شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الضوء الأخضر ومن الوحش؟
وهذا العنوان عن موضوع واحد في صورتين، عن الضوء الأخضر وهذا ومن خطفه جورباتشوف؟ أم هو مازال في يد جورج بوش؟ وعن أكلة لحوم البشر وحوشاً، وقتلة البشر إنسانيين مدنيين، وإليكم التوضيح:
فالضوء الأخضر أباح للولايات المتحدة أن تفرض على عواطف الشعوب أن يكونوا الآملين في إنصافها وفي حربها ضد الاستعمار وتخليص الشعوب من سلطانها، فذلك حال تعاطفت معه شعوب القارتين آسيا وأفريقيا، فطغيان الإمبراطوريتين دعا الشعوب المستعمرة أن تتداعى عواطفها مع الولايات المتحدة، وقد تأكد ذلك بعد الحرب العامة الأولى حين علمت الشعوب بالمبادىء الأربعة عشر حملها الرئيس ولسون داعياً أوروبا إلى تطبيقها لينتشر السلام ولتنهض الشعوب التي أعجزها الاستعمار حتى إن هذه الشعوب المستعمرة، وحين فرضت عصبة الأمم الانتداب الذي تُمْسِك به الإمبراطورية المستعمرة في هذا الوقت العصيب كانت هذه الشعوب تتمنى أن يكون المندوب السامي من الولايات المتحدة غلبت على أمرها بغطرسة حليفيها لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا وكليمنصو رئيس وزراء فرنسا لم يسأل كل منهما عن الدم الأمريكي الذي بذل في سبيل انتصارهما، حتى أن لويد جورج، وقد خرج من قاعة المؤتمر في باريس بين الزعماء الثلاثة ولسون ولويد جورج وكليمنصو خرج لويد جورج فسأله الصحفيون، ماذا هناك؟ فقال ساخراً وقد لبسته غطرسة الإنجليز: لقد تركت في قاعة المؤتمر إثنين، أحدهما يريد أن يكون نابليون - كليمنصو - والآخر يريد أن يكون المسيح.. ولسون!
فهذا الوضع حجب الولايات المتحدة أن تمد يدها إلى الشرق، ولكنها الحرب العالمية الثانية أعطت للولايات المتحدة أن تستثمر قيمة النصر، ففرضت إرادتها على غرب أوروبا حينما قلم هتلر أظافر الإمبراطوريتين، فإذا الولايات المتحدة تتمتع بالضوء الأخضر ينتشر لمرورها من غرب الهيملايا إلى ساحل الأطلسي، ومن جنوب البحر الأبيض إلى أقصى حد في جنوب إفريقيا وجنوب الهند.
لكنهم اليهود.. أخذوا من هيبة الولايات المتحدة الكثير، فلئن كان الإنجليز أصحاب وعد بلفور، فإن الولايات المتحدة بالحذر اليهودي قد رسخت دولة اليهود في فلسطين، وبدأ الضوء الأخضر ينقشع، ويصبح أصفر حيناً وأحمر في هذا الحين! لأن الإدارة الأمريكية لم تسأل عن عون الصديق لها الذي رسخ بقاءها في البحر الأبيض وفي شرق الخليج والذي أعطى لبقائها المصالح مادية واستراتيجية! لم تسأل عن العرب فكل ما تفعله اعتداء على العرب.
فعون اليهود قد تعاظم، تسأل عن أي قوة للعرب لئلا تكون، بينما كل القوة لليهود، عدوان تلو عدوان، ولعلّي أضرب مثلاً عن الغواية التي حين علم أصحابها بأن أربعة رجال من الماليزيين أكلوا لحم أمهم التي ماتت، فإذا الغواية تنشر الخبر عن هؤلاء الوحوش، فأكلة لحم البشر وحوش ولو كانوا أربعة من الجياع، بينما اليهود في فلسطين يقتلون الأطفال ويجهضون الأمهات ويطردون الرجال، مازالوا في حساب الإنسان الأوروبي والأمريكي، في عداد المدنيين الحضاريين كأنما أديب إسحق يدعونا لننشد هذين البيتين:
قتل امريء في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
كل هذا الذي تقدمنا به أمكن لليهود أن يخطفوا الضوء الأخضر يهبونه هدية لجورباتشوف، فشعوب آسيا وإفريقيا التي تخلت عنها الولايات المتحدة بدأت تلتفت إلى الإتحاد السوفيتي، فالشعوب الإفريقية بعد زوال الاستعمار الإنجليزي والفرنسي والبرتغالي والبلجيكي والإسباني بدأت تلتفت تقدم نفسها على طبق أبيض إلى الولايات المتحدة ولكن فوضى المؤسسات الأمريكية أهدت إلى الاتحاد السوفيتي كثيراً من شعوب أفريقيا ولكن الضوء الأخضر في يد جورباتشوف هو الذي أعطى الاتحاد السوفيتي أنه صانع الانفراج العالمي.
فرغم غزو الأفغان، ورغم الحرب غير المباشرة بين ريغان وجورباتشوف في الأفغان فإن الاتحاد السوفيتي أوعز لأصدقائه في آسيا وأفريقيا، أوهم المستقطبون له أن يكونوا مع الانفراج، فهناك التغير في موقف الحبشة وفي موقف أنجولا، وفي مواقف أخرى كفيتنام وكوريا، حتى أخذ ينسحب من الأفغان.
كل هذا ليس كسباً للاتحاد السوفيتي فحسب وإنما هو خسارة للولايات المتحدة، خسارة الضوء الأخضر والهيبة، فلو أن هيبة الولايات المتحدة باقية لما تسنى لوزير الدولة البريطاني أن يجتمع مع منظمة التحرير في تونس، ولما استطاع أن يعلن الحملة على اليهود فهل كان موقف هذا الوزير خروجاً عن رغبة الولايات المتحدة أم كان إيعازاً من الإدارة الأمريكية ليفعل ذلك كأسلوب من الضغط الأمريكي المتستر على نفوذ اليهود؟
وسؤال أطرحه، هل يستطيع الرئيس جورج بوش أن يعيد للولايات المتحدة الضوء الأخضر والهيبة الأمريكية؟ أحسب أنه سيفعل، لأن الواقع يدعوه إلى ذلك، ليتحقق تفاؤل العرب!
ولعلّ اليهود في موضع المكابرة لا يسألون عن أي قوة تجبرهم على الحد من طغيانهم كأنهم يزعمون أن قوتهم فوق كل قوة، بينما الحجر في يد الطفل الفلسطيني صنع قوة التغيير، وكما قال بعضهم: اليهود أصحاب وقت، لا يحسبون حساباً للزمن، فكم من ضيم لحقهم وهم يلبسون غرور القوة الوقتية، والليالي من الزمان حبالى وأول ما ولدت الليالي أن أحالت ضحكهم إلى بكاء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :794  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 867 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج