شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأشياخ
الشيخ محمد الطيب الأنصاري
ونعود إلى إلى قواعدنا سالمين، بعد أن حبسنا حابس الفيل لا نخوض القال والقيل.. ولم يكن ذلك الحابس عن تعجيز الكرب النفسية. أو ما إلى ذلك.. من كسل الفصل.. وتطلع العقل إلى ما يحمد.. نعود إلى قواعدنا نكتب عن الأشياخ.. فحين كنا في المجاعة تحيط بنا الأمية والجهل، وجدنا الغوث عند هؤلاء الأشياخ، سواء كانوا من شيوخ الكتاتيب، أو من مشيخة الأساتذة المدرسين في المدرسة، أو من شيوخنا العلماء في المسجد النبوي.. فبعضهم كنا به ومعه وله، وكان بكل ما لديه لنا أباً ومعلماً، وبعضهم لم نكن به، وكان لزاماً أن نكون له، فطالب العلم ينبغي أن يحترم أستاذ العلم، ومن هؤلاء الأشياخ الذين سأكتب عنهم، والذين عمروا المسجد النبوي، فلعلّي قبل أن أبدأ باليسير من سيرة الشيخ محمد الطيب الأنصاري المعروف عند العامة (بالتنبكتي).
قبل أن أبدأ بالكتابة عنه أسرد أسماء الذين عرفناهم أصحاب حلقات في المسجد، أُحَرِّض الذين تخرجوا من المسجد وشغلتهم شواغل أخرى، أن تكون لهم حلقات..
إن المسجد النبوي قد عمر بالعلماء وبكثرة وافرة، فمن أوائل العشرينات الهجرية إلى أواسط الثلاثينات كثر العلماء من كل الأقطار المسلمة.. سواء الذين أحبوا الإقامة في المدينة أو الذين هربوا من ظلم الاستعمار في المغرب العربي وفي الهند.
إن هؤلاء الذين كثر وجودهم في المسجد من العلماء منهم الذين ولدوا في المدينة ومن أعراق قديمة فيها كالسيد أحمد البرزنجي وابنه السيد زكي البرزنجي، والشيخ إبراهيم البري وابنه عمر البري.. والشيخ عمر كردي الكوراني حفيد صاحب السند العالي إبراهيم الكردي الكوراني الذي اتصل به شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب أيام وجوده في المدينة المنورة.. وقبل هؤلاء كان العلامة الجليل عبد الجليل براده وصديقه وصفيه إبراهيم الأسكوبي.. أما الذين أصبحوا من أهل المدينة حقاً فأقاموا فيها يعمرون المسجد فأكثرهم من المغاربة - تونسيين وجزائريين ومراكشيين - أمثال شيخ الشيوخ حمدان ابن الونيس الذي أخذ عنه الأمير شكيب أرسلان الكثير وأعجب به، ومن ذلك الحديث يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على القصعة قالوا أمن قلة يا رسول الله؟ قال: بل غثاء كغثاء السيل.. إنما يدرككم الوهن، قالوا: وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الآخرة.. وفي رواية حب الحياة وكراهية الموت.. أو كما قال عليه الصلاة والسلام.. ذكر ذلك أبو غالب ابن ماء السماء الأمير شكيب أرسلان في تعليقاته على الكتاب (حاضر العالم الإسلامي) ترجمه إلى العربية الكاتب العربي الدرزي عجاج نويهض، وقد امتلأ بتعليقات الأمير فإذا الكتاب يصبح مرجعاً..
ومن هؤلاء العلماء المغاربة عبد الحميد بن باديس، والبشير الإبراهيمي، والطيب العقبي، والعزيز بن الوزير شيخ شيخي السيد محمد صقر.. والشيخ الحبيب، وحميدة والبيضاوي، والشيخ محمد العمري.
ومن شنقيط الخضر بن مايا الجكنى والد صديقنا محمد الأمين سفير الأردن سابقاً.. ومن أفريقيا السمراء (الألفا هاشم) ومحمد الطيب الأنصاري ومن لبنان وطرابلس الشيخ عبد القادر الشلبي.. ومن الهند الشيخ عبد الباقي الأنصاري والشيخ خليل أحمد صاحب (بذل المجهود) شرحاً على أبي داوود.. والشيخ السيد حسين أحمد وهما من جامعة بيوباند.. وكانوا أهل حديث ينتصرون لمذهب أبي حنيفة على طريقة محمد بن الحسن والطحاوي.. فالسيد حسين أحمد هو الرجل الثاني من هؤلاء العلماء الذين أعجب بهم الأمير شكيب أرسلان، فالأمير ينبغي ألا يفوتنا أنه جاء ثالث ثلاثة..
عبد العزيز جاويش أحد أعلام الحزب الوطني - حزب مصطفى كامل.. وعبد القادر المغربي علامة دمشق، والأمير شكيب.. جاءوا لتأسيس الكلية الإسلامية التي أقاموا قواعدها غرب التكية المصرية وشرق محطة القطار..
فعاجلتهم الحرب ولم تؤسس الكلية.. ولا أنسى الشيخين محمد العلي التركي وصالح الزغيبي من أعيان القصيم وأكابر مدينة عنيزة.. كل هؤلاء العلماء قد استنارت وجوههم في المسجد النبوي.
إن عبد الحميد بن باديس زعيم الثورة في الجزائر ومربي أجيالها عاد مسرعاً إلى الجزائر يحمد للسيد حسين أحمد (عم السيد حبيب) أنه قد نصحه حين قال له: لماذا هجرت الجزائر تقيم في المدينة؟ أتحسب أن هذا تصنع به استقلال الجزائر؟ فالجهاد هناك.. سمعها ابن باديس وعاد.. فكأنما السيد حسين أحمد قد نظم الخطة لجهاد الجزائر في المسجد النبوي..
هذه المقدمة وجدت لزاماً علي أن أذكرها كأنما أفهرس بها الأسماء التي سأكتب عنها بقدر ما أعرف أو بالقدر الذي أتعلمه من غيري إن وافاني أحدهم بما يفيد..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :629  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 897 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.