شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عبد العزيز آل سعود
وعبقرية الشخصية الإسلامية
ولعلّ هذا الكتاب يلزمني أن أدعو له على صورة من الإعلان عنه تعريفاً بالبطل، ولا أحسب أن أحداً يتهمني أو يتهم جريدة (( عكاظ )) بأنها قد تقاضت قيمة الإعلان فالإشارة بالكتاب لا تعني إلا أنها الوفاء للبطل الملك (( عبد العزيز بن عبد الرحمن )) ، تغمده الله برحمته.
ولست أجد وسيلة لهذه الإشادة إلا أن وضعت هذا العنوان أنشر باسمه المقدمة التي كتبت تعريفاً به وتقديراً لجهد الكاتبين ، فالمقدمة هي كما يلي:
((وقرأت الكتاب)): ((عبد العزيز آل سعود وعبقرية الشخصية الإسلامية)) وقد كلفت به كلفي بالبطل، كما كلفت به لأبعث لسمو الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز ما رأيت مما قرأت، فقد بعثه إلي تكليفاً لبس ثوب التشريف، فإذا بي أجد الكتاب قد عنى به المؤلفان عناية لم تكن عن سرد التاريخ استقراء للحوادث، وإنما كانت عن فهم البطل، فالبطل تاريخ لأنه قبل أن يصنع من الأحداث تاريخاً، تحدد معالم حاضره ومستقبله، فإن الأحداث التي مضى بها تاريخ قومه هي التي تصنع البطل فإذا لم يكن الزعيم قد تأثر بماضي أمته وقيم شعبه ومكانة أسرته فإنه قد يطول به الزمان أن يجد نفسه ليصنع تاريخ مجده. أو مجد تاريخه.
لقد نهج المؤلفان النهج الذي تعرف به كيف أصبح البطل بطلاً لم يخضعا للمدرسة الحتمية التي تجعل الحدث وليد الحدث قبله، وإنما هما قد أخضعا وبالتحليل كل حدث جاء على يد البطل إلى الوازع النفسي والدافع القومي.
وحين استمرأت أن أقرأه تذكرت ((توماس كارليل)) لم يذكر أحداثاً، فقد كان البطل هو الحدث عنده، حتى أن نظافة الأسلوب جعلته وهو المسيحي ألا يرى البطل كنبي إلا في شخصية ((محمد)) صلَّى الله عليه وسلم وكما جاء، إميل ليدفيج.. فيما كتب عن البطل ((نابليون)) وعلى نفس الصورة قد حذا حذوهما المؤلفان وهل أقول إن ((برنارد شو)) عن ((جان دارك)) قد أسبغ صفة البطولة على ((جان دارك)) بأسلوب أنها مصنوعة الحدث.
من هنا قرأت فأمتْعت، وأبديت رأيي لسمو الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، أرجوه أن يتم طبع هذا الكتاب، حتى أني لم أحجب في نفسي أن حب العرب غرب السويس لا يبخل بأن يزيده ويزيده كلفاً منحته جزيرة العرب إليه، إسلاماً ولغة، وأنسالاً، فالعرب غرب السويس من شاطئ القنال وأرض البرزخ - وطأة عمرو بن العاص - إلى ساحل بحر الظلمات ((الرباط)) - وطأة القدم - قدم عقبة نافع - كل هؤلاء الناس العرب المسلمون - بهذا التحديد الذي حددت - يحبون أرضنا وإنسانها.
وبهذا الحب كتب المؤلفان الأستاذ محمد إبراهيم شعبان والدكتور عبد العزيز شرف كتابهما عن ((عبد العزيز آل سعود وعبقرية الشخصية الإسلامية)).
وقد وثقت أنهما لم يهملا أي تعديل قد أشرت به إليهما، آملاً أن يكون هذا الكتاب موضع الرضا من القارئ والناقد وما إلى ذلك.
والكلمة الأخيرة عن البطل التي لا يجادل فيها أحد أنه قد رد الاعتبار لتراث محمد - المسجدين - وسياجهما جزيرة العرب، بعد أن أهدرها العبشمي والهاشمي، فمن اليوم الأول الذي خرج فيه علي بن أبي طالب من المدينة، قد أصبحت جزيرة العرب التي هي كياننا الكبير ((المملكة العربية السعودية)) في غيبة التاريخ، وغواية التاريخ، وظلم التاريخ، وجاء عبد العزيز فصنع الوحدة الأنموذج.. إنه بهذا الرد للاعتبار ينبغي أن يكون له كل الدَّيْن في عنق المسلم العربي، يرحمه لله.
- الأخضر والأحمر -
وقبل أن اشرح العنوان عن الضوء الأخضر والأحمر، فقد أستملح أن أضع أمام ما أود شرحه هذا المثل، سمعناه من أشياخنا في المدينة المنورة، وهو على قساوته أو حتى وقاحته أعتبره يمثل واقعاً قد انغمست فيه وانطمست به قضية فلسطين فقضية لبنان.
إن المثل هو هكذا: زوِّج بنتك على ولدك.. كلام الناس ثلاثة أيام.
أي وقاحة وأي فظاعة أن يزوجَ أبُ لبسَ الضلالةَ الأخَ على أخته، ومع هذه الفظاعة والوقاحة والشر المستطير فإن الناس يعيبون ذلك ويكرهونه وربما حاربوه بالكلام، ولا يمضي على ذلك من كراهيتهم وإنكارهم ومعاتبهم له إلا أيام قليلة، فإذا الكلام يسكت وتنتهي المسألة بالتناسي ثم بالنسيان، وهكذا ذهبت مذبحة ((صبرا وشاتيلا)) فلم يعد هناك كلام عنها، كما ذهب غزو إسرائيل للبنان، إسرائيل تجني ثمرات الانتصار، وإذا العرب تكلموا أياماً وسكتوا عن ذلك ليبدأوا كلاماً جديداً عن لبنان أيضاً، وعن الحرب الأهلية القائمة فيه، وعن الطغيان الإسرائيلي الذي يريد نشر القوات وتوزيعها.
وإذا ما تكلم العرب عن هذه الأوضاع وعن ما يجري من فوضى داخل منظمة التحرير، وضع كل فريق الخطأ على الفريق الآخر، بينما الأمر لم يعد في وسع العرب أن نخضعهم إلى أن يخطئ بعضهم بعضاً، أو أن ندعو البعض بألا يكون السبب في بقاء إسرائيل تحتل لبنان، سواء بالتحدي لغيرها من العرب أو بممارسة التعدي منها على الفلسطينيين واللبنانيين، أو بتكوين الحرب الأهلية مؤيَّدة من إسرائيل، مؤيَّدة من الآخرين عرباً داخل الحدود أو من خارج الحدود.
وإنما الذي يدعونا هو أن يتسع فكرنا إلى موقف الإمبراطوريتين، إمبراطورية ((البيت الأبيض)) وإمبراطورية ((الكرملين)) فالصراع حول لبنان هو الصراع من أجل فلسطين، فما اشتعل ولن يشتعل إلا بالضوء الأخضر منحته الولايات المتحدة لإسرائيل، لتطغى في فلسطين ولتغزو لبنان، وما اشتعل ولن يشتعل إلا لأن الضوء الأحمر لم تشعله إمبراطورية الكرملين.
فالضوء الأخضر في لبنان كان يقابله الضوء الأحمر لم يوجه إلى إسرائيل وإنما وُجَّه إلى غير إسرائيل، وأحسبني غير مخطىء ولا متجاوز الحد حين أزعم أن الضوء الأخضر ((المزدوج)) يشعله الاتحاد السوفيتي سرًّا أمام إسرائيل وجهراً أمام سوريا، وبذلك يكسب الاتحاد السوفياتي، ما أراد، وتتورط الولايات المتحدة لأنها أصبحت تحت سلطان اليهود، بدأوا يخربون سياستها وقوتها في العالم العربي وفي مواطن أخرى، لأن رغبة اليهود هي تدمير الإنسان، ولن تجده إلا حينما يتصاعد الصراع بين الإمبراطوريتين، فلئن بدأ في أوروبا وتصاعد في الشرق الأوسط واعتلى تأثيره على الولايات المتحدة في أمريكا الوسطى فإنها الفرصة لدفع الولايات المتحدة إلى موقف لا خلاص منه إلا بالرضوخ لغطرسة الاتحاد السوفياتي أو بإشعال الفتيل، لا في الصواريخ متوسطة المدى، وإنما بالصواريخ عابرة القارات.
ولكن.. لعلّ الشعب الأمريكي تأتيه صحوة ليتجنب الكارثة حين يعرف ما يصنعه اليهود.
وهناك الضوء الأصفر.. ما زال مشتعلاً في يد السوق المشتركة يبتسم حيناً للضوء الأخضر، ويكفهر حيناً للضوء الأحمر!
ـ صورة
وهذه الصورة نشرناها من قبل:
المنّ من القوي استعلاء، ومن الضعيف استجداء، ومن القرين بلاء.
وما أرق الاستجداء في قول جرير لعمر بن عبد العزيز، نسج هذا البيت من الشعر صورة بيانية ارتفع بها إلى فوق:
هذي الأرامل قد قضيت حاجتها
فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر
فهل يترمل الذكر؟!
أم هي بلاغة الفحولة في جرير؟!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :691  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 910 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.