شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من الترفيه
وما تكاد تجمعني المصادفة، بالأستاذ الكبير (أحمد المبارك) إلا وجدتني أتعلم منه الكثير، لا يأنف أن يسمعني، وأفرح أن أسمعه.
وجلست بجانبه في حفلة العشاء التي دعتنا إليها الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة، لنشاركها التكريم لشاعرنا (طاهر زمخشري).
وجاء ذكر الشعر، وجفوة المتزمت أن يقرأ الشعر، أو أن يقوله، فأخذ الأستاذ أحمد يمنح من عد زاخر، فما أكثر محفوظه، وما أرق ملفوظه، قال:
من شعر الأستاذ (عبد الله بن علي آل عبد القادر الأنصاري): أحد علماء وشعراء (الإحساء) المتوفي سنة 1344هـ يصف فيها (وردة):
خليلي ما أبهى وأبهج هذه
وأبهج منها وردة الوجنات
يقطّف هذا بالبنان وإنما
يقطّف ذاك الورد بالشفهات
رعى اللَّه جانيه وإن كان قد جنى
عليّ بما يجنيه من حسرات
ومن شعر الأستاذ (عبد العزيز بن حمد آل مبارك) من شعراء (الإحساء) وعلمائها، يصف (شجرة أترج) فيها ثمرة:
وأترجة خضراء ماست غصونها
بها ثمر قيد النواظر أصفر
تذكرت لما أن رأتها نواظري
وقد يقتل الصب الكئيب التذكر
عروساً تهادى بيننا في حليها
عليها رداء مذهب الفرش أخضر
وله قصيدة مدح فيها والده:
وكائن له في وعظه من نصائح
تذيب قلوباً أودعت قسوة الصخر
وكائن له بين الند من خلائق
رقاق حواشيها تحاكي الهوى العذري
هذا شعر يدل على أن الأستاذ الواعظ، والمعلم، لهما وقارهما، كما أن لهما أوقاتاً، ينفرج بها الكرب بالمسامرة، والمعايشة الحلوة، بين الأنداد والأصدقاء.
فالوقار ليس تزمتاً، والمزاح ليس فيه تفريط، فما أحسن الوسط.
فمن المسامرات التي حضرناها في جلسة مع شيخ، أصدر هذه (الفتوى) عن الشاي، يقول:
((وفرض صباحاً وسنته ثلاث، كره الزيادة على خمس، إلا في (قيلة) و (جمع أحبة)..)) وكنا في قيلة في بستان (المصرع) على حافة وادي (قناة) في المدينة المنورة، الأساتذة والتلاميذ، فنزل البركة فتيان صغار، وقفز على البركة فتيان كبيران، أخافا الصغار بضربة (الهوبة) فما كان من أستاذنا، السيد (محمد صقر) وأستاذنا (محمد الكتامي) إلا ونزلا إلى البركة.. فانحاز الصغار في جانب، وإذا هما بـ (الهوبة) يضعان أحد الفتيين الكبيرين في ركن، والآخر في ركن ثان، لا يقدران على مصارعة الشيخين بـ (الهوبة).
فأخذ الصغار يصفقون ويضحكون، وابتأس الكبيران لأنهما غلبا من الشيخين.
الأساتذة كانوا آباء، والتلامذة كانوا أبناء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :904  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 774 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج