شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المجمع الفقهي الإسلامي
وليس بدعاً أن يعقد مؤتمر القمة الإسلامي الثالث في المسجد الحرام في مكة المكرمة، وليس بدعاً مرة أخرى أن ينعقد مؤتمر الفقه الإسلامي في مؤسسة المجمع الفقهي في المسجد الحرام بمكة المكرمة.
ذلك أن المسجدين الحرمين هما الجامعتان الإسلاميتان اللتان صدرتا الفقه الإسلامي إلى عالمها المسلم، لأن الإسلام سطع نوره نبوةً على حراء، ورسالةً على الصفا، ودراسةً في مدرسة الأرقم بن أبي الأرقم على الصفا، وتعليماً واسعاً تلقاه الصحابة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في مسجده الحرم الثاني.
فالعودة إلى أن يكون مجمع الفقه ينعقد أول مرة في مكة، ما ذلك إلا برهان الصحوة ونور اليقظة في أمة القرآن، أمة السنة، أمة الإسلام، وقد كانت هذه الصحوة قد تفاءل بها الملك ((فهد)) فانطلق في خطابه يرحب بها كأنه يبشر المسلمين بأنهم على الطريق حتى إني لا أفتئت زوراً إذا ما دعوت هذا المؤتمر أو هذا المجمع إلى أن يكون خطاب جلالته وثيقة من وثائق المجمع بل وميثاقاً لهذا المجمع.
فهناك تعبير كتعريف للشريعة الإسلامية ألا وهو.. الكتاب والسنة من مصادر الفقه الإسلامي، تعريف لا أحسب أن المجمع الفقهي الإِسلامي سيرضى عنه لأن التعريف الذي أنا على يقين بأنه يرضى عنه هو: ((الكتاب والسنة هما المصدر للشريعة الإِسلامية والفقه الإِسلامي)) لأن الإجماع والاجتهاد والقياس ما كان كل منها إلا ومصدره الوحيد الكتاب والسنة. وإذا ما قلت آنفاً أنه ليس بدعاً أن ينعقد هذا المجمع في مكة المكرمة، ولعلّه سينعقد مرة ثانية في المدينة المنورة، فإن فقه الصحابة انتشر من المسجدين حتى أصبح التعريف للفقه على صورتين: فقه الحجاز وفقه العراق.
وليس في ذلك التقسيم يتعادل به الفقهان أو يتناقضان، وإنما كان ذلك صفة لما اجتهد به فقهاء البلدين في الفروع، وإلا ففقه العراق مصدره إذا ما كان عن فقه ابن مسعود وأنس ومن إليهما ومن أخذ عنهما من الأئمة، فما هو إلا فرع من أصل هو فقه المسجدين، كما أن فقهاء المغاربة حتى قرطبة ما كان إلا من هذا الأصل.
ولقد قلت من قبل أن مذهب أهل الحجاز بإمام دار الهجرة ((مالك بن أنس)) كان أقدم انتشاراً، حتى وصل إلى ((الأندلس)) في الغرب، وحتى أصبح يتمذهب به الآن ومن قبل أكثر من ثلاثين مليوناً في أقصى المشرق في منشوريا، وحتى أن مذهب ((مالك)) كان مذهب المسلمين في أندونيسيا قبل أن يتحولوا إلى مذهب ((الإِمام الشافعي محمد بن إدريس المطلبي الهاشمي)).
أما مذهب الإِمام أبي حنيفة النعمان فقد أصبح أوسع انتشاراً بسلطان العباسيين والعثمانيين.
وهناك ظاهرة استشرفناها - كاتب هذه السطور وحمزة شحاتة - حين وضعنا بين أيدينا ((المغني والشرح الكبير)) لابن قدامة، و ((المحلى)) لابن حزم، وإذ قرأنا حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلم للزبير بن العوام: احبس الماء حتى يبلغ كعبيك ثم أطلقه ليروي أرضه من بعدك - أو كما قال صلَّى الله عليه وسلم.. فوقف الأستاذ حمزة شحاتة مكبراً يقول: ((هكذا يخلق الله الحوادث ليكون التشريع. وإلا فكيف أجد بين يدي هذه المجلات الضخمة مليئة بالأحكام فقهاً مشرقاً، مع أن الزمن الذي تم فيه هذا التشريع عشر سنوات، ومع أن المجتمع في المدينة لا كهرباء ولا كثرة من الناس، لكنه الله منح رسول الله هذه الأحداث يتم فيها التشريع والفقه)).
وكأنما المجمع الفقهي الإِسلامي سيعود بنا إلى قول مالك بن أنس: لن يصلح هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
فالعودة إلى الكتاب والسنة على نور من مذهب السلف، والخيرين من الخلف، فيها الخير كل الخير.
* * *
- ولي العهد -
وأصغت الأسماع إلى كل مذياع، تتابع الرحلة الخيرة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير((عبد الله بن عبد العزيز)) ولي العهد يسرع بها إلى ليبيا ودمشق وبغداد وعمان.
رحلة لم ترد بها المملكة العربية السعودية إلا أن تدفع ضريبة((العربي على السنام والمسلم على الذروة)) إلا أن تلبي نداء الواجب، تدعو إلى الألفة والتضامن، إلى نبذ الخلاف.
فقد ارتفع الملك ((فهد)) وارتفع سمو ولي عهده عن القيل والقال، لا يلتفتون إلى ما يكدر صفو العلاقات؛ لأن مسعاهما أن تصفو العلاقات العربية، ليتوجه العرب في وحدة الألفة والتضامن للدفاع عن أنفسهم، حرباً على عدو، وسلماً بين الأخ وأخيه.
فالمملكة العربية السعودية حريصة كل الحرص على أن يتوحد العرب في عقيدة واحدة، وقيادة متحدة، ليست هي الإمبراطورية، وليست هي الخلافة، وليست هي الانفراد في الزعامة، وليست هي خاضعة للاستقطاب، وإنما هي قد دعت إلى التضامن في مسيرة واحدة لإنقاذ العرب من أنفسهم إذ يختلفون، ومن أعدائهم حين يتحدون.
* * *
- خبر -
وسمعت خبراً أذيع، قالوا: إن الولايات المتحدة بوسائل استكشافها الفضائي تعطي سوريا وإسرائيل صوراً عن تحرك جيش كل منهما لتكون إسرائيل وسوريا على علم بما يدبر للآخر.
وقد رابني هذا الخبر، فهل تعطي لسوريا الصورة كاملة، وهل إسرائيل رضيت أن يكون ذلك، وهل سوريا تثق بذلك؟
أم أن وراء الأكمة ما وراءها مما لا أعرفه ويعرفه الذين يثقون بذلك، أو الذين يرتابون منه؟!
وهناك سابقة، ففي غارة إسرائيل يوم 5 يونيو 1967م كان هناك تضليل في المعلومات التي أعطاها السوفيت لمصر، وهناك تذليل لكل العقبات في الأخبار الصحيحة التي أعطتها الولايات المتحدة لإسرائيل ((والليالي من الزمان حبالى)).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :564  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 884 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.