شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
زينب صدقت العرافة!
ولست مولعاً بمشاهدة الأفلام التي يعرضها التلفاز أو الفيديو لأن الشوق والتوق لم يعودوا في وجدان الشيخ وسيطاً في إشباع الوجدان لإقصاء المجاعة الفكرية حتى الطموح بالنظرة إلى فوق قد خامرها الخوف من النظرة إلى الـ تحت! ولكن المصادفة وحدها استوقفتني أن أسمع حلقة من حلقات المسلسل التلفازي (( زينب والعرش )) لم أحفل بكل ما شاهدت ولم أستمع لكل كلمة في الحوار الذي يجري في هذا الفيلم.
لكن كلمة واحدة كأنما هي الخلاصة المصفاة لمغزي هذا المسلسل فقد قالت زينب لزوجها الثاني يوسف منصور ((إني سأتزوج)) قالت ذلك لزوجها الذي أحبها وأحبته وما دامت وما زالت هي في عصمته فعجب وأخذ يسألها: كيف؟ من قال ذلك؟
قالت: لقد أخبرتني العرافة بأني سأتزوج ثالثاً أكون سعيدة معه.
فقال الزوج: أو تصدقين العرافة؟ فأذاقته المرارة حين أجابته: لقد صدقت العرافة كما صدقت أنت رئيس التنظيم، إن زعيم التنظيم قال لك: سنسحق العدو خلال ثلاثة أيام وكان قول زعيمك هو كقول العرافة، إنه لم يصدق الإعداد والاستعداد فإذا الهزيمة قد حاقت بنا!
إن زينب رمز لبلدها لقومها وزوجها رمز قد تحرك وفي زعمه أنه قد ينتصر على القهر، لقد كان يصدق قول الزعيم، فأحبت التي هي الشعب أن تعلن ما ذاقته من المرارة بالهزيمة لتجعل ما قاله الزعيم نبوءة كذبتها الأحداث حين حققت الهزيمة، كما أن الأيام تكذب تنبوءات العرافين.
إن الحوار الذي طرحته زينب وهي لم تستقر على حال حيث لم يسعدها زوجها الأول، ويعني ذلك الزعامة الأولى، وحيث أشقتها مزاعم زوجها الثاني زعم لها أنه المسعد والمغيث فإذا الهزيمة هي التي أشقت!
فالزوج الأول كان الشقاء منه، الغطرسة بالنفوذ والسيطرة بالمال، والزوج الثاني الذي صهره القهر لم يستطع إلا أن يشقى ويشقيها بقهر جديد، فالقهر يطغى به سلطان العدو، قد تنمو به المقاومة، ولكن القهر بهزيمة الشعب قد تضمحل به المقاومة، تموت تحت وطأة المأساة ولكن وارث المأساة قد يعيش إذا ما حقت الكارثة ليضع من صدقه الكارثة على الكارثة.
ومالي قد استوقفتني هذه الكلمات من زينب والحيرة من الزوج إلى هذا الحد؟
ذلك أني أعلم مما لم ينشر عن بعض هؤلاء الذين أحبوا أن يقاموا القهر فخضعوا إلى قهر جديد، يلتمسون منه أو به التفريج على الكرب فألجأهم ذلك إلى تصديق السلة وقارئ الكف وقارئة الفنجان!
ولئن أراد أن يلمز الذين أغضبوه بأنهم كانوا يصدقون العرافين وتحضير الأرواح وما إلى ذل فإن تعرضه إلى هذا الأمر سيحرجه، فإما أن يؤدي أمانة الكلمة وصدق التاريخ يكتب عن الجميع وأما أن يخون الكلمة فيخص واحداً دون الآخرين.
إن ضعف الإيمان وقسوة القهر قد ألجأت هؤلاء إلى تلمس التفريج عن الكرب لتصديق العرافين، كثيرهم وبس!!
ـ أرض الفيروز
في احتفالات الشعب المصري فرحاً بعودة سيناء سمعت أغنية أو هي النشيد بعنوان ((أرض الفيروز)) غنتها ياسمين الخيام يشاركها مطرب اسمه أسامة.
لقد أعجبني هذا النشيد وما زلت أطلبه فلم أجده، لكن الذي لم يعجبني أن تمحو الفرحة ليتوالى محو الأيام، ينسى الناس بهما اسم سيناء فهي ليست أرض الفيروز تاريخيًّاً وجغرافيًّا وعربيًّا مصريًّا إنها ((سينا)).
اكتسبت هذا الاسم من عبادة إنسانها الأول للقمر فهي أرض القمر والقمر سناءُ في ارتفاعه وسني بنوره فقد كساه الله السناء يضيء به الليل كما سخر الله الإضاءة في الشمس نهاراً.
حتى أني لأحسب أن اسم الشمس في لغة الفرنجة ((سن)) ما هو إلا مأخوذ من كلمة سناء أو سنى بمعنى النور.
إن سيناء أقف أمامها ما وصفت به في القرآن الكريم أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (طه: 20) إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (طه: 12) انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ (الأعراف: 143) جَعَلَهُ دَكَّاء (الكهف: 98) وَطُورِ سِينِينَ . وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (التين: 2 - 3).
والشجرة الزيتونة يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ (النور: 35)، وَالطُّورِ . وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ (الطور: 1 - 2).
كل هذا يعطينا تاريخاً لسيناء وجغرفة لها وذكراً تترطب به الأفئدة.
إن سيناء حين فتق الله البحر الأحمر تفضل جل جلاله بأن تكون سيناء البرزخ والمعبر تلتئم به الأرض العربية والأمة العربية، كأنما برزخ السويس هو جزء من سيناء، قد اصبح الصلة بين مصر العربية من الأزل والجزيرة العربية من الأزل.
إن هذا المجد لـ ((سيناء)) عطاء الله لها فلماذا تكون أرض الفيروز؟ بينما هي سيناء أرض الزيتون والنخل والعربي الذي ما زال عربياً كأنه من بادية الصحراء العربية.
إن سيناء تاريخيًّا هي من مصر، أما جغرافياً فهي من جزيرة العرب، وليست هذه الجغرفة إقصاء لمصر عن سيناء فمصر عربية رغم أنف الذين يتنكرون أو الذين شربوا كأس المخدر من المستشرقين!
ـ صورة
وليست المرة الأولى أنشر فيها هذه الصورة ولكن الشيء بالشيء يذكر فحين احتل الفرنسيون البلد المسلم العربي ((الجزائر)) وهزم الأمير عبد القادر الجزائري يخرجونه من أرضه أخذ الإنكليز كنوع من الحرب على فرنسا التي كانت مشتعلة بين الإنجليز والإفرنسيين حينذاك.
فعرضوا على الأمير المجاهد أن يتوجوه ملكاً على سيناء. فلم يجدوا في الأمير المجاهد إلا كلمة الإيمان ونظافة العقل.
لقد قال لهم: هل أنتم تملكون سيناء؟ أهي أرض بريطانية تمنحونها لي؟ إني أرفض هذا العرض!.. وهكذا ما زال استعمار الأباطرة الأوروبيين يفعل بنا الأفاعيل إن زال اسم الاستعمار فقد بقي الاستغلال والاستقطاب.. فهل كانت زينب إلا صادقة حين سخرت بالعرافين والذين يصدقون العرافين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :604  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 915 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج