شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ملتقى الآراء
مصاير الشعوب ينبغي ألا تدور في حلقة مفرغة تجتر الماضي وسيئاته وتتناسى حسنات الماضي وأمجاده فعلاقة الشعوب التي انتظمت في الإسلام، كان ماضيها خيراً، أعطى اللسان العربي، والحرف العربي، والمسيرة المسلمة الحضارة الوسيط، فما من حضارة قبل حضارة العرب المسلمين إلا وكانت مستقلة بذاتها، صينية ولا غير هندية، ولا أكثر، يونانية، ولا أبعد، حتى فتح الله الأرض لدينه الإسلام، دخل المسلمون من الأعاجم في دين الإسلام وأبوا أن يستعجموا، فتعربوا، وأعربوا، حتى أصبحوا يشملهم، هذا التعريف به (العرب أعراق، والعروبة استعراق) فالذين تناولوا النجم المعلق بالثريا من الخراسانيين، والترك ومن إليهم، لم يكونوا العرب العراق، وإنما يبتسم التاريخ ليثبت أنهم في العروبة ((استعراق)) فهل كان سيبويه إلا عروبة مستعرقة، يؤلف الكتاب قانوناً للغة العربية؟ وهل كان الإمام البخاري إلا من شوامخ العروبة المستعرقة لأنه، وبإجماع المسلمين إمامهم المصدق، فلئن كان تركي العرق، فهو عربي الاستعراق.
رسالة من قتيبة بن مسلم إلى عبد الله بن عبد العزيز
هذه المقدمة تجردت من العنصرية العربية التي استشرت هذه الأيام.. كل قبيل وما يفرح به ولم يدر هذا القبيل أنه يصنع المأساة لإخوانه العرب، ولا يدري أنه صانعها لنفسه.
تجردت من شخصيتي، ألبس تاريخ قتيبة بن مسلم الباهلي، وأتلحف بتاريخ محمد الفاتح لأستنير بكل خطوة مباركة خطاها عبد الله بن عبد العزيز تحت شعار التضامن الإسلامي يدعى لزيارة تركيا المسلمة، فلبى النداء، هي ليست دعوة للضيافة وإنما هو نداء التركي للعربي (أنا أخوك) في ظل كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة.. أضع الطورانية تحت قدمي، ليكون الإسلام فوق رأسي، كما أنك قد وضعت الإقليمية، لا تتنكر لعروبتك وإنما أنت تُنكر على قوميتك العربية أن تكون ضد إسلامها فإذا ما أنا التركي، وأنت العربي تصافحنا على نصرة الكلمة المسلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فإن من عقد به حقد فيما مضى تنحل عقده، وتذوب تعقيداته..
ولو أن قتيبة بن مسلم فاتح التركستان وما كان قوله رحمه الله التركستان، وإنما كان يقول (هالني جمع الترك).
إن قتيبة بن مسلم فقده الفتح فلئن مات مقتولاً بيد قومه فإنه ما زال حياً يذكره الإسلام بكل خير..
قتيبة بن مسلم يقول لعبد الله بن عبد العزيز (قد تعطلت أن أتكلم حياً، ولكن تاريخي مع الترك أنت بزيارتك تعطيه حياة جديدة)..
إن الترك في بخارى وسمرقند وطاشقند وكل ما جازه النهران (سيحون وجيحون) كان منه العطاء للإسلام، وبلغة العرب فقد أعطى الأئمة صوان ألسنة حفاظ اللغة، قادة الإسلام أفليس من العقوق أن ينسى عربي ذلك العطاء؟ ولكن جزيرة العرب الأم الفاتحة، فما من قائد فاتح ولا جندي مجاهد إلا منها، فإذا هي تعرف ذلك لها وللترك فتبدأ دعوة التضامن الإسلامي، ولم تكن المملكة العربية السعودية، حين دعت إلى هذا التضامن تتنكر على قوميتها العربية، وإنما هي تعود إلى قومها العرب يوم أعزهم الله بالإسلام ويوم أعز الله الإسلام بهم..
إن قتيبة بن مسلم فاتح أرض الترك يماثله السلطان محمد الفاتح، أنه تركي استوطن الأناضول، حين جاء جدة عثمان حليفاً للسلاجقة الأتراك فأورثه الله ملك السلاجقة، ولم يكن الأناضول أيام أمية، وبني العباس وملوك الطوائف، وحتى السلاجقة الذين كانت عاصمتهم (كونياً) لم يكن كل الأناضول أرضاً مسلمة، فلا زالت روما الشرقية في بيزنطة (استنبول)، فلئن أجهز قتيبة على الوثنيين في التركستان فقد أجهز محمد الفاتح على إمبراطورية روما كأنما أبقى الله ذلك له ليكون محمد الفاتح، فلم تستطع أمية إبان عنفوانها أن تفتح القسطنطينية انسحب يزيد بجيشه يترك حصار القسطنطينية عاصمة الروم، وترك علامة برهاناً على وصول الجيش المسلم هناك شهيد الإسلام سيدي أبا أيوب الأنصاري ما أخذه عقوق أمية للأنصار، وإنما أخذه وفاء الإسلام، وحاصر مسلمة بن عبد الملك عاصمة بيزنطة القسطنطينية، فلم يتم له فتحها، ادخر الله الفتح لمحمد الفاتح، وهناك أثر قرأته من زمن بعيد في كتاب اسمه ((فتوح الأنام)) يقول لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها لنعم الجيش ذلك الجيش، فقد كان الشيخ أمد شمس الدين يحرض السلطان محمد.. يتنبأ له أنه صاحب نصر مسلم كان معه شيخ قيادة معلم الشيوخ.. سيدنا محمد وفي اليرموك والقادسية كان المجاهدون هم الشيوخ، فالصحابة كلهم شيوخ.. أعني أن بركة الله تحفهم.. نصروا الله فنصرهم، وقتيبة بن مسلم كان معه شيخ اسمه محمد بن واسع، فقد اصطف قتيبة يقود جيشه المسلم تجاه جيش الترك فقال لقد هالني جمع الترك.. في الميمنة.. فارداً إصبعيه إلى السماء فقال قتيبة الفاتح العظيم.. قتله الظالمون.. قال الله أكبر.. تقدموا فتلك الإصبعان أحب إليّ من مائة ألف سيف، وانتصر قتيبة حتى إذا جلسوا بعد النصر قال أين محمد بن واسع؟ قالوا هو ذاك، فقال قتيبة.. ماذا كنت تصنع بإصبعيك فاردين إلى السماء..
قال الشيخ وقد امتلأ إيماناً (كنت آخذ لك بمجامع الطرق) والمملوك، الفارسي العبد مرتين.. الملك مرتين.. الملك المظفر قطز ساعة أن نادى وا إسلاماه في عين جالوت كان معه الشيخ.. سلطان العلماء عبد العزيز بن عبد السلام، فهو الذي رباه، وشجرة الدر الجارية المملوكة أسرت لويس التاسع فأزاحت الصليبيين وكان معها الشيخ أحمد البدوي الذي أفرطوا فيه حتى فَرّط فيه آخرون يرحمه الله.
ولعلّ قتيبة يقول للأمير عبد الله إنك لعظيم تنسى بعض ما جرى في الماضي لتعمل للحاضر والمستقبل، فالعثمانيون يوم تم لهم السلطان حجزوا الصليبيين عن الشرق وحصروا التشيع لا يمتد إلى كل العرب، ولئن أسرف الأتراك بالقومية الطورانية أخيراً فقد أسرف العرب بالقومية التي لم يتحدوا تحت ظلها، فهم قوميون، كل إقليم قومية وحدها، فالتحية من قتيبة بن مسلم إلى الأمير عبد الله يهدي إليه وئام الترك مفتاح بيزنطة، كأنما التاريخ أصبح مقاضياً.. كان العرب في مكة إذا تأمر أحدهم أرسل المفتاح إلى استنبول رمزاً للطاعة ولكن استنبول أهدت المفتاح إلى عبد الله بن عبد العزيز برهان أخوة..
وما أحوج العرب اليوم أن يتآخوا مع أنفسهم، وأن يتآخوا مع إسلامهم..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :588  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 934 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج