شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما الخليج.. ومن الخليج؟!
ما الخليج؟! سؤال لا نطرح الإجابة عليه تعليماً نجغرفه وإنما نؤرخه، الإجابة هي التي قالها التاريخ.. تاريخ العرب من فجر الوجود لهم إلى دهر البقاء لهم. قال التاريخ إنه اليسر مصدر صيد، لحماً طريًّا نأكله وحلية نلبسها وجواهر نتجر بها، ابتنى العربي الأول حضارته، وفي مرحلة ثانية شعت على جبهة العربي نضارته، في الساعة الأولى في محراب المسجد كأول مسجد على الخليج استطار به فخر عبد القيس، من تلك اللحظة التي سطع فيها نور الإسلام على إنسان البحرين إنسان الخليج.
وبعد يُسر الماء وحلية جاء يُسر الأرض في ظلال النخيل وتمر النخيل تلال هجر والقطيف وعُمان، وحتى إذا سارت مسيرة الفتح كان الخليج اليسر يخوضه العلاء بن الحضرمي بالمجاهد المسلم من كل جزيرة العرب، قحطانيًّا وعدنانيًّا وإذا اليسر في الخليج كان فيه قتل العسر حين نصر الفتح إذ أصبح الخليج الرديف للنهرين، كأنما ((القادسية)) حطمت أبعاد الأرض، وإذا الخليج قد حطم أعماق الماء.
وفي العصر الحديث أصبح الخليج أرضاً وبحراً مصدر الرزق الوفير ينبع من الأرض والبحر النفط الوفير.
ـ ومن الخليج؟!
هم العرب الذين حطموا العسر حين حطموا الفرقة، واعتنقوا كلمة التوحيد وتعانقوا في توحيد الكلمة، فإذا شرق الأرض يبتسم الإيمان فيه شاكراً للخليج وإنسان الخليج.
إن خليجكم هذا عطاء فلا تبخلوا عليه بالعطاء، فآباؤكم أشبعهم يسره فأشبعوا كل العسر تقتيلاً وطرداً، واليوم يشبعكم عطاء الوحدة لكم في قمة الخليج ليس هو إلا العطاء لأنفسكم حماية لأرضكم وعرضكم، حماية لمسجدكم، حماية لأمجادكم.
وإني لعلى يقين أنكم يا أقيال العرب المعرقين في العروبة والعريقين في الإسلام لا تجدون أنفسكم في لحظة الاجتماع الأولى إلا وأنكم قد حذفتم من أنفسكم أن يذوق الواحد منكم ((طعم نفسه)) ليذوق كل عربي منكم انتصار نفسه على الفرقة، على كل عدو متربص بكم.
إن يوم اجتماعكم في ((الدوحة)) الواحة الخضراء لهو يوم له ما بعده في التاريخ، فانتصفوا من طعم النفس لتطعمونا فرحة كفرحة العرب يوم هانيء بن مسعود، وما فيكم إلا ابن عم له، اسمعوا كلمة النبيّ محمد عليه الصلاة والسلام حين انتصر الشيباني هانيء بن مسعود في يوم ((ذي قار)) فقال عليه الصلاة والسلام:
اليوم انتصف العرب من العجم وبي نُصروا.
كان نصر هانيء إرهاصاً، أما نصركم اليوم فالحقيقة لأنكم أتباع محمد، لأنكم، إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ (محمد: 7).
ولا أريد أن أتزيد، فليس ما قلته كلمة ثناء وإنما نفحة رجاء، وأنتم قد وهبكم الله من القوة قوة لن تنتصروا بها إلا بقوة الإيمان، إلا بقوة كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة.
- عكاظ الجديد -
ولئن كان سوق عكاظ القديم إرهاصاً للنبوة حين تفصح اللسان وتوحدت مشاعر الوجدان، وبدأ الإنسان يستقبل طوعاً أو كرهاً نور الإيمان، فعكاظ الإرهاص كان السجل لديوان العرب ومآثر العرب، فلم يكن عند العرب قرطاس، فلقد قرأت الأمية فيهم بحفظ الرواية ما امتلأت به القراطيس كتباً أمهات، فالإسلام قد حفظ للرواية قيمتها، فتلقين القرآن كان رواية، تلقنها طلاب العلم من الأئمة الرواة، وديوان الشعر ديوان العرب ما وصل إلينا إلا بالرواية، فهل وصل شعر المعلقات إلى الأندلس مطبوعاً؟! وهل أشرقت السُنة في المشرق على الواحد الوحيد سيدي محمد بن إسماعيل البخاري إلا بالرواية؟ فالرواية السجل.
من هنا حين عرف الكافر بالإسلام والحاقد على العرب قيمة الرواية أخذ ينال من صحتها، يزخرفون القول باطلاً وزوراً، فعكاظ السجل للرواية قد عاد جديداً أمس على صورة ما أكبرها حين تواضعت، لقد عاد عكاظ القديم إلى عكاظ جديد في حجر اليمامة.. الرياض.
إن اليمامة يوم كان عكاظ القديم كانت ميرتها وكان شعراؤها حاضرين في عكاظ، تجارة وأدباً ورواية، فلم تنقطع الصلة.. صلة الوجدان بالوجدان.
واليوم حين تأصلت الصلة في وحدة الكيان الكبير كان المهرجان تحت رعاية جلالة الملك فهد وولي عهده صورة من عكاظ، لبت الدعوة إليه جموع من أمتنا العربية، قد طرح العالم والأديب منهم بالإقليمية وجاء لتحتضنه الأرض الأم جزيرة العرب، فهل هناك عالم أو أديب في دنيا الإسلام والعروبة لم يتحل وجدانه ببسمة البصمة طبعها المسجدان والمربدان.. المسجد الحرام ومسجد النبيّ ومربد البصرة ومربد الكوفة، وحتى كل جامعة جاءت بعد لم نكن إلا الباسمين نفرح ببصماتها لأننا أمة واحدة.
إن حجر اليمامة قد اشمخرت ساعة أن تفضل المليك يسلم الجائزة لمن استأهلها، ولم يقتصر فضله على ذلك بل اصدر أمره بتأسيس مجمع اللغة العربية في المملكة العربية السعودية يبشر به ابنه الأمير فيصل بن فهد الذي أعرف أن عكاظ القديم والجديد قد أشرق في وجدانه، وكان التصفيق من الأعماق تحية وإكباراً لهذا العطاء.
لقد كان حجر اليمامة بالأمس مهرجاناً، كما قال الشيخ:
يا عكاظا تجمع الشرق فيه
من فلسطينه إلى بغدانه
أو كما قال:
في مهرجان هزت الدنيا به
أعطافها واختال فيه المشرق
* * *
ـ صور
ـ وقلتها كلمة أسرعت بها حين مازح موظف كبير صديقه الفقيه العالم، قال له: مالك كبرت علينا؟!
قلت: العلم والفقه كبرياء والوظيفة تكبر، إلا لمن أحسن لنفسه فاتخذ منها الإكبار بتواضع الكبار.
وعهدي بهذا الموظف الكبير كان ذلك.
* * *
ـ وقالوا: لقد انتقل غازي القصيبي من صحة العمران إلى صحة الأبدان.
فقلنا: صحة العمران تنمية، وصحة الأبدان تنمية التنمية.
ـ وخشيت أن يسخر مني بعض الذين يحترفون السخرية حين وضعت عنواناً في جريدة ((الشرق الأوسط)) عن ((بيرل هاربر أخرى)).
ولكن الصديق الأستاذ كمال جمعة قد جاءني فرحاً يقول لي إن الجريدة الإسرائيلية ((دافار)) قد حذرت من ((بيرل هاربر)) أخرى، وإن السيناتور الأمريكي إدوارد كيندي قد حذر منها أيضاً كما حذرت بالألفاظ نفسها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :594  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 924 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.