شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اتركوا الدعاية للماسونية
وأكملت أنا شاكر للكاتب اليقظ الأستاذ عبد الله باجبير حين قرأت كلمته عن الماسونية والذين اتهموهم بها وكأنه قد قال إني أهتم فلا أتهم أو أني أتهم ولا أهتم، حين قرأت كلمته عرفت ما رزئت به من هذه القسوة، فلم أقرأ السجال والمقال، وما أكثر ذلك جرت به أقلام المرتابين، يحملون على الماسونية ويتحاملون على من يتهمون، ولست في حاجة في ذكر الأسماء، فما عندي برهان على التبرئة، ولو كان المتهم العقاد، وما عندي موجده أصفق لهذا الاتهام، فكل ما أريده أكتبه تحت هذا العنوان (اتركوا الدعاية للماسونية).
فكثير من الأغلبية الذين فشى بينهم القلم أخذوا يكتبون عن أكثر من ضلالة يتظاهرون بأنهم يدفعون باطلاً بينما هم قد تدافعوا لترويج هذا الباطل، فالذين كتبوا عن أدونيس بحجة الرفض له إنما كانوا ينشرون أقواله، فإذا بعض شبابنا يقع في هذه الأحبولة بينما أدونيس ليس هو الأسلوب المنثور، وإنما هو الخلق المنكور نشروا أقواله نستقبلهم يدافعون عن الحق وهم يستبرئون من لقائنا متدافعين إلى ترسيخ الباطل.
وكتب آخرون عن البهائية فإذا هم لا ينالون منها، ولربما قد نالوا من قارىء قد تمرد بواقعة فزاغ عن فطرته وتفطر يتوقع بأن تلك حرية العقيدة حرية القول فكم هي الدعاية للبهائية بهذا كله.
واليوم كتبوا عن الماسونية وما أحسب أني أتجنى على من كتب حين يأخذوني عاصّم الظن بأن اليهود وراء ذلك يريدون حياة جديدة للماسونية، فهم حين يعرضون هذه الأسماء الضخمة الفخمة من علِّية العرب المسلمين وفي مصر بالذات يدعون القارىء، كن مثل أحدهم وقد تأخذنا الغفلة وسوء التقليد ليقول أحدنا (يا أخي مادام كان ماسوني ليه أنا ما أكون ذلك).
والماسونية في مصر كل الذين كانوا فيها لم يكونوا على عقيدة وليس همهم المذهب، فما رأينا منهم ما يوحي بذلك لأن الماسونية في مصر ((فانتزيا)) كما يقول الأتراك أي تظاهر بالتعاظم، وأي مرة أخرى وعلى صورة أخرى كانت السبيل الذي يدخل منه من انتسب إليها إلى صالون (زينب فاضل)، أو التوصل إلى إدريس راغب عن طريق ((صالون مي زيادة))، أو الحصول على رعاية ولي النعم كما يقولون الأمير محمد علي توفيق، ثم هي مصر رفضت وترفض كل ما يختلف مع إسلامها، كل ما يخالف عروبتها، ألم تكن مصر تحت سلطان الفاطميين رافضة الباطنية؟ أراد المعز ومن إليه أن تكون مصر فاطمية باطنية، فرفضت مصر ذلك لا تقول أنه سيف صلاح الدين فنعم هو ذلك، ولكن الأقوى من ذلك قوة العقيدة في الشعب، مسلمة عربية هي التي أعلنت صلاح الدين أن ينتصر، لقد كان جنوب مصر ومحافظة أسوان بيت الباطنية لكن صلاح الدين.. لكن شعب مصر قال لهم أخرجوا فإذا هم ينتشرون في أكثر من فريق شرق السويس بل وشرق الخليج ألم يكن الأزهر مؤسسة باطنية فإذا هو يطرد هذا المذهب أصبح المؤسسة المسلمة عالية القدر هادية مرشدة من عطائها ابن حجر ومن إليه ومازال عطاؤها باقياً إلى اليوم وإلى ما بعد اليوم.
إن الماسونية ذهبت، فالحديث عنها حياة لها، وما أشد غبطة اليهود أن تعود الحياة للماسونية، وعلى ذكر أسوان فالباطنيون يرون أسوان كعبتهم الثانية لهذا استطاعوا أن يتملكوا جمال عبد الناصر قاتل الماسونية فيمنحهم قبراً لزعيمهم إسماعيل آغا خان في أسوان فلهم أمل أن تعود أسوان باطنية مادام قبر الزعيم فيها، إن بعض الأغيلمة يستعرضون العضلات يقرأون الضلالات وهم لا يعتقدونها ولكن لينظروا سعة ثقافتهم يكتبون عنها وكأنهم لا يدرون أنهم ينشرونها، فلو أني أخذت من أفضل في الملل والنحل عن بن حزم أو ابن الشهرستاني نحلة باطلة واستعرضت ثقافتي فنشرت عن فرقة ضالة لكنت آثماً لا يضر الفرقة الضالة النشر عنه، وإنما يضر الدين قد يفتنهم بعض القول من أقوالهم، كم من مرة وضعت كلمة الإمام ناصر السنة قاهر البدعة الإمام أحمد ابن حنبل حاجزاً ليِّ وازعاً فلم أكتب عن أي فرقة حتى ما كتبته الآن لم أستعرض قولاً ضالاً فقد قالوا للإمام أحمد لماذا لا ترد على المخالفين؟ فقال تغمده الله برحمته (لا أحب أن أنشر أقوالهم) دعوا الماسونية لئلا تنزلقوا في الدعاية لها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :623  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 876 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.