شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
دمُوع الحب!
ـ وسألني.. ما رأيك في الدموع، هل يرسلها الحزين والمبتلى أم أن هناك دموعاً تذرفها عين إذا ما نعمت بمتعة؟
وفاجأني هذا السؤال، ولم تكن الفجاءة قد تأتت من تحجر الدموع في عيني وإنما كانت تحمل بعض الفجيعة من هذا السائل الطري الذي عرف الحب وصالاً ولم يعرفه بعد هجراً. فطعم الوصال لذة تسعده وطعم الهجر متعة رغم الشقاء، بالشقوة قد تكون فيها متعة البحث عن الأسباب التي جعلت الحبيبة تهجره. أهي فيه منه؟ أم هو منها بعوامل أخرى؟!
إن الدموع رسالة يبعثها الوجدان، يستفيق بعدها العاشق، يكسب منها لذة الذكرى من عمق الوصال أو متعة الحسرة من شقوة الهجر.
المحب إنسان، ولا متعة لإنسان إلا أن يكون في حلبة المتناقضات، فالسرمدية على حال واحدة إملال، وتقلب الأحوال فيها نضوج التجارب وتجارب النضج. فالمودة بين حبيبين يرسخها الزواج، وبين المودة والحب خيط رفيع. فالحب المستهلك لن تأتي منه المودة، والمودة المتهالكة في النظرة والعشرة والأمومة والأبوة ترسيخ للحب، فلا حب بلا مودة، ولكن قد تكون المودة دون حب يسبقها. فالحب صانعها والمودة تصنيع جديد له.. تزخرفه.. تجعل منه جديداً حينما يتراشقان، فالشفة على الشفة تطبع قبلة.. قال عنها الرافعي بما معناه:
والشفتان حين تلتقيان لا يعرف منهما ما قاله الحب، فالشفة على الشفة قول بالإشارة أو إشارة بالقول: أنا الحب!
ـ من هنا تتساقط دموع الوله من عمق المتعة أو هي من خوف ألا تكون بعد، فالدموع منها النقيضان تتزاوج أحياناً وتزدوج حيناً، لأنها قد تكون شكران الوصال يطغى على الوجدان كأن الفؤاد يعربد في نفسه فيرسل الحب دمعة شاكرة.
وقد تكون الدموع من حسرة الشقوة أو شقوة الحسرة حين تجفو المودة الحب، ولو كان ذلك بعض الوقت. فالشقوة الحسرة تدفع الوجدان حين لا يعربد الفؤاد لأن يرسل من سكونه دمعة على العين. فإذا ما بكى أو بكت الحبيبة يجري التنفس في وجدان كل منهما تعبيراً جديداً عن الحب بعين تدمع، حتى إذا استفاق الفؤاد كان العتب وكان الاعتذار ليكون الوصال، وحذار من الإنذار! فالتهديد من الحبيب والحبيبة تبديد للحب والمودة.
ـ فالدموع شموع.. في كلا الحالين تضوع ولا تضيع.. لأنها ضوء جديد يشرق من الوجدان!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :740  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 767 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج