شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إسرائيل ليست وحدها وراء الفيتو الثامن!
ورفضت الولايات المتحدة القرار الذي تقدمت به حكومة لبنان، ولا أقول شعب لبنان، فقد صوتت على هذا القرار الدول الأربع عشرة تؤيده، لكن مندوب الولايات المتحدة رفض القرار، ولم يسع الذين تقدموا بهذا القرار إلا أن يغضبوا، وهكذا دأب العرب: انفعال دون رد فعل!
إن الذين غضبوا لن يكون لغضبهم تأثير، لهذا لست من الغاضبين، لأني أنظر إلى هذا القرار على أن كل ما فيه استجداء وتسول، يطلب من المحتل - وهم اليهود - أن يخففوا من القيود المفروضة على الجنوب، وأن لا يمارسوا الضغط الشديد على اللبنانيين هناك، ويستعطفهم القرار أن يفتحوا طريق المرور للبضاعة، من الفواكه والخضر، تمويناً للجنوب، وتمويلاً للفلاحين، فالاحتلال لم يذكر، حيث لم يتعرض له القرار، وبعبارة صريحة، فإني أفهم من ذلك أن القرار قد اعترف بالاحتلال، وإنما يريد منه حسن المعاملة!
إن إسرائيل والولايات المتحدة لم تفتهما هذه الميزة في القرار، لا يفرض على إسرائيل الخروج من جنوب لبنان، وما كان الرفض إجابة لطلب إسرائيل وحدها، وإنما كانت الاستجابة لفريق من اللبنانيين، لا زال الصديق لإسرائيل، ليس أول هذه الصداقة مكتب الاتصالات الذي ألغي، وليس آخر الصداقة، الجيش اللبناني تحت قيادة أنطوان لحد الذي يعين إسرائيل، ويرسخ احتلالها لجنوب لبنان، فهذا الفريق، سواء كان عن طريق أنطوان لحد، أو عن طريق أحد آخر، هو الرديف لإسرائيل، يطلب من الولايات المتحدة أن تستخدم حق الفيتو، وذلك لحرمان رشيد كرامي من القوة التي قد يطول بها حكمه، فلقد خططوا لهزيمة رشيد كرامي، ولهزيمة نبيه بري، فجنوب لبنان أكثرية شيعية، ولا يريد الفريق اللبناني المتعاون مع إسرائيل وإسرائيل إلا القضاء على أهل صيدا والنبطية ومن في عين الحلوة، فحين يذوب سكان الجنوب بهذا الضغط اليهودي والعون الطائفي، فإن الأكثرية المسلمة تنخفض لها الامتيازات التي تطلبها، فلا يكون الإصلاح الدستوري إلا لصالح الأكثرية السابقة، أعني الكتائبيين ومن إليهم.
ـ لا داعي للغضب
من هنا لا داعي للغضب من الرفض لهذا القرار، بل إن فيه ما يدعو إلى الرضا، وهكذا:
ـ أولاً: لقد اتضح كل الوضوح موقف الولايات المتحدة، عدواناً على العرب، مباشراً حيناً بهذا العون لإسرائيل وبهذا الحلف معها، وغير مباشر حين تستخدم حق الفيتو ثماني مرات، مما دعا مندوب الاتحاد السوفييتي أن يعلن ذلك، فرحاً به، لأن الاتحاد السوفييتي، بكل ما فعلته الولايات المتحدة مع العرب، يكسب كل يوم موقفاً جديداً، وما أكثر ما كسب.
ولعلّ في هذا الرد الصريح على أسلوب الدعاية الذي طرحه الرئيس ريجان، حيث قال: إن الحلف الاستراتيجي مع إسرائيل يردع الاتحاد السوفياتي أن تكون له قدم في الشرق الأوسط، مع أن الواقع أن كل ما فعلته أمريكا قد اتسع به الطريق للاتحاد السوفياتي!
ـ ثانياً: إن هذا القرار كما أسلفت مريض، كأنما ولد بعملية قيصرية، يدعو للرفق، ولا يدعو للجلاء، ومع هذا الاستجداء وقفت هولندا وبريطانيا ترفضان فقرة من القرار، عن إرسال لجنة دولية تحقق فيما يفعله اليهود في جنوب لبنان، احتراماً لحقوق الإنسان!
(رفضت بريطانيا وهولندا إرسال هذه اللجنة، لأن الإنسان اللبناني في الجنوب ليس له حقوق، وإنما الحقوق للمنشقين في روسيا، للأستاذ زخاروف بصفة خاصة! أما العرب فلا حقوق لهم!).
ـ ثالثاً: إن حكومة لبنان لو أن سلطانها على الشعب اللبناني كله، لوجدت في هذا الرفض قوة، لكن حكومة لبنان قوية بسلطان طائفتين، وتتآكل ما أضعف من سلطان طائفة أخرى.
ـ رابعاً: إن الحرب في لبنان لم تعد أهلية، لأنها دولت، هي قائمة بين مثلثين: فالمثلث الأول الكتائبيون وإسرائيل والولايات المتحدة، والمثلث الثاني: المسلمون والسوريون والاتحاد السوفييتي، وحرب هذا شأنها أصبحت صعبة الحل.. فلا حاجة إلى مجلس الأمن، وإنما الحاجة إلى لحظة شفاء من مرض الخنادق، والإشارة تغني عن العبارة!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :674  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 921 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج