شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ميزانيَة الدَولَة
وحبسني حابس الفيل بتلك التي..
بذلت لها المطارف والحشايا
فعافتها وباتت في عظامي
ولكنها حين غسلتني بأربعة سجام استفقت اليوم أن أملي لا أتأخر عن جدول أيامي، أكتب عن ميزانية الدولة.
لقد تسمعت إلى بيان الملك فهد عن الميزانية بيان((مُقَارنْ)) يقارن الكثير بالأكثر، يعلن عن التقدم يقر بعزم الملوك أنه سائر على الطريق عقيدة مسلمة صافية، وعملاً بناء ضافياً كأنما هو قد أعلن المسؤولية الشاكرة رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ (إبراهيم: 7).
فالمقارنة كثيراً بالأكثر تعني وضوح الأرقام ولكن أرقام الميزانية كانت معانٍ استمدت وضوحها من وضوح الرؤية، صادقت الماضي بكل الاحتفال يوم كان الحمد شعارنا، وصدقت مع الحاضر وللمستقبل حين كان الشكر دثارها.
لقد كنت في كل ميزانية أتفاءل حين أنشد ((وكل حاجز يفيض ويمتلىء)) - وبيان الملك اليوم - فعام الميزانية يومها كان يعلن أن الحواجز قد فاضت وامتلأت ولن يلحق بها جفاف إن شاء الله، ولكن حراسة هذه الحواجز، وأعني بها كل المؤسسات والسدود، والطرق، لا يحرسها من الجفاف إلا تحمل المسؤولية عن ذلك فمسؤولية الدولة أعلنها ((تاجها)) الملك فهد. أما مسؤولية الشعب فما أحسب أن شعباً قد جاع كثيراً في عماية التاريخ وهو صانع التاريخ إلا أن يصون كل عمران، كل بناء حضاري، كل مدرسة انتشرت، كل جامعة انتصرت، كل مؤسسة تعطي الشعب قيمة المواطن ولكن بقيم المواطنة. فالمواطنة قيمة ترتفع بالقيم التي يعرف الشعب أنها في أعراقه الذي أعطى وما أخذ، والذي مازال يعطي ولن يبخل، والذي عاقوه فما انشق.
فإذا من أهداف الميزانية أن تعالوا يا شعوبنا إلى كلمة سواء، هي أن نكون يداً واحدة، وإن تفرقتم عنا مذاهب تصدون معنا عدوًّا شرساً حتى أسال علينا النفط يهلك الحياة في الخليج.
إن ميزانية الدولة أسقطت الأوصاف، فلا نقص، فالمدخر وفير، نبني ونبني، وما ضرنا من قبل أن نصنع بالشظف كل هذا الترف.
فالمقارنة بين الكثير والأكثر ينبغي أن تعيدنا إلى المقارنة بين القليل القليل والكثير. فالدولة التي في هذا الكيان الكبير صنعت بالقليل الوحدة تحت راية التوحيد، قادرة على أن تصون الوحدة وتعتز بالتوحيد، قادرة على الثبات في وجه كل حدث.
فالتحية لجلالة الملك فهد أوَّلاً، ولكل من ساهم في وضع أي رقم في هذه الميزانية بكل الثبات والتثبت والإثبات. كأنما وزارة المالية انطلقت بعامل المركزية إلى تعامل مرن مع ((اللامركزية))، فالتحديد بالأرقام كان عمل المركزية، والعرض والتنفيذ كانا عمل اللامركزية.
فالمركزية وحدها سيطرت على التقنين، واللامركزية لها سلطان التنفيذ الواثق والمتجه لصنع الخير والبناء.
ولا أنسى الثناء على التلفزة التي بسطت أمام إعلان الميزانية عامل التشويق بالإعلان عما عمرته الدولة، كانت التلفزة فنًّا من الفن، عطاءً من الميزانية السابقة، وأخذاً من هذه الميزانية اللاحقة.
إن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الملك البطل تغمده الله برحمته قد أعطاناً درساً حين صنع بالشظف وحدة هذا الكيان الكبير.
فالقليل الذي كان لديه والقليل الذي كان يتمزق به هذا الكيان الكبير هو الذي أعطى وحده الكيان الكبير، فلو وافت القدرة أجزاء من هذا الكيان الكبير لعز على القليل أن يناله.
فنحن مدينون لقليل ساهم في عطاء الوحدة لهذا الكيان الكبير، فشيئان هما الدعامة لهذا الكيان الكبير.. الوحدة والأمن. فاللَّهم احفظهما لنا وزدنا من عطائك وإنعامك، فأنت ولي النعمة، وليس كالتوفيق والهداية والأمن والوحدة نعمةَ المالُ صوّانها، والملك بكل أجهزة الدولة هو الحفيظ على كل ذلك.
* * *
كرايسكي وقاتل برنادوت
كرايسكي مستشار النمسا كأنه ((مترنيخ)) هذا الزمان، قد طعن إسرائيل في كل سلوكها يحملها مسؤولية العبث بالسلام، فلم أر مناحيم بيجن قد أصبح عليه كأنه سئم رفض كرايسكي لكل احتجاج.
أو كأنه بخبث اليهود يعطي صورة خلفية يقول فيها إن كرايسكي كيهودي لن يكون بهذه الحملة صمام أمان يرخي غضب العرب على اليهود، وبهذا نكسب نحن اليهود من هذا الاسترخاء العربي نتناول به الاسترخاء العالمي لينتحر بكل ذلك الوقت.
ومن ناحية أخرى أصبح قاتل ((برنادوت)) السويدي وسيط هيئة الأمم على السويد لأنها استقبلت ياسر عرفات، فإذا السويد تعلن احتفاظها بالتوازن بين إسرائيل ومنظمة التحرير على صورة الاعتذار المبطن.
فبأي قوة أمسك قاتل برنادوت وزير خارجية إسرائيل إسحاق شامير ليحتج دون خوف، دون حياء من شعب برنادوت؟
ولكن لماذا نطالبه بالحياء وقد منحت السويد جائزة السلام لمناحيم بيجين؟
إن ذلك حبل من الناس سيقطعه الله، فالناس الذين أعنيهم هم هؤلاء الذين يصفقون داخل الغل في صدورهم لكل طغيان تصبه إسرائيل على العرب.
إن قوة إسرائيل ليست في عضل اليهود ولا وجدانهم، وإنما هي عطاء الصليبية التي ما زالت باقية لدى هؤلاء، فإن لم يمارسها القسيس فإن السياسي قد تجرعها طفلاً، والطفل أبو الرجل، فأصبح يمارسها الآن ضد المسلمين والعرب.
فالصليبية وإن كانت حرباً على اليهود فيما سبق فإنها الحرب اليوم وعلى اليهود ضد الإِسلام والعرب، كأنما كلمة المارشال اللمبي:((اليوم انتهت الحروب الصليبية))، قد قالوا له أنها لم تنته بعد أن بدأت بإسرائيل مرة ثانية لتكون كلمة الجنرال غورو: اليوم عدنا يا صلاح الدين، قد صدقوها على يد إسرائيل.
ـ صورة
وتفجير السفارة الأمريكية في بيروت، كنت أحسبه أن يتخذ صورة من الغضب على الأسباب التي دعت لتفجيرها. وليس هناك سبب إلا إسرائيل، كنت أحسب أن الولايات المتحدة تغضب لهيبتها فتلزم إسرائيل بالجلاء عن لبنان، ولكنها وفي تلك اللحظات أثبتت أن حجز الخمسين طائرة كان ((مناورة)) لا أكثر ولا أقل يقتل بها الأمن لأنها وبكل الاحترام والتلطف أعطت لإسرائيل التكنولوجيا لصنع طائرة متطورة.
وما لنا نذكر ذلك وقد كان العطاء جزيلاً من قبل حتى جعلوها تملك القنابل الذرية، وسكتوا عنها يوم دمرت المفاعل النووي في العراق؟ كل ذلك حبل من الناس سيقطع يوم تكون النازية الجديدة في شعب الولايات المتحدة ضد اليهود، فاليهود قد وطأتهم النازية أكثر من مرة، فمحاكم التفتيش في إسبانيا والتحريك أيام هتلر في ألمانيا والتقتيل في الاتحاد السوفياتي لتكون النازية الرابعة في الولايات المتحدة يوم يعرف الشعب الأمريكي كيف ينقذ هيبته وسلاحه وموارده من استغلال اليهود.
إن شعب ألمانيا ينبغي أن يزيح عقدة الذنب منه حين يرى في اليهود جلادين نازيين هذا الزمان يمارسون القتل والتشريد للعرب، ولكن ما زالت جرعة التخدير بعقدة الذنب قد أعطاها ((اديناور)) كل البقاء في الشعب الألماني.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :603  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 889 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.