شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اليهود.. بين التكتل والفرقة
ومجال القول أصبح ذا سعة، فالكاتب لا يجد مانعاً يعجزه أن يكتب عن اليهود، فالتاريخ من قبل وحتى الآن يتسع، بما حمل من أحداث وجرائم، لأي كاتب أن يتناول الموضوع خصوصاً إذا ما كان الكاتب عربيًّا.
من هنا أجد أمامي وضعين كل منهما عكس الآخر فاليهود أصبحت لهم دولة، فقد احتلوا فلسطين، والوضع الآخر أن وجود هذه الدولة، كتجمع لليهود في مكان واحد وتحت سلطان واحد، فيه القضاء على بقاء اليهود في أمان التجمع، فوجود الدولة اليهودية كواقع لا ينبغي أن يحملنا على اليأس، لأن استقراءات التاريخ وعبره تطرح ما يلي:
أولاً: كثيراً ما كتبت عن الجرعات المخدرة يصنعها الكهنوت اليهودي لذر الرماد في العيون، فمثلاً: أزمة اقتصادية في إسرائيل - طائفة إرهابية في إسرائيل - الحكومة الإسرائيلية تحقق مع الإرهابيين. فزعمت أن هذه الأخبار تذيعها إسرائيل لبلبلة الرأي العام ولإعطاء العرب مخدراً يصور لهم أن إسرائيل على حافة الإفلاس أو تعيش في إرهاق الإرهاب.
ثانياً: لكن الواقع الآن في إسرائيل، وإن لم ينف ما زعمت قبل، فإنه لا يتنافى مع ما يحدثه التكتل اليهودي في أرض واحدة وتحت سلطان واحد.
ثالثاً: أنهم حين تجمعوا في سيناء تحت قيادة الرسول النبي موسى أهلكوا أنفسهم وحين تم لهم التجمع الكبير في فلسطين، في ملك داود وملك سليمان، سمأوا هذا التجمع وتفرقوا شيعاً، أسباطاً ومذاهب، حتى تمنوا موت سليمان عليه السلام، بل إنهم كانوا تحت سلطان سليمان على غير وفاق معه، فأعوان سليمان والبناؤون لم يكونوا من اليهود، وإنما كانوا من غيرهم تدمريين أرامين أو مردة شياطين.
رابعاً: ولعلّ في دعاء الرسول النبي سليمان وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي (ص: 35) ما يؤيد ما قلت، فلئن كانت الاستجابة عامة، تشمل كل إنسان لا ينبغي أن يكون له ملك كملك سليمان، فإنه ولا شك يشمل اليهود بصفة خاصة، والواقع للمستقرئ والمستنبط يؤيد أنه لم يكن لليهود بعد سليمان ملك ولا سلطان ولا تجمع، فبعد موته تبعثروا بالسبي، بل وهم بعثروا أنفسهم لأنهم لم يطيقوا استئناف تجمع آخر في فلسطين.
وهكذا فإني لا أحسب أني مجازف في إبداء الرأي، وهو أن اليهود في فلسطين بدأوا يتحركون ضد التجمع ليتفرقوا في الآفاق، إنهم ضعاف داخل التجمع، فلولا مدد السلاح وتفرق العرب لبرز الضعف أكثر وأكثر. أما بعثرتهم في الآفاق فإن سلطانهم يتسع ليس بأسلوب السلاح، وإنما بأساليب شتى، أهمها أنهم رجال المال، وأنهم يستطيعون بشتى الوسائل أن يكون لهم حبل من الناس، فالشتات في الآفاق قوة لهم، والتجمع في فلسطين فيه الضعف وفيه ما ينذر بانهيار هذا التجمع، فاليهودي لا يطيق أن يظل تحت السلاح أمداً طويلاً.
وإن نداء شامير إلى الدول الكبرى أن تترك الحرب الإيرانية العراقية دون تدخل منها، ليتم هلاك الفريقين، هذا النداء ما هو إلا النتيجة لسببين: الحقد اليهودي أولاً، والخوف من قوة العرب ثانياً، فهو يخشى أن يمتلك العرب السلاح المتطور. الحقد أولاً والخوف ثانياً، ولكن ما أبعد أن يتحقق التخويف لليهود، وإنما المحقق أنهم تحت ظل التجمع يخافون أنفسهم أكثر من الخوف من غيرهم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :531  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 887 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج