدى أي مصري الآن.. حتى لطفي السيد نفسه، أن يصل نسبه بنسب فرعون، إن لطفي السيد أستاذ الجيل انتصبت يوماً للدفاع عنه أقول لتاريخه - يرحمه الله - إن كلمته التي قالها لجمال عبد الناصر ((إن مصر من عهد ((قمبيز)) لم يحكمها مصري إلا أنت فافعل ما تشاء)) أنها كملة عميت عن التاريخ، أضاء لها نور أخضر من الاستشراق، فالغربيون ما أشد كيدهم للعرب وللإسلام حين أجمعوا أمرهم على أن مصر غير عربية.
مع أن فرعون، ومن ينكر ذلك يريد أن يكون إفريقيا فليذهب إلى أبوة حام حين انتفى من أبوة سام.
إن أستاذنا لطفي السيد - رحمه الله - كان صاحب المبدأ ((مصر أمة وحدها)) فجره ذلك إلى نفي المصرية عن كل من حكم مصر بعد ((قمبيز)) ويعني ذلك التنكر لعمرو بن العاص والأيوبيين والفاطميين والمماليك ومحمد عليج.
لقد بخلتم على ((شجرة الدر)) أن تكون مصرية، وشرفتم أنفسكم أن جعلتم السيدة العظيمة زوج سعد العظيم ((صفية زغلول)) أماً للمصريين بيتها بيت الأمة، وما الفرق بين صفية زغلول بنت مصطفى فهمي التركي الذي حكم مصر ثلاثة عشر عاماً في ظل الخديوي و ((كرومر)) وما الفرق بينها وبين ((شجرة الدر))؟
كلمة فضفاضة قالها لطفي السيد وكلمات جارحة تجرد مصر من عظمتها التي تمصر كل من حل فيها يقولها أستاذنا الدكتور حسين مؤنس.
إنها حملة جهلت التاريخ وتتجاهل على العروبة وعلى تاريخ مصر، غير أني لا أستطيع أن أعود بالدكتور حسين مؤنس إلى ترك هذا التحامل على المماليك والعباسيين والآخرين. إني أشفق عليه، لهذا أدعوه أن يخلع عن نفسه اللقب والإسم اللذين يذكرانه بالمستعمرين فهو ((الأستاذ حسين)) فالأستاذ لقب يذكره بقمبيز، والدكتور يذكره بكرومر، ولا أقول ((كليبر)) فهو من عشاق الحملة الفرنسية، والإسم ((حسين)) يذكره بالعرب أو بعمرو بن العاص، و ((مؤنس)) يذكره باسم أحد المماليك، فاسمه خليط من كل هذا.
لهذا أدعوه أن يظهر علينا باسم جديد ولقب جديد.. هكذا.
((سنودة بن ويصة بن أخنوح بن خوفو)). ليكون مصرياً كما يريد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :591  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 935 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج