الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

الأشداءُ.. الرُّحمَاءُ

لا أكتبه ترجمة موسعة لسيف الله أبي سليمان خالد بن الوليد، وإنما هي تصور لبعض ما افقه من فقه السيرة عن هذا الشديد الراحم صاحب رسول الله قاهر الردة قائد اليرموك فاتح دمشق حرباً وإن أطاع لأبي عبيدة أن تأخذ دمشق من رحمة الفاتح العربي الراحم بإسلامه أن لا يسجل التاريخ على ذات الربوة والمعين والمنارة البيضاء إلا أن تفتح سلماً حين فتح الأبواب خالد وحين دخل الأبواب أبو عبيدة أدخلوه مسالمين فمنح دمشق أن تفتح سلماً وخالد بن الوليد بن المغيرة أبوه الوحيد أمه لبابة الصغرى فهو ابن خالة الحبر فأم الحبر عبد الله بن العباس لبابة الكبرى خالته أم المؤمنين ميمونة خالته أسماء بنت عميس زوج جعفر الطيار بن أبي طالب كلهن الأخوات التسع الأمهات وخالد بن الوليد مرة وألف مرة سيف الله لقب حلية.

منحها الله له على لسان نبيه رسول الله سيدنا محمد حين فرج الكرب عن جيش الإسلام في مؤتة أخذ الراية زيد فأصيب فأخذها عبد الله بن رواحة فأصيب فأخذها جعفر بن أبي طالب قطعت يداه فاحتضن الراية فرفعته الملائكة يطير كما رفعت عامر بن فهيرة إنهم من خيرة خلق الله نسيج وحدهم أنعم الله عليهم بالنصر فهم كما قال عاصم بن عمرو أخو القعقاع قال لكسرى كنا مفترقين جياعاً نأكل من خشاش الأرض وأعشابها فمنّ الله علينا أرسل رسوله فهدانا وجمع شملنا ثم قال ما انزعج منه كسرى وأراد الإمبراطور أنوشروان أن يهزأ بوفد العرب فقال أعطوهم كيساً من التراب، فحمل الكيس عاصم فخر تميم من مفاخر المسلمين وحمل الكيس يقول كأنما الله فتح عليه ليقولها ابشروا.. ابشروا فقد منحكم الله تراب أرضهم.. أهذا قول البشر ذكاء البشر أم هو إلهام من الله لو أحد من البشر انعم عليه أن يكون من أصحاب ليلة الهرير في القادسية وبعد هذه المقدمة أكتب صورتين عن القائد خالد وعن الخليفة عمر فخالد بعد أن انتصر في ذات الخنافس على الفرس أنامهم على موعد إفطارهم فإذا الخبر يصل إلى الصديق، ألا وهو أبو بكر رضي الله عنه وعنهم أجمعين، وصل الخبر عن النصر فخرج الصديق مشرق الوجه لا يلبسه تيه عضل وإنما لبسه زهو الإيمان في وجدان أول المؤمنين الصديق أبي بكر خرج على الجمع المسلم في المسجد مهاجره وأنصاره يقول كأنه يبشر المسلمين عدا أسدكم على الأسد فأجلاه عن خراذيله.. أعجزت النساء أن يلدن مثل خالد وبعثه أبو بكر مدداً إلى جيوش الشام كقائد خامس ولكن بتوفيق الله والرضى من إخوانه القواد الأربعة يتولى القيادة قال له واحد ما أكثر الروم وما اقل المسلمين فنطق الإيمان في وجدان خالد يقول:

ما أقل الروم وأكثر المسلمين إنما تكثر الجنود بالنصر ويقل عديدها بالهزيمة ولوددت أن الأشر بريء من توجيه يعني حصانه صديقه في الجهاد وى.. حتى الحصان يشارك في الجهاد ولماذا؟ أفليس قول الله تعالى حقًّا: وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وانتصر الإسلام في اليرموك بالكلمة دليل السيف فهو حين رأى الروم وقد اهتزوا بحملة عكرمة ومن معه نادى عمرو بن العاص وهو على الميسرة (افرجوا لهم) فإذا الروم ينهزمون في ساعة من نهار وإن لم تقرأوا في تاريخكم معنى هذه الكلمة فاقرأوها في تاريخ العسكرية الألمانية فهم يرون أن نصر اليرموك كان بالكلمة وهم يرون أن خالد بن الوليد جندي بمعنى الكلمة انضباطي بمعنى الكلمة..

وفي إبان المعركة حين بدأت خرج قائد من جند الروم فارسهم المرجى يطلب أن يبرز إليه خالد وى.. هل طار صيت خالد حتى سمعه هذا الرومي وخرج خالد لا يتأخر عن المبارزة فإذا القائد الرومي يقول لخالد بن الوليد: (أمعك سيف من السماء؟) قال خالد: لا وإنما هو لقب سماني به رسول الله، فقال الرومي: إن معك تعويذة، قال خالد: ما معي ذلك، قال الرومي: لا إنها معك وطمع خالد في إسلام الفارس فرفع خالد قلنسوته ليقول له هذه الناصية رسول الله حين حلق تخاطفنا شعره فوقعت في يدي هذه الناصية، فاقترب الرومي وقد أرخى سيفه: أخبرني عن الإسلام، فأخبره فأسلم سيدي جورج سيودور يقاتل بجانب خالد فقُتل على الإسلام، لم يصل ركعة، ولكنها الكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله آمن بها، فنطقها فقتل في سبيلها فكان من الشهداء.. ولماذا لا نفهم أن قتاله بجانب خالد كان أول الهزيمة للروم ولا أريد أن أطيل هذه الحلقة فإلى حلقة أخرى أكمل فيها عن عمر وخالد لا نصف التاريخ أما عمر فهو غني عن الإنصاف من بشر مثلي.