شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لمسات
ما نقبل.. ما نقبال..
وحين استعرضت الرفض يتبرقع تحت اسم الصمود بينما هو واقع التاريخ اليوم لا يمكن إلا أن يكون الجمود، يتجمد الموقف العربي بالرافضين، فيعجز المتحرك عن المسيرة لأنه يكفي لأي عضو رافض في الجامعة يتمتع بهذا الحق بحكم الميثاق قد وضع عمداً لإزاحة الخوف من الجامعة من أي قرار تصدره الأكثرية فكأنما الميثاق قد صيغ على هذه الصورة يضع الذين دعوا إلى الجامعة في موقف المؤلفة قلوبهم.
فلقد تمادى العرب بالرفض بأكثر من مشروع فرفضوا حتى أخذ النقب. ورفضوا حتى احتلت فلسطين كلها، كأنما كل موقف رافض يعطي الفرصة لإسرائيل أن تكسب نصراً جديداً وأرضاً تتسع فيها.. فلو لم يكن الرفض لما بقيت قضية فلسطين تحتلها المأساة ليكون بعد احتلال الكارثة تحيط بالأمة العربية جمعاء.
حين استعرضت كل ما أحدثه الرفض تذكرت رجلاً اسمه ((طاهر التونسي)) هو من أهل مكة ومن عامة الناس. لديه موهبة التمثيل وفي إحدى المرات جلسنا نستمع إليه يمثل صورة بعد أخرى إن أضحكنا حين ساعة إن مثلها فإننا نتأسى بها حين يفرغ الواحد إلى نفسه فالجماعة تسرق تفكير الواحد إلى نفسه، وفي إحدى الصور مثلنا مظاهرة عن فلسطين، فقد قال الخطيب لنا رددوا كلمة ((ما نقبل)).
فقال: وعد بلفور.. ما نقبل، إسرائيل.. ما نقبل، تقسيم فلسطين.. ما نقبل، يسقط وعد بلفور.. ما نقبل. القدس عربية.. ما نقبل. الجهاد ضد اليهود.. ما نقبل هكذا تحدث طاهر التونسي، يضحكنا بهذه التمثيلية. فالقدس عربية رفضوها. كما رفضوا تقسيم فلسطين. لم يفرقوا ليفهموا كلام الخطيب. أفليس هذا التصوير هو تجسيد لما هو واقع.
لقد أعلنوا قبول المقترحات السعودية ولكنهم اضمروا تعكير جو المؤتمر كأنما هو تكتيك جديد لأسلوب الرفض فوضعوا أنفسهم مع إسرائيل في موقف واحد. بينما الأكثرية من العالم حتى برونو كرايسكي وهو يهودي تخلص من أن ينقاد لإسرائيل لأنه يقود النمسا، فقد رحب بهذه المقترحات. كما أن الأكثرية من الرؤساء والملوك قد اعتنقوها وأيدوها وجعلوها رغم الرافضين على رأس جدول أي مؤتمر يعقد بعد.
إن فلسطين عربية أول الأمر وإسلامية بكل الأمر فإذا ما وقع التلاعب على أساس من حق الرفض منحه الميثاق. فلعلّ خطوة جريئة تدعو المؤتمر الإسلامي لطرح هذا المشروع عليه فقرارات المؤتمر الإسلامي نافذة المفعول بقرار الأكثرية.
وهل أقول كلمة جريئة سمعتها من واحد فقد قال ساخراً: إن الرافضين أرادوا أو لم يريدوا.. قد أدوا التحية.. لأنور السادات وكامب ديفيد.
قلت له: لو لم يسلكوا هذا المسلك وهم أشد المعارضين لأنور السادات وكامب ديفيد لاستطاعوا أن يسقطوا كل ذلك. ولأداروا رأس دول السوق الأوروبية المشتركة. وحتى الولايات المتحدة يفكرون أكثر من مرة في إسقاط كامب ديفيد.. ولا أدري كيف لم يحترم الرافضون إشادة الاتحاد السوفياتي بالمقترحات السعودية.
هل استطاعوا أن يستقلوا أم هو التكتيك الليالي من الزمان حبالى.
ـ صورة:
ولم أقرأ الصحف. ولم أستقرئ الأخبار ولكني علمت بوفاة صديقي وابن بلدي سواء كان من القصيم أو استعرق في المدينة المنورة فهو ابنها البار بها ذلكم محمد العبد الكريم الخريجي كان حِلْسَ المسجد.. لا تكاد تفوته صلاة فيه حتى حين شاخ وحين أصبح بصيراً، كان شديد العارضة. له حاسة سادسة. يعرف بها طريق الكسب الحلال. فالعقل في خاله عبد العزيز الخريجي، يرحمه الله، والكرامة في أبيه عبد الكريم، يرحمه الله، قد مهدت له الطريق أن يكون التاجر الناجح. كان هو وأبوه وخاله وحتى أخوه عبد الله اقرب الناس إلى الخير وأبعدهم عن الشر. فمحمد الخريجي لا يطيق الاعوجاج ركب الصعب. شابًّا في الحرب العامة الأولى. يسير بتجارته من القصيم وكان معه في بعض هذه السفرات من القصيم إلى الشام السيد طه محمد حسين عثمان والد السيد ياسين طه. فعبد العزيز الخريجي ومحمد الخريجي كانا يعتبران السيد طه والدهما لأن له تربية تعليمية على عبد العزيز. وصداقة متينة مع عبد الكريم. ومن الكرامة التي أحاطت بهم أن سلموا من بعض العسف فحين حام صالح بن عزل حول المدينة يمهد الطريق ويرجف بالقبائل ليتم الكيان الكبير استطاعوا أن يخرجوا من المدينة بما يملكوه وكان ذلك بعون الصديق لهم الشريف شحات بن علي قائمقام المدينة حينذاك إكراماً لعبد الكريم ولعبد العزيز فخرجوا إلى رابغ يستقبلون المدد الوارد من الهند عن طريق إبراهيم الفضل صدقاً وصداقة للملك عبد العزيز..
عزائي للأصدقاء الخرايجة ولخالد ولأحمد أبناء عبد الله السليمان في جدهم محمد الخريجي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :595  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 925 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الرابع - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج