شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الياسَمين!
وأخونا الشجي كنت الخلي قبل أن أكون الشجي بشجواه، زارني عصر يوم يبتسم فيه الغيم بالبرق قبل أن تبكي دموع الغيم يحيا بها الحياة. وجلس يكر به النوح المكتوم فأعجزه عن البوح، فإذا هو الشيء قد تقلص كل الشيء فيه، كأنما البوح قد رضّه رضا، فوجدتني أثيره لأطعمه البوح، فالبوح علاج لمرضى الحب!
ـ قلت له: دعني آتيك بعطري الجديد.
ـ قال: هات.. عطًرني.
فأنشقته عطر الياسمين، فأسرعت الدمعة في عينيه، كأنما مسه بارق الذكرى.
ـ قلت: ما بك؟!
ـ قال: لعلّك لم تعرف من قبل أني أحب الياسمين اللون، بصفرته الناعمة في الزهرة الندية، ولا أحب الياسمين العطر. فالياسمين اللون أعتز به ولا أبتزه، وهو يذكرني بصورتها.. بيضاء قد ابيضت صفرة الياسمين في وجنتيها. أما العطر.. عطر الياسمين.. فما هو إلا عصارة أحالت الزهرة، أرخصت جمالها، يبيعون عطرها بثمن غالٍ بينما هي الزهرة الأغلى.. قد لا أشمها ولكن لا بد أن أراها..
فاللون عندي هو هي!
إن عطر الياسمين تجارة، والجمال نسترخصه إذا ما كان يستحيل إلى تجارة. فكم من الجواري في سوق النخاسة كن من الجميلات، بعضهن وردية وغيرهن قمحية والسيدة فيهن هي التي لها لون الياسمين! ولكن بيعهن في سوق النخاسة بخاسة، لا ترى من اشترى إحداهن عن حب، وإنما عن متعة الذكر بالأنثى!
أبعد عني عطر الياسمين! إنه يذكرني باستعباد الجميلة. أنا لا أحب الوردية، ولكني أحب الياسمينة! كما أحب الملاحة في القمحية. ألم تسمع إجابة عمر بن أبي ربيعة حين سألوه عن البيضاء الوردية (عائشة بنت طلحة) وعن الذهبية القمحية (سكينة).. قال:
ـ (عائشة أجمل وسكينة أملح)!!
إن عمر بن أبي ربيعة شاعر يتفنن، وفنان شاعر. لقد كان كما قال: طاهر الذيل، شاعر قال ما لم يفعل!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :725  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 766 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج