شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من الإرهابي.. ومن القاتل..؟
في حوار مع بعض الأصدقاء.. أخذنا نحلل تصريح الرئيس ريجان، فقد قال: (الإرهابيون يقتلون اليهود والنصارى).
وطبيعي أن يدور الحديث حاداً.. يسألون: من هو القاتل.. ومن هو الإرهابي..؟ فمن حق هؤلاء الذين تحدثوا أن أجيب على هذا السؤال.. لا أتجنى فيه على التاريخ ولا أستجدي المؤرخين، وقد كان تعليقي حينذاك على هذا الحوار الحاد أن قلت: - في الأيام المقبلة سينعقد مؤتمر قمة بين الثلاثة الذين صنعوا إطار كامب ديفيد، فالتاريخ يقول: إن بيجن إرهابي قديم، ولم يزل إرهابياً جديداً، والرئيس محمد أنور السادات ثوري تقدم العهد عليه، أما الرئيس ريجان فيستطيع بحكم المهنة أن يكون إرهابياً وأن يكون ثورياً، وأن يكون سياسياً، وقد استطاع في هذه الفترة التي لم يكمل بها شهراً من الزمان في البيت الأبيض أن يكون إرهابياً بكل التصريحات التي يكيلها كيلاً ضد العرب وضد المسلمين، وأن يكون ثورياً بما يذيعه للشعب الأمريكي من تنظيمات اقتصادية وتصريحات ضد الاتحاد السوفيتي، وأن يكون سياسياً في خطابه عن مؤتمر القمة الإسلامي، وفي استرضائه لحلفائه في أوروبا الغربية، وفي تعلقه للصين ولليابان. إنها ازدوجية السلوك، وبعد هذا تأتي الإجابة على السؤال المطروح.
ـ هل المسلمون من أيام الفتح العظيم إلى الحرب ضد الصليبيين وضد الاستعمار والتي يخوضونها الآن دفاعاً عن أنفسهم ضد الشيوعية واليهودية، كانوا القتلة أم كانوا الراحمين والمعمرين..؟
ففي اللحظة الأولى التي سارت فيها جيوش الفتح لتخليص الشام من إمبراطورية الروم.. قال لهم أبو بكر الصديق: (لا تقتلوا شيخاً ولا امرأة ولا طفلاً، ولا تقطعوا شجرة وستمرون بأقوام حبسوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما حبسوا أنفسهم من أجله)، هذا الأمر اليومي من القائد العام فيه التكذيب الصريح لكلمة الرئيس ريجان حين وصف المسلمين والعرب بأنهم قتلة.. ولعلّه لا يقتنع بهذا التكذيب، فهناك تكذيب آخر، فقد شهد شاهد من أهلها وهو المؤرخ العظيم (غوستاف لوبون) حيث قال:
(لم يعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب).
كما أن التاريخ يعرف أن لولا العرب والمسلمون لما استطاعت الولايات المتحدة أن تصنع مدفعاً أو أن تصعد إلى القمر. فالعرب والمسلمون صناع الحضارة الوسيط التي صنعت من الغرب كله. والولايات المتحدة بالذات، شعوباً حضارية.. تمتلك ناصية المدنية الآن.. فالحضارة الوسيط ليست قاتلة وإنما كانت الحياة.
وتأتي الإجابة على صورة أخرى: أليس الصليبيون - وهم نصارى - كانوا قتلة؟ ومحاكم التفتيش هي التي قتلت المسلمين واليهود، والمذابح التي جرت في فرنسا يذبح فيها الكاثوليكي المسيحيين من (الهجنوت) أتباع لوثر وكالفن. والمذابح في إيرلندا اليوم من صنع المسلمين أم صنع البروتستانت والكاثوليك، والحرائق في الفنادق، والاغتيالات في الشوارع في غرب أوروبا والولايات المتحدة لم يصنعها إلا مسيحي يقتل المسيحي. والنازيون، وهم مسيحيون، كم قتلوا من اليهود؟
ثم.. كم عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى والثانية، ولم تكن إلا حرباً شنها النصراني على النصراني؟
واليهود.. لم يمارس المسلمون والعرب سفك دمائهم طوال معيشتهم في الأرض العربية والأرض المسلمة، وإنما هم صناع الفساد والخراب..
والنتيجة: إن الرئيس ريجان، وإن مثَّل بعض أدوار التاريخ، فإنه بحاجة إلى أن يتعلم التاريخ من جديد.
ولا أدري.. هل من صالح الولايات المتحدة، أو من سياستها أن تمارس هذا الإرهاب على العرب والمسلمين، مع أنها في حاجة ملحة لأن يكونوا مع المسلمين والعرب إذا كانوا صادقين في محاربة الاتحاد السوفيتي، فهل أقول: إن الحقد الكنسي وحقد الحاخاميين حقد غريزي في هؤلاء..؟
أما موقفهم مع الاتحاد السوفيتي فموقف أقرب إلى الدعاية، كأنما هم والاتحاد السوفيتي قد اتفقوا أن تكون حرب السلاح.. يمارسها الاتحاد السوفيتي والإرهاب بالتصريحات المتلاحقة عن شرعية بناء المستوطنات.. عن المسلمين بأنهم قتلة، إلى آخر ما هنالك.. تمارسه الولايات المتحدة.
منظمة التحرير
وكيل وزارة الخارجية البريطاني قبل أيام زار أقطاراً عربية، وفي دمشق اجتمع مع منظمة التحرير،وبعد ذلك صرح: بأن منظمة التحرير، كما هو في بيان البندقية من حقها أن تكون شريكاً في المفاوضات. ثم قال: ولكن بريطانيا لا تعترف بمنظمة التحرير لأن بريطانيا لا تعترف إلا بالدول.
من هنا اذكره.. كيف اعترفت بريطانيا بالوكالة اليهودية، وهي لم تكن إلا منظمة - لا دولة، فمنحتها وعد بلفور، وزرعتها بإباحة الهجرة إلى فلسطين؟.. حتى أن بريطانيا من حرصها على ترسيخ الوكالة اليهودية في فلسطين لتكون دولة بعد قد وضعت رجلاً من كبار رجالها وهو اليهودي الصهيوني واسمه (هربرت صومائيل) مندوباً سامياً في فلسطين، فدعم الوجود اليهودي وفتت الوجود العربي يبعثره في الزعامات التي كان الصراع بينها وهو المسمار الأول في هذا الإسفين الذي شطر العالم العربي إلى شطرين، ومزقه إلى أقاليم كزعامات. إن هربرت صومائيل بعد أن استنفد أغراضه أصبح في بريطانيا رئيساً لحزب الأحرار خليفة لـ (غلادستون) و (لويد جورج).
لقد اعترفت بريطانيا بالوكالة اليهودية، ولم تكن حينذاك دولة، وترفض الاعتراف اليوم بمنظمة التحرير.. لقد كانت في حاجة إلى الوكالة اليهودية لبعثرة الأمة العربية، ولكنهم اليوم لو عقلوا لعرفوا أنهم في أشد الحاجة إلى منظمة التحرير إذا كانوا صادقين في صنع المبادرة الأوروبية.
المأزق
الذين صنعوا إطار كامب ديفيد أعلنوا على الدنيا أنه المخرج.. يصنع السلام. ومضت الأيام، فإذا المخرج أصبح مأزقاً. كل الضيق فيه على الرئيس أنور السادات، فمناحيم بيغن بدأ يخرج من المأزق، وشيمون بيريز قد يستطيع أن لا يكون داخل المأزق أما الرئيس ريغان فيستطيع الخروج كمناحيم بيغن إذا ما أعلن أنه لا يستطيع الضغط على إسرائيل أكثر من ذلك.
أما الرئيس أنور السادات فقد بدأ يفتش عن مخرج، إذ وجد بصيصاً من الأمل في البرلمان الأوروبي، ولكن البرلمان الأوروبي، والمبادرة الأوروبية لن يستطيعا أمام عصيان إسرائيل ومواقف الولايات المتحدة أن يكونا جادين في صنع أي شيء، فالدول الأوروبية الآن في موقف المستجدي لا موقف المتحدي، وقد استجدى الرئيس السادات الدول الأوروبية لضمان السلامة من إسرائيل وليس لضمان السلام.
فدعاهم إلى وضع جيوش من أوروبا في سيناء.
فالوضع مع الرئيس أنور السادات هو: الخروج من مأزق إلى أكثر من مأزق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :710  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 860 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج