شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صالح بن عثيمين
ـ وما كدت أضع العنوان، أمليه على من يكتب لي، حتى قال لي: أله صورة في أرشيف الجريدة؟. قلت: لا.. فهو شيخ يكره التصوير.. فما عرفتني وقد نشرت له بعض ما كتب أتذكر أني قد وضعت له صورة.. وحتى إن التلفاز قد حرمنا من أحاديثه.. فالصورة له.. أو كل تصور عنه.. لم يك إلا من خلال التعريف به.. عالماً.. محدثاً.. سلفي العقيدة كاتب مقالات..
ـ فالشيخ صالح بن عثيمين.. كان من حسن حظي أن عرفته فقد تعلمت منه الكثير، وعرفت به الكثير.. كان عالماً بحق قرأ الكتاب.. وأثرى من علم الكتاب.. لم يقتصر على بعض الكتب في الفقه، وإنما اعتصر من الأمهات صفوة سواء في التفسير أو الحديث وحتى اللغة نحواً وصرفاً.. وقليل هم الذين بذلوا جهداً في تعلم الصرف، وأقلهم من استقام لسانه على أن يحسن الإلقاء والإبانة.. بيان تشرق به اللغة الفصحى..
ـ عرفته حين زارني مراجعاً، لأصرف له بعض ما خصص له من راتب شهري، وأجرة بيت سنوية.. وتحدث إلي فإذا في العباءة عالم، وإذا في الخباء طالب علم.. أو أعسرته الدنيا.. لأسباب بعضها منه.. وبعضها عليه.. ولعلّه لا يحب أن أذكره بها، أو حتى أن تذكر عنه.. حتى لو كان فيها ما يزينه ولا يشينه..
ـ كان طالب علم في بريدة، وهو من أهلها.. وكلف بهذه الصفة أن يكون أحد الدعاة في الهجر.. ثم رحل إلى عمان تارة في مسقط وتارة فيما حولها.. ثم رحل إلى الهند.. يعب علم الحديث عباً.. فإلى عالم الحديث في الهند.. انتهى علم الحديث فيهم.. فاشتغلوا بالدراية والرواية. على عكس المشرق.. قل فيه أهل الدراية.. واستكثر فيه بعض أهل الرواية.. قل أمثال بدر الدين الحسني المغربي الدمشقي ورشيد رضا وأحمد محمد شاكر..
ـ وكانت ((بهويال)) مدينة العلم ((كأمرت سر)) و ((ديوبنت)) وما إليها.. حتى إذا اكتمل عوده.. وامتلأ جرابه، وجمع خزينته من الكتب.. عاد إلى مسقط رأسه مدينة بريدة.
ـ وكان اتساع ما جمع من العلم، أصابه ببعض الضيق.. فسكن مكة.. يعمل أول مرة بإصلاح الساعات وما إلى ذلك، حتى إذا عرفه ((قدهي المحمد)) و ((عبد الله بن دخيل)) و ((عبد العزيز القنيعير)) ((وعبد الله السعد)) كان في كل ذلك متنفساً له وعوناً..
ـ ثم عرفته بعد ذلك.. حتى إذا عرفه عبد الله بن عبيد.. خادم سمو الأمير عبد الله بن عبد الرحمن الفيصل؛ تغمده الله برحمته فاتصل بسموه خصوصاً في الطائف فوجد الإكرام عنده، وانفتح أمامه المجال، وتنفس يتحدث في الإذاعة ويكتب المقالات.
ـ وكان بيني وبينه حوار طويل، حتى إنه في بعض الحالات يتواضع إذا ما طرحت حديثاً في مجال علمي، يقول لي بتواضع الأكابر أجزني.. كبريائي، فأعتذر فيقول لي إن كثيراً من الأكابر يأخذ عن الأصاغر.. فأتشجع ولا أكتم عنه أبداً رؤيا رأيتها، أو معلومة حفظتها.. فيبشرني بخير، ويعلمني الصواب.. حتى حمدت أن أطرح الخطأ لأتعلم الصواب.
ـ أكتب ذلك أداء لواجب الوفاء.. لا بعامل الإطراء ولعلّي قد حرمت طويلاً من التمتع بحديثه.. حبسني حابس الفيل، فأسأل الله أن يمنحنا نعمة التوفيق فيما بقي لنا من العمر..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :829  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 814 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج