شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
القرية الشمسية
وافتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض مشروع القرية الشمسية، ولم يكن ذاك إعلاناً يستهلك به الوقت وإنما كان إصراراً على مسيرة التفوق بخطوات التطور في كل مجال عمراني إن سموه قد زُفَّت له البشرى فإذا هو يزفها لنا.
وكم حاول الإنسان من قريب أو بعيد أن يسخر الشمس يستخلص منها الحرارة طاقة لا تقتصر على الاستعمال الفردي وإنما هي وبهذا التطور العلمي أصبحت طاقة تستمد منها المصانع الضخمة بتكنولوجيا العصر، فأصبحت قوة مصنعة تدار بها المصانع ترسل النور، كما هي قوة في ذاتها أعطت للإنسان أن تكون القوة لذاته فالشمس الإله الآن أودع الله فيها هذه القوة وهذه الطاقة فإذا الفتنة التي كانت لها في مشاعر الإنسان القديم أصبحت تفنناً في عقل الإنسان الحديث، تلك هبة الله إن خفيت عن الإنسان في عهده الأول فإن عطاء الله لهذا الإنسان قد ابرز خفاياها.
إن المملكة العربية السعودية بهذه الخطوات المتطورة التي إن لم نصفها بالتغيير فإنها قد غيرت الكثير من مفاهيم المغرضين علينا، فلئن كان النور والنار اللذان نستمدهما من الطاقة الشمسية ينقشع بهما ظلام الليل وتنقشع بهما سحب التخلف: فإنهما قتلا الظلم الذي صبه علينا الجاحدون المغرضون، إن الاتهام بالرجعية قد قتله هذا التفوق، فإذا نحن الفاخرون بأننا رجعيون، وإذا الزاعمون علينا بأنهم التقدميون لما يصلوا بعد إلى إرسال النور في القرى في الصحراء فلئن كان المال نعمة صنعت به الدولة هذا التفوق فإن الأمن والتوفيق هما النعمة الأولى فإذا لم يكن الأمن أيمكن أن نبني هذه المصانع في قرى بعيدة عن الرياض تعانقها الصحراء؟ وإذا لم يكن التوفيق فهل يتم ذلك؟
إن واجبنا أن نشكر الله، وكما قلت من قبل ((الشكر لله ثناء ودعاء والشكر للدولة تهنئة وثناء)).
والموعظة أمرنا الله بها أن نجعل الشكر عملاً والثناء أملاً. اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً.
والخلاصة فلا أجد مزيداً من القول حيث لا أستطيع وإنما المزيد هو أن أزخرف كلمتي هذه بمقتطفات من كلام الابن الصديق ابن العم الدكتور رضا عبيد رئيس المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا ابن محمد سعيد عبيد، ذلك الرجل الذي كنا نقبل يديه، كما أزخرف بقطوف من كلام الفتى الجهني المهندس فهد بن حريب مدير مشروع القرية الشمسية، وما أحلى أن أضع قبلة على جبين ابن المدينة المنورة وابن الأصدقاء الدكتور حمزة بكر خشيم مدير برامج الطاقة الشمسية بالمركز لقد قال الدكتور رضا عبيد في كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح المشروع:
حتى عهد قريب كان استعمال الطاقة الشمسية مقصوراً على تجفيف المحاصيل الزراعية وبعض الاستعمالات المنزلية البسيطة، ولكن مع التطورات التي شهدها سوق الطاقة الدولي في العقد الأخير.. ولأن الملكة تأخذ بأحدث الأساليب العلمية في تنفيذ خططها التنموية الطموحة.. كان تبنيها لمشروعات الطاقة الشمسية أمراً طبيعياً.
ـ كما جاء في كلمته:
((إن المملكة لا تشتري التكنولوجيا الجاهزة وإنما تشترك في تطويرها وتطبيقها، وتلك هي أفضل سبل التقدم في تقديرنا)).
لقد عايش المهندس السعودي هذا المشروع منذ كان فكرة على الورق. وقام بدور فعّال في ترجمة هذه الفكرة إلى مشروع قابل للتنفيذ، وعاصر كافة مراحل تصميمه وتنفيذه وتشغيله، كما استعانت إدارة المشروع ببعض أساتذة الجامعات السعودية في مختلف مراحل التشغيل.. فكانت فرصة لا تتكرر كثيراً لنقل المعرفة واكتساب الخبرة.. وذلك فضلاً عن إفساح المجال لتدريب الفنيين السعوديين على الأعمال المختلفة المتعلقة بهذا المشروع وفي رأينا أن هذا هو السبيل الأمثل لتدريب القوى البشرية الوطنية وتطويرها.
ـ أما الدكتور بكر خشيم فقد ذكر في كلمته بنفس المناسبة:
((إن المملكة تسعى إلى استغلال الطاقة الشمسية لتغذية مواقع عديدة تحتاج للطاقة الكهربائية على طرق المملكة حتى في ساعات النهار)).
وأكد عزم المسؤولين على المضي في التجارب التطبيقية الرائدة تحت إشراف أيدٍ سعودية لتخريج أيدٍ متدربة جديدة عالمة بالتكنولوجيا الحديثة.
ـ وفي معرض شرحه لمشروع القرية الشمسية قال المهندس فهد بن حريب مدير المشروع:
((إن نظرية المجمعات الشمسية هي أن تقوم تلك المجمعات وعددها مائة وستون مجمعاً بمتابعة الشمس على محورين في حركة دائرية وأخرى رأسية)).
فعند شروق الشمس تقوم وحدات تحكم إليكترونية موجودة في كل مجمع شمسي بإرسال إشارة ضوئية إلى العقل الإلكتروني أوامره إلى المجمع الشمسي بالتحرك حتى تصبح أشعة الشمس متعامدة على سطح العدسات اللامعة التي تركز بالتالي أشعة الشمس العمودية إلى ثلاث وثلاثين مرة على الخلايا الضوئية.
ويوجد في كل مجمع اثنتان وثلاثون وحدة تجميع في كل واحدة منها ثمانية خلايا ضوئية وعدستان لامتان تحتويان على ثماني نقاط تركيز.
عند سقوط تلك الأشعة المركزة على الخلايا الضوئية ينتج عنها تيار كهربائي مستمر تزيد كميته بزيادة معدل الطاقة الشمسية وبملاءمة معدل الطاقة الشمسية وبملاءمة الظروف الجوية وتجمع الطاقة الكهربائية الناتجة من جميع المجمعات الشمسية والتي تقدر في المتوسط بـ 250 كيلووات وتمرر على محول يقوم بتحويلها من طاقة كهربائية مستمرة إلى طاقة كهربائية مترددة تلائم حاجة المستهلكين.
أما الطاقة الكهربائية الفائضة عن حاجة القرى فيتم تخزينها في بطاريات حامضية سعتها ألف ومائة كيلو وات ساعة تكون مصدراً للطاقة الكهربائية عند احتجاب ضوء الشمس.
ويعتبر مشروع أبحاث القرية الشمسية نموذجاً علميًّا من الدرجة الأولى وذلك لعدة مزايا تكنولوجية أدخلت في تصميمه، منها استخدام العدسات بصورة أساسية لتركيز أشعة الشمس على الخلايا الضوئية فتضاعف من قوتها أكثر من خمس عشرة مرة وبالتالي ترفع من كفاءة النظام الشمسي هذا.
((إن هذا المشروع هو مشروع تحدٍ حضاري، سيسهم بإذن الله في تطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية ليس في المملكة العربية السعودية فحسب بل في جميع أنحاء العالم)).
- فرنسا وإفريقيا -
وبدأت علامات تطرح أسئلة.. هل فرنسا بدأت تتحرك في إفريقيا أكثر من التحرك الأمريكي لشن الحرب الصامتة ضد نفوذ الاتحاد السوفياتي في إفريقيا؟
فهناك موقفها في تشاد قوي متريث، وهناك حرصها على علاقاتها المستمرة مع الشعوب الإفريقية التي كانت تحت استعمارها، حرصت ألا تهملها كما صنعت بريطانيا وكما أهملت الولايات المتحدة، وكما تركت المستعمرات البرتغالية دون عون من الولايات المتحدة وبريطانيا.
وهناك موقف فرنسا مع جيبوتي، فليس من الصواب أن نهمل ذلك الموقف أو أن نتغاضى عنه، وأخيراً وبعد غارات جنوب أفريقيا على موزمبيق التي تكررت دون رادع بريطاني أو أمريكي وعدت فرنسا الرئيس الموزمبيقي بالعون.
إن كل هذه المواقف من فرنسا في أفريقيا حرب صامتة ضد النفوذ العنصري والسوفياتي، ولا أدري هل نجد الولايات المتحدة ترضى عن الجهد الفرنسي أم أنها لا تعبأ به، مع أن قوة فرنسا في إفريقيا لم تكن إلا في صالح غرب أوروبا والولايات المتحدة.
- حوار مع طبيب مثقف -
وسمعت هذا الطبيب في أحد برامج ((صوت العرب)) ليلة الأربعاء 1/12 أعني اليوم الذي أملي فيه ((مع الأيام)) تحدث عن دراسته في إنجلترا وفي ((كامبردج)) بالذات فأعجب وأطرب، وكان الوفاء خلقاً يشرف به صاحبه، وأخذ يتحدث عن بريطانيا وما ساهمت فيه كشعب له اليد الطولى في خدمة العلم ونشر العلم فإذا هو يقول كأنه يصف مفاخر الإنجليز بأن ((مخترع الدورة الدموية إن لم يخني السمع هو دكتور هاردي فأخذت عليه أنه نسي أو تناسى أو تجاهل أن مكتشف الدورة الدموية هو العربي ((ابن النفيس)) .
وفي غفوة التاريخ أدعى اكتشافها إنجليزي وإسباني وإيطالي، حتى تسنى للمستغربين من الألمان وغيرهم أن يعثروا على مخطوط أوضح لهم أن أول من اكتشف الدورة الدموية هو ابن النفيس، فإذا الموسوعات تؤرخ ذلك، فكيف نسي الطبيب المصري هذا؟!
ثم إن قوله ((مخترع)) الدورة الدموية ليس صحيحاً، لأن الصواب هو ((اكتشاف)) الدورة الدموية لا اختراعها، وقد أخطأ مرة ثانية حينما قال إن مخترع البنسلين هو الدكتور ((الكسندر فيلمنج)) مع أنه يعلم أن البنسلين لا يمكن أن يخترع وإنما اكتشف بالمصادفة وصُنِّعَ بالممارسة.
ـ صور
ـ قال لي أحدهم: إذا لم يتفق اللبنانيون على مكان يعقد فيه اجتماع المصالحة فكيف نأمل أن يتفقوا على لبنان المكان الكبير وطناً للمعايشة؟
والعجيب أن لا يتفقوا على أرض عربية كتونس أو ارض محايدة كسويسرا!
* * *
ـ ومات معاوية وعبد الملك والقيصر واليوسف والجزار والشهابي والجرامقة وذات الهمة ومعروف بن جمر، كما مات بشارة الخوري ومحمد الجسر وعبد القادر الجزائري وعبد الحميد كرامي.
مات هؤلاء وعاش لبنان كما هو قبل الآن حيث بدأ استغوال القياصرة واستفحال الفرقة كأنما التاريخ يعيد نفسه فما وقع في 1860م تتكرر الصورة كأنها هي!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :775  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 917 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.