شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حديث مع الرئيس جورج بوش
والحديث أكتبه على القرطاس في كلام أتحدث به إلى الرئيس جورج بوش يتضح ما هو عنه أو هو له أو ما هو به، فبالأمس تُوِّجَ جورج بوش رئيساً للولايات المتحدة فإذا هو الواحد والأربعون في عداد الرؤساء الذين اتسع بهم سلطان البيت الأبيض، كما أن البيت الأبيض يعلن عن اتساع الأرض الأمريكية والقوة الأمريكية والسياسة الأمريكية.
إن الرئيس جورج بوش واتته الحظوة أن يكون في البيت الأبيض أربع سنوات كرئيس مباشر بينما هو قد كان في البيت الأبيض الرئيس غير المباشر، فالتهنئة له لا أستطيع كعربي لي علاقة بالولايات المتحدة إلا أن أتوجه بها إليه، فرغم ما يجد العربي من بعض الذي تمارسه الولايات المتحدة نحو أصدقائها من العرب، فإن هذه التهنئة يحظى بها الرئيس جورج بوش لأنه اكتسبها حين تخلى عن منافسه الرئيس رونالد ريغان، فقد رشح نفسه في انتخابات الرئاسة كعضو في الحزب الجمهوري ضد الرئيس ريغان، فإذا الحظوة يمسك بها حين تنازل عن المنافسة ورضي أن يكون نائب الرئيس ريغان، لهذا أطرح سؤالاً فهل تنازل عن المنافسة لئلا يخسر الحزب الجمهوري فيكسب مرشح الحزب الديمقراطي؟ قد يكون ذلك، أم أنه تنازل بالمساومة يكسب بها نيابة الرئيس؟ فليس هو بذلك كله قد باع سمسماً مقشوراً بغير مقشور، فهو بالصبر قد ربح أن يكون هو الرئيس الآن.
والتهنئة مرة أخرى في تفاؤل جورباتشوف مع حلف وارسو كما هو تفاؤل شعوب الحلف الأطلسي وكما هو مرة ثالثة تفاؤل العرب وتشاؤم اليهود.
إن الرئيس جورج بوش قد ورث تركة مثقلة بالديون على حد تعبير سعد زغلول، صنع السلامة من الاتحاد السوفياتي، وترسيخ السلام في الشرق الأوسط، وتصنيع السلام للولايات المتحدة فلم تَعُدْ قوة الردع صانعة الخوف لعداء الولايات المتحدة، بل إنها تصنع الخوف لشعب الولايات المتحدة، فقوة الردع سلاح ذو حدين، فكم من مرة أشرعت الولايات المتحدة قوتها الرادعة في الحرب الكورية فلم تكسب النصر ولم تلحقها هزيمة، ولكنها في فيتنام خسرت النصر ولم تكسب بقاء الهيبة، فالاتحاد السوفياتي إن لم يكسب النصر فقد اكتسب النفوذ لدى شعب فيتنام الذي انتصر، وكادت الولايات المتحدة أن تخسر الصين صديقاً قوياً تحجبه الصداقة عن أشغال الولايات المتحدة في الحرب الباردة التي خاضتها مع الاتحاد السوفياتي. كأنما الولايات المتحدة مشت الهوينا في العدول عن غطرسة القوة فهل يصدق تفاؤل الإنسان في كل القارات بأن الرئيس جورج بوش يسير بالولايات المتحدة إلى الاعتدال بكل معنى الكلمة ليكون العدل هو كل الكلمة؟ إن الرئيس جورج بوش طرح في خطاب التنصيب وحين أقسم بالعهد الدفاع عن الحرية وعن الديمقراطية وعن حقوق الإنسان. من هنا يسأل العربي ابن الحرية في الشرق الأوسط وللعرب وبالذات، فالواقع أن اليهود في فلسطين قد ملكوا كل الحرية بغطاء الحرية الأمريكية التي تحررت من معونة الأصدقاء العرب وباعت حريتها إلى اليهود، كأنما قال جواهر لال نهرو لابنته انديرا إن الحرية في بريطانيا لا تعبر قناة السويس إلى الشرق فلنقل إن الحرية في الولايات المتحدة هي أيضاً لا تعبر جبل طارق ولا قناة السويس، والديمقراطية أحسب أن الولايات المتحدة وهذا شعارها الذي طرحه جورج واشنطن ورفاقه أصبحت تهتز في الولايات المتحدة نفسها ليس من دكتاتورية الإدارة وإنما هي من دكتاتورية الكونجرس.. وحقوق الإنسان تتصدر الاتفاق في أي مفاوضة مع الاتحاد السوفياتي من أجل حقوق الإنسان، وما الإنسان الذي يريدونه إلا اليهودي المطلوب تهجيره من الاتحاد السوفياتي ليكون قوة قاتلة لحقوق الإنسان العربي سواء كان طفلاً في يده حجر، أو أُماً في بطنها طفل، كل هذا هو التركة المثقلة بالديون، والأمل في الرئيس جورج بوش أن ينشر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان بالمساواة لدى كل الناس، لا نطلبها للعرب، ولا تقتصر على الأفغان، وإنما لتنتصر في شمال إيران ومن أجل إيران، فلعلّ الرئيس جورج يعرف موقف الرئيس روزفلت يوم أصر على ستالين أن يسحب كل جنوده من شمال إيران، ولعلّ الرئيس جورج بوش يعرف أن الانسحاب من أفغانستان طعم يصطاد به جورباتشوف مكاناً آخر لأن عمق الباكستان يحول دون وصول جورباتشوف إلى ما يريده من البحار الدافئة، وسؤال آخر لماذا كانت الحراسة ساعات القسم شديدة إلى الحد الذي سمعناه؟ هل هو التقليد القديم؟ أم أن الأمن قد تغير؟ والنتيجة هي في الأمل أن يصدق التفاؤل بيقظة هذا الرئيس الذي لم يصل إلى الرئاسة إلا وهو الخبير كل الخبرة الأمريكية والعالمية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :643  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 881 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج