شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الديمقراطيون صنعتهم المفاجآت!
الديمقراطيون صنعتهم المفاجآت، فإذا هم يألفونها، بل ربما صنعوها. فهم في تاريخ الولايات المتحدة يشبهون الأحرار في بريطانيا. إن تاريخ الولايات المتحدة لم يكن طويلاً وإنما كان عريقاً، وأحسبني لا أجاوز الصواب إذا ما قلت أن الحزب الديمقراطي صنع اتساع العرض لهذا التاريخ أكثر مما صنع الجمهوريون.
فالجمهوريون قد صنعوا ما يفاخرون به داخل الولايات المتحدة، أما الديمقراطيون فالمفاجأة منحتهم أن يصنعوا به عرض التاريخ خارج الولايات المتحدة، ولا أريد أن أستطرد في الشواهد أو البراهين، فسأحصر الموضوع بما صنعه الديمقراطيون من هذا الاتساع خارج الولايات المتحدة.
فالديمقراطيون كتب لهم أو عليهم أن تحدث الحرب العامة الأولى إبان رئاسة ولسون وهو ديمقراطي. فإذا الولايات المتحدة يسمع اسمها في كل مكان على الأرض. بل وإن كثيراً من الشعوب التي فرض عليها الانتداب أو تغطرست عليها الوصايا لو سئلوا ليختاروا الدولة المنتدبة أو الدولة الوصي لاختاروا الولايات المتحدة، فسمعتها كانت حينذاك عريضة ومستحسنة.
ففي هذه الحرب العامة الأولى خرجت الولايات المتحدة من العزلة، فانتصر بها حلفاؤها. وإن تجرعت من هذا النصير الخذلان، فقد عاد الرئيس ويلسون يحمل سخرية لويد جورج وصلب كليمنصو.
مفاجأتان مع روزفلت
وثارت الحرب العامة الثانية فإذا رئيس الولايات المتحدة ديمقراطي فرانكلين روزفلت. فالرئيس روزفلت صنع مفاجأتين أو صنعته المفاجأتان. فالكساد الاقتصادي صانعه، والخروج من الأزمة الاقتصادية هو صانعها، والمفاجأة الثانية حين جرته بيرل هاربر يوم اعتدى عليها اليابانيون إلى أن يخوض الحرب العالمية الثانية.
وتبعت ذلك مفاجأتان.. الانتصار لحلفائه، وبروز إمبراطورية الكرملين فلئن كان هتلر دمر إمبراطورتيين.. فرنسا وبريطانيا، فإنه وعلى يد روزفلت صنع إمبراطوريتين.. تبسطان اليوم نفوذهما على العالم.. البيت الأبيض والكرملين.
فالحصيلة من ذلك كله أن الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة له أن يفخر بأنه صانع المفاجآت حين تصنعه المفاجآت.
والسؤال هنا: هل يصبح وولتر مونديل رئيس الولايات المتحدة الثالث، ويصحو من نومه على مفاجأة الحرب العالمية الثالثة؟!
ليس بعيداً أن يكون ذلك. فالديمقراطيون يتلمظون أن يكون لهم شأن. فهم إما أن يبادروا إلى تخفيف ما بينهم وبين الاتحاد السوفياتي، أو إلى الوقوف أمام سياسة الولايات المتحدة كواقع الآن، فتشتد الأزمة وتكون الكارثة!
من هنا قد يلجأ الجمهوريون ليفوزوا بالرئاسة إلى ((عرافة)) لا يقارعون بها ((جير الدين فيرارو)) وإنما يبثون الخوف في الشعب الأمريكي، تتكهن ((العرافة)) عن وقوع الخطر إذا ما فاز وولتر مونديل بالرئاسة، وأمامها برهان تخدر به الشعب الأمريكي.. ولسون وروزفلت تحذر شعبها لئلا يقع في الكارثة.
أتخيل ذلك، فقد يلجأ إليه بعض الجمهوريين، يخترعون الكذبة، حتى إذا شاعت بدأوا يصدقونها.
تعهد بحماية إسرائيل
إن الحزب الديمقراطي في مؤتمره الذي انعقد في سان فرانسيسكو قد أعطى ((العرافة)) بعض البرهان. فقد كان من برنامجهم تكريس الطغيان اليهودي في فلسطين، يقررون تعهدهم بالحفاظ على أمن إسرائيل، يمدونها بالسلاح، ويقررون جهراً أنهم سيمنعون السلاح عن العرب. ويعني ذلك أن يبقى الشرق الأوسط مجالاً لإشعال الحرب الساخنة بين اليهود والعرب، وبين العرب وأنفسهم، وبين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي بصورة غير مباشرة، كما هو ذلك في أمريكا الوسطى.
وحين يستعرض تاريخ الولايات المتحدة بالديمقراطيين نجد أن القس جاكسون قد امتد به عرض جديد، فجرأة جاكسون هي التي أعطت العربي المتأمرك جيمس زغبي أن يرفع صوته العربي بلغة التحدي الأمريكية، فإذا المؤتمر أصبح كأنه الجودي.. استوت عليه السفينة، فإذا الشعب الأمريكي آري يافثي، ويهودي وعربي ساميان، وجاكسون ومن إليه حاميون.
ولا أكاد أعدل عن الصواب إذا ما نقلت عبارة مثقف، قال ((إن موقف جيمس زغبي وجاكسون قد وضع عام 1984م بداية تاريخ جديد ينتصف به الأمريكي المستضعف من اليهود حين ينتصر على سلطان اليهود)).
ومرة أخرى فإن موقف جاكسون وزغبي يحسب في عداد المفاجآت، تصنع للديمقراطيين مرحلة جديدة، أو هم قد يصنعون بها مراحل جديدة.
مفاجأة الديمقراطيين
وأخيراً.. كدت أنسى المفاجأة الديمقراطية، كآخر المفاجآت!
فقد تقدم ستة من نواب الحزب الديمقراطي، وهم من الولاية التي ينتسب إليها والتر مونديل.. تقدموا باقتراح ضمنه الحزب في برنامجه وتمت المناقشة عليه في مؤتمر سان فرانسيسكو!
فهؤلاء الأعضاء الستة طالبوا بالعمل والاعتراف بتأسيس دولة فلسطينية!
تلك مفاجأة يحسب حسابها، كأنما هي خروج على موقف الحزب من الحفاظ على أمن إسرائيل، أو كأنما تأسيس دولة فلسطين في نظر هؤلاء الأعضاء هو صمام الأمن لإسرائيل!
والسؤال هنا: هل لم يعلم والتر مونديل باقتراح زملائه المنتمين إلى ولايته، لتكون تلك مفاجأة له.. أم أن المفاجأة هي من والتر مونديل نفسه، أو عزلهم، فهو إن لم يكن قد مارس التمثيل في السينما، فقد أخذ يمارس الإِخراج السينمائي.. إذا ما كان هو صاحب هذه المفاجأة؟!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :574  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 886 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج