شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأم
والطفل أمه كل شيء عنده، كل شيء فيه وكل شيء له، حب الطفل لأمه قسر وطبيعة، لا يمكن أن يكره طفل أمه، حملته وهْناً على وهن، حضنته طفلاً يرضع منها، فالحنان فيها هو استدرار الحليب من ثديها. وأطفال اليوم يخسرون عواطفهم نحو أمهاتهم إذ لم يرضعنهم.
قد تعذر نساء الغرب ينصرفن عن الأطفال، يذهبن إلى العمل ويتركن أطفالهن لـ (البزازة) فأصبح الطفل له أمان الأم التي ولدته والبزازة التي أرضعته، انقلاب في طبيعة الأم، إن حرمان الطفل من بعض عواطفها يحرمها الكثير من عواطفه.
لقد حرروا المرأة فاستبعدوا الأم حين أبعدوها عن حضانة الطفل. تلك ضرورة العيش في الغرب، وإنها لضرر التقليد حين أصبح داء أصاب أمهاتنا.
وكان الطفل مريضاً بذات الجنب، التهاب الرئة، ما عرف أمه حق المعرفة، لم يبلغ الثالثة من عمره ولكنه صحا أخيراً بقبلة وضعها عمه على خده، فلا يزال يحب هذا العم لأنه قبَّله وهو مريض وأحب أباه لأنه رآه يبكي بجانبه، والآن قد شاخ أصبح يحب أمه كثيراً لأنه لم يعرفها.. يريد أن يعرفها الآن! لقد تناساها طفلاً وشاباً وكهلاً، لأنها كانت حين قبله عمه وحين بكى أبوه جالسة لم تنظر إليه.. ما لمسته بيد حنون، لم ير إلا صفحة خدها، فقامت إلى بيتها ولم يكن الطفل معها، كان في بيت الشعر عند جدته لأمه، ولم تعد فقد أصابتها الدفتيريا، وماتت.. حرموه أن يرى أمه ميتة.
لماذا فعلت الأم ذلك؟ أحسب أنها ما فقدت الحنان والحب لطفلها ولكن لعلّها أجبرت أن تتزوج أباه أو لعلّ المرض شاغلها، هكذا أصبح يعتذر لها.
لقد انصرف عن كل الحب لأي حبيب، ولم تبق الحبيبة لديه إلا أمه حتى حرم منها يرحمها الله رحمة الأمهات اللائي حملن الأطفال وأنجبن الرجال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :683  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 771 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.