شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عَافيَة الدمُوع
خبر مثير!
كان الأثير لدي حين فكرت فيه، أسرع بي لأن أحب أكثر، فالبغضاء تأكل وجدان المبغضين. وحين قالوا عن الحسد إنه يأكل صاحبه لم يعرفوا أن البغضاء حسد الإنسان لنفسه، يريد أن يشبع بكراهيته للناس بينما هو قد أجاع وجدانه حتى أبغض فالبغضاء مرة أخرى تدمر العصب لأنها تأتي بالغضب أو يأتي بها الغضب.
أما الحب فحياة الوجدان، لا يرهق العصب، ويلبس الدم حرارة متجددة، حتى الغضب إذا ما طرأ على المحب كان فيه معادلة الترفيه واستفاقة مؤقتة ترتاح بها الأعصاب ليعود الدم ساخناً، حتى ليشفى المريض مرضاً جسدياً حينما يبرز الحب بفورة الدم يتحدى المرض.. يتعداه إلى صحة جديدة.
ـ قال لي: ما رأيك في الزواج والحب؟
قلت:
ـ الزواج امتلاك، لكنه يضعف الحب بين القرينين حين تستديم الحياة الزوجية إلا إذا تطورت بحب جديد.. حب الأبوة والأمومة.
فالحب إن كان سبباً للزواج أصبح مطلب هذه الأيام، بينما الزواج قبل هذه الأيام وإن كان امتلاكاً فإنه قد يتأصل به الحب.. بالمودة والرحمة والبنوة والعشرة..
إن الزواج الامتلاك قد يطغى به مادة الامتلاك، ولكن الحب هو الامتلاك الأقوى.. قوة المعاني.. قوة الروحانية في العاطفة والوجدان والعقل والتصرفات.
وبعد هذه المقدمة أصُوغ الخبر المثير!
إنه خبر أبان قدرة الله التي أودعها في الحب، كما أودعها في الدموع. فالبكاء قد لا يكون حسرة، وقد لا يكون سخرية، إنه كثيراً ما يكون مطلباً جديداً استجابة لنداء الحب.
وسمعت هذا الخبر من (صوت العرب) في برنامج أو سهرة (أصائيس) (يعني أقاصيص) فقد نشر وأذيع أن فتاة إنجليزية نسيت اسمها نشأت عمياء حتى بلغت ثمانية عشر عاماً من عمرها، وعاشت تحب صديقها وصدقت أنه يحبها، ولكنه حين بلغت هذه السن ولم تبصر وظلت عمياء تركها.. انصرف عنها.. ولعلّه أعلن أن السبب في عقوقه كان عماها. فبكت.. وبكت.. وانهالت الدموع.. فإذا هي تفاجأ بالنور يلمع خلال الدموع!
باكرها الضوء شاعاً من حرارة الدم والدموع وعمق الحب.
أخذوها إلى الطبيب فأبصرت.. رأت الدنيا، فإذا الدنيا على سعتها تضيق، وبضيقها تتسع.
فالحب حين أطبق عليه اليأس ثار.. أعلن قوته وفرض سلطانه.. وكانت الدموع سلاحه. أي معجزة هذه يصنعها الحب الذي أودعه الله في القلوب!
ويعجبني قول الرافعي يكتب عن تنازل الملك الإمبراطور (إدوارد الثامن) يوم تنازل عن العرش من أجل الحب.. حبه لمسز (سامسون):
(وجاءت الدنيا بالإمبراطورية والأسطول والعرش، وجاء الحب بامرأة مطلقة من زوجها، فقال الحب هأنذا).
فانتصر الحب!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :726  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 780 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.