شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الهجرة طريق النّصر
إن الهجرة إلى المدينة المنورة [يثرب] كانت في صورة الاختيار توفيقاً من الله.. هذا المظهر للتوفيق هو المخبر للتوفيق، أعني أمر الله سبحانه وتعالى كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يحسب أن الهجرة ما دامت لأرض ذات نخل يحسب أنها لهجر أو نجران أو اليمامة أو يثرب.. ولكن توفيق الله حدد مكان الهجرة.. المدينة المنورة.. فمن الاستنباط الذي استحسنه أن هجر ما كانت تصلح لنشر الدعوة ولا اليمامة ولا نجران.
وإنما التي صلحت لنشر الدعوة وانتشر منها الإسلام هي المدينة المنورة لأنها لم تكن محصورة لقبيلة واحدة كغيرها بل كانت تجتمع حولها كل القبائل.. إضاعة أعني جهينة وبلى، الأنصار الأوس والخزرج غطفان بقضها وقضيضها.. خزاعة، مزينة - تتناول القربى إلى المدينة تميم، فالمدينة تجمع القبائل.. كانت بيئة النصر.. موطن النصر..
إن الهجرة لم تكن تعذيباً للنفس المهاجرة وإنما كانت تهذيباً للنفوس التي هاجرت.. كما هي التهذيب للأنصار الذين استقبلوا المهاجرين.
إن المؤرخ لا يستطيع أن يستقصي فضائل الهجرة والنصر الذي حصل بها ومنها.
كان المهاجر فرداً فإذا هو في المدينة جمع.. كان الجمع نواة الجيش المسلم.. ينتصر في بدر.. ينتصر في مواطن كثيرة.. حتى من الله بالفتح المبين.. فتح مكة.. فإذا النبي يقول لا هجرة بعد الفتح.. فلقد هاجر صفوان بن أمية بعد الفتح يتبع طريقة المهاجرين الأولين... صفوان بن أمية كان العدو الألد فأصبح الحبيب الصدق.. هداية الله.. وصل إلى المدينة صفوان فاستقبله ذو الخلق العظيم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فقال له.. على من نزلت يا صفوان.. قال نزلت على العباس بن عبد المطلب [المهاجر نزل على المهاجر] وتلك لم تكن الطريقة المأمور بها.
فقال له الرسول صلَّى الله عليه وسلم:
نزلت على أحب قرشي لقرشي.. أو كما قال.. ولكن ارجع إلى مكة، فلا هجرة بعد الفتح.
إن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الحادث وأحداثاً أخرى ليتم التشريع بها، أحسبني أستنبط من هذا أن النبي صلَّى الله عليه وسلم ما احب لصفوان أن يكون المهاجر يستضيفه مهاجر.. لئلا يستوحش الأنصار فيشعروا بشيء من التغيير.
وأحسب قبل ذلك ألا تكون مكة موطناً يهاجر أهله منه بعد أن فتحها الله للإسلام.
… وحين نكتب عن الهجرة إنما نذكر بما أفاء الله بها على رسوله من النصر، ومن ناحية أخرى يعرف القارئ كيف تحمل النبي صلَّى الله عليه وسلم الصبر والأذى ثلاثة عشر عاماً فمنّ الله عليه بالنصر في عشرة أعوام..
ولنقرأ قوله تعالى.. إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ . وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (النصر: 1 - 3).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :555  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 912 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

جرح باتساع الوطن

[نصوص نثرية: 1993]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج