شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لمسات إلى الأستاذ خالد العجمي
وقرأت تصويبك لخطأ وقعت فيه.. لا من ضراوة الجهالة، وإنما من غفوة العجالة، فالإملاء والارتجال يتسع بهما التجوال حيناً، ويضيق المجال حيناً آخر.
لقد قرأت تصويبك أنشر نصه ثم أعقب عليه وجاء في مقال أستاذنا الكبير محمد حسين زيدان (( لمسات )) المنشور في عدد البلاد 6718 الصادر في 15 جمادى الثانية في معرض حديثه عن السيد أحمد صقر، أنه بينما كان يقرأ لتلامذته في كتاب وفاء الوفاء للمسهودي جاء ذكر عبارة وردت في الكتاب أن الشمس كسفت يوم التاسع عشر أو السادس عشر وأن التلامذة سكتوا فرفع أستاذنا زيدان إصبعه وقال له: إن الشمس لا تكسف إلا في أواخر الشهر عندما تكون الشمس في المحاق، فاهتز السيد أحمد صقر فرحاً، وأعطاه الامتياز . انتهى كلام الأستاذ محمد حسين زيدان.
وتعليقاً على هذا.. هل تسمح لي جريدة البلاد الغراء أن أصلح الخطأ العلمي الذي ورد في هذه الفقرة وأقول أن دور المحاق لا يطلق على الشمس بل على القمر فإن كان يقصد القمر فعندئذٍ لا يكون كسوفاً بل خسوفاً كما أن ظاهرة الكسوف بالنسبة للشمس لا ترتبط بآخر الشهر أو أوله.. وإنما هي ظاهرة تحكمها قوانين ثابتة يحددها علماء الفلك والجغرافيا، مع تحياتي وتقديري لأستاذنا الفاضل.. انتهى كلام الأستاذ خالد العجمي.
وأود أن أدير الحوار مع الناقد الكريم فلعلّه لا يعرف أني شديد الفرح بالخطأ أقع فيه لأهتدي إلى الصواب فكثيراً ما عاتبت القراء لأنهم لم يصوبوا لي ما أخطأت فيه حين تنبهت إلى ذلك بعد.
فأنا أعرف أن المحاق لا يطلق إلا على اختفاء القمر في نهاية دورته، فذلك تقدير العزيز العليم.
من هنا كان خطأ مني أن قلت عندما تكون الشمس في المحاق، فالشمس لا توصف بذلك وإنما هو القمر.
إن القمر يخسف وهو في الاستقبال والشمس تكسف والقمر في المحاق.. والاستقبال في منتصف الشهر عندما يكون القمر بدراً والشمس تكسف في نهاية الشهر القمري. هذا ما عرفناه بالقراءة والتلقين، غير أن الأستاذ الناقد جاء في نقده ((كما أن ظاهرة الكسوف لا ترتبط بآخر الشهر أو أوله وإنما هي ظاهرة تحكمها قوانين ثابتة يحددها علماء الفلك والجغرافيا)).
إن هذه الظاهرة ظاهرة الكسوف والخسوف هي من السنن الكونية.. قانونها ما قدره الله لها، وعليها فالسنن الكوني هو الذي يحكمها، لا القوانين الفلكية أو الجغرافيا، ثم إن السنن الكوني وبالاستقراء والتتبع حدد لها أن يكون الكسوف في آخر الشهر والخسوف في ليالي منتصف الشهر. فحساب الفلكيين حين يذكرون أنه سيكون الكسوف أو الخسوف في يوم كذا من الشهر السرياني الشمسي أو الميلادي الشمسي ما هو إلا إعلام بالليلة أو النهار إنما التحديد لوقوع الكسوف أو خسوف هو تحديد السنن الكوني كما ذكرنا من قبل، فأيام السنة الشمسية وإن كانت مرتبطة بمسيرة الشمس، التي تبلغ أيامها ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً وخمس ساعات، (48) دقيقة، (51) ثانية، هو حساب لأيام السنة، وأشهرها ليس فيه التحكم في ليلة الخسوف ونهار الكسوف.
فحساب الكسوف والخسوف، كواقع قمري وكإعلام شمسي، فالأشهر السريانية شمسية والميلادية شمسية والأشهر العربية الشمسية بحسبان البروج تختلف في عداد للحساب الجريجوري في عداد الأشهر وأيامها وإن احتفظت بأمرين: أسماء الشهور ((كانون ثاني وما بعده)) الحمل وما بعده كما احتفظت بتحديد الأعياد، فأعياد الكنيسة الشرقية بالحساب السرياني لا توافق أعياد الكنيسة الغربية بالحساب الميلادي، فميلاد عيسى في الغرب في نهاية ديسمبر بينما هو في الشرق في أوائل يناير، فهذا الاختلاف عائد للحساب الفلكي من عمل البشر، أما الكسوف والخسوف فسنة كونية من تقدير العزيز العليم لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (يس: 40).
إن تحديدها كواقع هو سنة كونية كما قلت، أما تعيين الوقوع فإعلام فلكي يضعه في ليلة من الشهر الشمسي أو في نهار.
أرجو وأنا كثير الشكر للأستاذ الناقد أن يحفل بما كتبت لا يقول لي أصبت وإنما أنا فرح أن يقول لي أخطأت إن كان هناك خطأ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :710  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 893 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج