شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أي القمتين أولاً؟!
دعت منظمة التحرير الفلسطينية إلى عقد مؤتمر القمة الإسلامي، وتلك ظاهرة تطرح السؤال تلو السؤال، فيتأتى الجواب من السؤال نفسه.
فأي سؤال مكرب يعطي الجواب عنه؟
فلماذا دعت المنظمة إلى عقد هذا المؤتمر، ولماذا لم تدع إلى مؤتمر الجامعة العربية؟. فقضية فلسطين عربية، كل ما تتمسك به مما يرتبط بمسيرتها ومصيرها كان من عطاء الجامعة العربية.
إن هذه الدعوة من المنظمة قد انصرفت بها عن الجامعة العربية، لأن هذه الجامعة لا يمكن في ظل التناحر العربي، والحروب الأهلية العربية شرق السويس حرباً باردة أشد وأنكى من الحرب الساخنة، فعدن تحالف إيران.. ترتبط معها بعلاقة وثيقة، وليس ذلك إلا حرباً على عمان وسوريا الحليف لإيران والتي تشدد النكير على العراق حتى القطيعة هي في حالة حرب أهلية مع العراق.. لم يستخدم فيها السلاح الناري وإنما أستخدم فيها سلاح التدمير لاقتصاد العراق، وسلاح التعمير لإيران!
أما غرب السويس، فمصر قد شغلت بنفسها.. تريد الخلاص من كبوة التاريخ، وأما الآخرون بعدها فيخطون بأنفسهم خطوات إلى كبوة تاريخ!
فإذن أصبحت الجامعة العربية غير ذات موضوع بل إن انعقادها يضيف إلى عوامل الفرقة عاملاً أشد وأنكى، ألا وهو: أن يكون موضوع القمة لا يرتفع إلى تحقيق مطلب جماعي، وإنما هو سيصل إلى تحت بالرفض، كما وقع في مؤتمر فاس.
ومن هنا فطنت منظمة التحرير إلى أن تلجأ.. تطلب عقد مؤتمر القمة الإسلامي، ولعلّي في مقال سبق قد كرت أن قضية فلسطين ينبغي أن تكون في مؤتمر القمة الإسلامي من ناحية اتخاذ القرار بالأكثرية التي تفوق فيها هذا المؤتمر على ميثاق الجامعة العربية.. فعلى أقل تقدير يمكن طرح المشروع العربي السعودي على هذا المؤتمر، كما أعتقد أن منظمة التحرير أرادت بهذه الدعوة أن تجعل من مؤتمر القمة الإسلامي هو صاحب القرار الذي يمكن تنفيذه ولا مشاحة في ذلك لأن أغلبية الدول العربية من أعضاء الجامعة التي تبنت المشروع العربي السعودي أعضاء في مؤتمر القمة الإسلامي، كما أنه يضاف إليهم الكثرة من الدول الإسلامية التي أعلنت تأييدها لهذا المشروع، وقد أعلنت هذه الدول استجابتها إلى دعوة التوقف عن العمل أنها أصبحت مع العرب وللعرب ولفلسطين، فالوقت قد حان لأن تسفر الوجوه عن رفض الرفض، وفرض الإيجاب، وإلا فسنبقى جميعاً (مكانك سر) وبعبارة أصرح: سنتهم جميعاً بأننا لا زلنا نسير على موقف أمين الحسيني وكلمة أحمد الشقيري (سنلقي إسرائيل في البحر)!
لقد تبرأنا من أن نقول هذه الكلمة خشية أن تعاب بها أمام الرأي العام العالمي، بينما نحن نقولها عملاً، فهل تستجيب القمة الإسلامية إلى هذه الدعوة لينعقد مؤتمرها في مكان يمكن أن لا يتغيب عنه عضو من أعضائه، وعلى مستوى القمة.. إلا من أقصى نفسه، فالواحد أو الاثنان لا يؤثران على المؤتمر الإسلامي، لأن قراراته تنفذ بالأكثرية!
ولعلّي لم أسمع بعد من استجاب لهذه الدعوة متريثاً أن توجه إليه رسميًّا.. ذلك من حسن الظن في القمة المسلحة، فهذا أوانها وكل ذلك من شأنها!
ذلك ما يحتمه الوضع الذي تمارس به إسرائيل كل التعذيب للأرض المحتلة.. تعذيب الأرض وإنسانها ومقدساتها.. فمنظمة التحرير في حاجة إلى عطاء أكثر من عطاء مؤتمر الرباط، ليكون العطاء منها أن تقول للأمة العربية والإسلامية: لم أعد وحدي أتخذ القرار، أرفض كل ما يأتي منكم، وإنما أنا بكم وعلى ما نتفق عليه جميعاً لا أصدر القرار وحدي، وإنما أستصدر القرار من إجماعكم، فالجامعة العربية قد استنفذت أغراضها.. حيث عطلها المعطلون لها، ولن أكون عندما أستصدر القرار الجماعي منكم سبباً في التعطيل أو سلماً يرقى به على أكتافي المعطلون!!
ـ صور
في الحديث الشريف الصحيح: من أعان ظالماً سلط عليه.. فقد أعان ياسر عرفات وهو رجل قد عرف بأنه غير دموي: ((كميل شمعون)).. أنقذه من الموت يوم ضيقت عليه المقاومة الحصار، فإذا هو الآن الذي يصب العذاب على الفلسطينيين وحلفائهم من اللبنانيين، بل وعلى كل لبنان، بل إن النار التي أشعلها يتساقط شررها على سوريا!
وأعان الجنرال ((ناجي جميل)) الضابط اللبناني: سعد حداد.. أنقذه من السيف المسلط على عنقه يوم تكالب عليه ضباطه، أرادوا قتله، فأنقذه ناجي جميل.. فإذا هو اليوم المنشق بالعبارة المهذبة، والخائن المرتد كواقعه الصحيح.. يكلف سوريا أن يقول رئيس وزرائها: إن سوريا ستدافع عن جنوب لبنان وعن الأردن، إذا ما هاجمتهما إسرائيل.. كأن لبنان والأردن الطريق إلى تحرير الجولان! تضحية حمله أن يقولها صديقهم القديم سعد حداد الذي صرح بالأمس أن يكون في مقدمة الجيش الإسرائيلي إذا ما هاجم لبنان.. بل لربما أن إسرائيل لا تهاجم لبنان إلا بدعوة من سعد حداد يتستر وراءه: كميل شمعون والجميل وفرنجية.. الذين قتل من في تل الزعتر من أجلهم، ومن أعان ظالماً سلط عليه!
* * *
ظاهرة قديمة الفعل، وإن اتضح بها الانفعال الآن، وهي أن أوروبا كلها - شرقها وغربها - ومن تناسل من أوروبا في الأمريكتين والأراضين الأخرى كلهم لا يريدون كتلة واحدة ذات مبادئ متحدة في شمال إفريقيا، وغرب إفريقيا، وشرق آسيا.
استعمروا كل ذلك، وزرعوا التفرقة بين كل تلك الأقاليم.. فإسقاطهم للدولة العثمانية كان قضاء على الكتلة الواحدة، ومعاهدة ((سايكس - بيكو)) كانت عملاً للتفريق وترسيخاً للشتات.. فقد اقتسموا تركة الدولة العثمانية وقسموا العرب إلى دويلات، وحتى إسرائيل ما زرعوها في الأرض العربية إلا كإسفين.. حاجزاً يحجز التكتل العربي.. يمنعه أن لا يكون، كما هو الواقع الآن.
وهم الآن أشد ما يتمنونه: أن يتسرمد هذا التفريق، فوجود إسرائيل عامل مهم يحقق مطلبهم.. سواء كان صليبيًّا، أو استعماريًّا، أو استغلاليًّا، فهم لا يرضون عن التضامن ويحاربون الوحدة، كما حاربوا الخلافة، كما حاربوا أية دعوة لجمع الكلمة، ولعلّه سيكون له موقف مع التجمع الإسلامي، فالفرصة سائحة أن يكون لدينا الآن مؤتمران إسلاميان: مؤتمر القمة، ومؤتمر معروف الدواليبي!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :571  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 929 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل