فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
خزينة الدولة.. جيوب رعاياها وهذا العنوان (( خزينة الدولة جيوب رعاياها )) قانون الاقتصاد الحر. أو هو مبدأ الدولة المتحررة في تعاملها الذي لا يتم إلا بما تملك من المال، فالمال عصب الأعمال، كما أن الدولة تعد غنية ليس بما تملك في خزانتها وإنما بما تملكه في جيوب شعبها، والتجربة التي يعرفها كل من أنصف نفسه وكل من يتنافس بقوة دولته أعطتنا أن الدولة في كل العالم الحر ما نمت قوتها وما تكاملت صناعتها وما استراح شعبها إلا بما ملكت من المال، وبما امتلكت من خزائن أرضها وإنسانها. والتجربة مرة ثانية واضحة كل الوضوح في المملكة العربية السعودية، فهذا الكيان الكبير أنعم الله به علينا بنعمة الله على مؤسسه الملك البطل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود تغمده الله برحمته، فهذا البطل من أول خطوة خطاها في سعيه يضم كل إقطاع، ويلغي كل قطيع، ويرفض كل مقاطعة منفصلة، فإذا الصلة بين كل شبر في أرضنا لا ينفصم عن أي شبر سواء كان في شرقها أو غربها، في شمالها أو جنوبها، فكل ما أنجز لم يكن لديه مدخر في خزينة، فبعض الوقت قد مر به لا يجد ما يجهز به جيشاً ينتصر به على فتنة، كما أنه لم يجد هذا المدخر في خزينة حين تم له جمع هذا الكيان الكبير، فلقد كانت خزينة الدولة التي هو رأسها يجدها في جيوب رعيته، لأنه - يرحمه الله - يعرف ما هو صانع، وبهذا تصانع مع وقته فإذا هو يصنع ما جاد به زمانه، وكان ذلك بالوسيلتين، وسيلة الأمن لكل الشعب، والأمن لكل من لديه مال، فقد كان التاجر على قلة ما كان يملك يخاف على ما ملك فيخفي نصف ذهبه تحت البلاطة. ولا يعلن عن النصف الآخر وإن تاجر به. وجادت حصافة عبد العزيز، خامس الملوك في العرب ليشعر من لديه المال ألا يخاف، بل أغراه بحفظ الأمانة والأمن وجزيل الربح ألا يتأخر عن أي تعامل مع الملك عبد العزيز، يرد ما أخذ ويزيده ربحاً، فقد رأيت بخطه عطاءه نسبة مئوية ربحاً مشروحاً على بيان ذلك التاجر الذي ما كتم ما ملك. بل أعان بكل ما ملك، ولست بصدد الإحصاء للذين تعاملوا بهذا الأسلوب. فكم هم من ((شقراء)) وكم هم في ((بريدة)) وكم هم في ((الأحساء))؟ وكم وكم هم في المدينة المنورة وفي مكة المكرمة وفي جدة وفي أبها وفي جيزان؟ هم كثر فأصبحوا الأكثرين مالاً وسمعة وجاهاً. وهكذا تحقق هذا المبدأ في هذا الكيان الكبير((خزينة الدولة جيوب رعاياها)) حتى إذا أخرجت الأرض كنزها كان في خزينة الدولة مدداً لجيوب الرعايا. إنها حصافة، اتسمت بالنظافة، حتى أن من يكلف بأعمال البناء لا يطلب قسطاً أول قبل أن يبدأ في إقامة البناء، مكلف به ومشرف بالأمانة. محفوظ الحق مع جزيل الربح، فتم البناء. ذلك ما حققته التجربة التي أعطت المملكة العربية السعودية من خارج حدودها، وهي إن أعطت لم تكن دائنة تنتظر السداد، وإنما هو سداد التوفيق، عطاء بلا منّ. وإنما هي منّة الدولة لحساب تفوقها، بل ومنتها في الحفاظ على مقدرات شعبها. وما ذلك إلا من نعمة الله والله ولي التوفيق. ـ صورة: وأصبحت لدولة فلسطين سفارة في الرياض. عمل جاد به التروي فلم يكن عن استهلاك أو عن مجازفة، وإنما هو مسؤولية المسلم عربياً أو هو العربي مسلماً، إلا وهو من شرّفه الله بخدمة الحرمين الشريفين، ومن كلفه تاريخه أن يكون العربي على الذروة. المسلم على السنام، الملك فهد سار على النهج فلم ينشق سلوك الدولة عما دعت إليه من التضامن والحفاظ على كل شبر من أرض عربية، والاعتزاز بكل من أخلص لفلسطين أول الأمر، ولكل من يخلص لتاريخه في كل أمر، كأنما بسمة الدموع من عين فتى الحجارة تحية للملك فهد، وليس هذا بالغريب على من استعرق نسبه، وصدق سببه وطاب حسبه، ألا وهو خادم الحرمين. فما النسب والحسب والسبب إلا من وراثة هذه الأرض حرماً وسياجاً لأنها وإن كانت الجدة صنعاء والظئر دمشق والحاضنة القاهرة فإنها الأبوة والأمومة.
طباعة تعليق  القراءات :999  التعليقات :0
صفحة 874 من 1092

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج