صُوَر! |
وتلفنت إليّ تسأل عن نفسها: أهي باقية في نفسي؟! ولم أجد إجابة ترضيني، أو ترضيها.. فقد فزع الفؤاد من احتراف الترضية، فحين أبتعد عن الحب بقسوة الأخذ منها.. لم أجد نفسي تطيعني أن أمنحها العطاء! |
تخيلتها حين سألت أنها نهضت يتثاءب النعاس من عينيها، فكدت أرضخ للذكرى ولكن قسوتها أضاعت تلك الرقة في عينيها الناعستين! |
وامتد الخيال حين ابتهجت لأعطيها لتأخذ، فإذا بي أراها ماثلة أمامي.. فقد تجسدت الرؤية - ليست في مرآة التليفون - فلم يصلنا ذلك بعد، وإنما كانت مرآة النفس الواجدة حين صهرها الألم من ضيعة الحب.. فقد يضيع الحب في غفلة الحبيب، أو من بعض نزواته، وتلك مأساة وقت، ولكن.. ضياع الحب فيها ومنها مأساة.. هي أول من يشقى بها، وإن كابرت، فالأنثى كثيراً ما تكون سعيدة بشقاء الحب، ولا بد أن تشقى حين يكون الحب فيها أخذاً دون عطاء. |
كانت حلوة.. أحلى ما فيها: الحزن العميق.. لا تخفيه المسرة، فالحزن العميق يصبغ وجنتيها بصفرة الياسمين، وما أجمل أن تكون الوجنتان ورديتين تحمر وتصفر بوميض لحظة ومضت فمضت. |
كنت أعشق جمالها حين تشكو.. لا بألفاظها وإنما بألحاظها، فالشكوى المرة لا تخفى عن مشاعر المحب، لكنها قد خسرت نفسها.. إذ لم تكن باقية في نفسي، ولم أخسر نفسي لأن بقاءها ما زال عميقاً.. أستتر به عنها، لئلا تصبح رخيصة بالأخذ، ليكون ما أعطت من قبل ذخيرة الإبقاء عليها.. فلأكن أنا المحب، وإن لم تكن هي إلا الشيء الثمين الذي أصبح طاهراً بما كسب، خاسراً ذلك الثمين.. ألا وهو بقاء الحب! |
فلعلّها، وقد أسمعتها السؤال العابر عن الغيبة وعن الأوبة.. كأنها قد كانت عابرة سبيل، فصرخت تقول: |
ـ ما أقساك! |
ـ قلت: القسوة على نفسي وليست عليك، فإنك كنت القاسية بالرفض، وما أقسى أن أجد الرفض منك، ولكني أحيله إلى سلوة.. ماتت في نفسي الغالية، وبقيت في وجداني العالية، لأن الوفاء للحب إذا ما أضاع الغالية.. لا بد أن يحتفظ بالعالية! |
الغالية أنت: كنت المعنى للعشق. |
والعالية أنت: أصبحت المادة في علاقة التعارف. |
وقد أصبحنا أنا وأنت في نطاق المعرفة.. ذلك ما يؤلم وإن كنت تعيشين كما يقول الشاعر: |
أتراها من كثرة العشاق |
تحسب الدمع خلقة في المآقي |
|
- صوتان عشقهما صاحب الأذن السماعة، صوت محمد رفعت وصوت فيروز، ولا أريد أن أتكلم عن قيمة الطرب والغناء والموسيقى وإنما هي ملاحظة عرضت فأحببت أن أستعرض السبب القوي الذي أحال الأذن، وهي تسمع الكثير والكثير القوي والمعجب أن تدخر نفسها محصورة على ألا يكون الصوت الرصين تسمعه إلا صوت محمد رفعت، إلا صوت فيروز.. مع أن أم كلثوم قد بلغت الذروة، كأنما كل أذن عربية قد فتنت بسماعها (تتغنى كأنها لا تغنى) كما هو وصف ابن الرومي وَحِيدَ، أو هو قول ابن الرومي أيضاً في وحيد. |
مد في شأو صوتها نفس كاف |
كأنفاس صوت عاشقيها مديد |
|
كل هذا يدعو إلى أن أسأل عن السر المستكن والظاهر في قوة الضعف، صوتان ضعيفان، إذا ما تكلما كانا يهمسان، وإذا ما قرأ رفعت أو غنت فيروز استمال الضعف إلى قوة أخاذة من الانفعال بالإنصات، صوت أم كلثوم قوة تبرز به القوة، أما صوت هذين، رفعت وفيروز فضعف تبرز منه قوة الاستقبال بالسماع، لا قوة النداء منهما (تعال اسمعني لأنك مرغم بقوة ما أغني أن تسمعني) لم يقولا ذلك نداء وإنما فعلاه استجابة دونما نداء. |
ـ في صبيحة ذات يوم قبل أكثر من عشرين عاماً كان يبيت عندي وفي بيتي في مكة حمزة شحاتة وفي ليالي الصيف وليس في البيت إلا أنا وهو ننام تحت السماء على الدكة، والخادم اعتاد أن يفتح الراديو يتحين قراءة رفعت، فلما قرأ الشيخ قال حمزة شحاتة: ماذا تريد من هذا الصوت الضعيف؟ قلت: سيخدعك بقوة الضعف حين تنصت، وأنصت بتظاهر كأنه مرغم، كأنما أمليت عليه ذلك، ولكني عرفت بعد حينما استمر سماعه أنه قد أخذ، فهو صاحب أذن موسيقية يجيد الضرب على العود، ويعرف السلم بكل الأنغام، رأيته قد أطرق، قال: لقد سخرتني وسخرت مني هل هناك صوت يسمع أجمل وأعظم من صوت رفعت؟ دعوتني إلى أن أطرب بالخشوع والخضوع، ولو كان العود في يدي لاستجلبت ما استنكهت، حسبي الله عليك. |
قلت: أليس في هذا الوصف أطلقه على رفعت إن قوة السحر في صوته هي في أنه لا يصرخ وإنما يهدهد الوجدان بصوته الناعم الرخيم؟ |
وعرفنا بعد ذلك فيروز، فإذا هي على نسق واحد مع محمد رفعت، لا تصرخ لا تدعو أحداً يسمعها، وإنما كل من رنّ صوتها في أذنه قد استجاب لأن يسمعها. |
إن رفعت قد مات يرحمه الله، وينبغي أن أترحم على الذين اختلسوا منه أن يسجلوا صوته في هذه الآيات التي يقرؤها. |
أما فيروز فهي تعيش رغم أن لبنان قد مات، ليس في وجدانها ولكن من فعل العشاق، فهل تعيش فيروز لتعود لها الحياة جديدة في لبنان الجديدة؟ أليس من الجور أن تخاف فيروز في لبنان وهي العندليب الذي أعطى لبنان الصورة الجمالية كأنما هي أعطته جمال الجمال الذي هو فيه! |
فهل أقول قول ابن الرومي في وحيد: |
يا خليلي تيمتني وحيد |
ففؤادي بها معنّى عميد |
|
- قال لي: أعرف عنك أنك إذا ما خلوت مع نفسك واختلى بك ما تأتي به ظروف تكربك أو مفرحات تطربك، أخذت تنشد شعراً تتعزى به، تطرد كل السلبيات في نفسك، أو تهتز تعلن ما أطربك.. فما شأنك اليوم مع بعض ما تنشد به من الشعر؟.. قلت: حفظنا أن كبيراً عظيماً كثيراً ما كان ينشد هذين البيتين: |
إذا عقك الأدنى الذي أنت حزبه |
فواعجباً إن سالمتك الأباعد |
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة |
على المرء من وقع الحسام المهند |
|
فمعظم المسؤولية التي يحملها قد أعطاها من عقله أن يتحلى بصبر الكبرياء وكبرياء الصبر. وقد يحلو له إذا ما اهتزت إرادته أن يخاطب الإخوان والأعوان والبنين بهذين البيتين أيضاً: |
البيت لا يبنى إلا على عمد |
ولا عماد إذا لم ترس أوتاد |
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم |
ولا سراة إذا جهالهم سادوا |
|
ودعني أنصرف إلى نفسي لأنشد قول ابن زيدون، أحمد: |
أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا |
وناب عن طيب لقيانا تجافينا |
بنتُم وبنَّا فما ابتلَّت جوانحنا |
شوقاً إليكم ولا جفَّت مآقينا |
|
ثم أنطلق من هذين البيتين إلى بيت أحمد شوقي: |
أحرام على بلابله الدوح |
حلال للطير من كل جنس |
|
وأعود إلى نفسي مرة أخرى لأنشد قول ابن زيدون: |
ما على دهريَ بأس |
يجرح الدهر ويأسو |
والمحاذير سهام |
والمقادير قياس |
ربما أشرف بالمرء |
على الآمال يأس |
|
تلك كانت سلوتي.. الإعراب عن المرارة بالحلاوة.. وأرفض أن أجتر الحلاوة مرة ولكن جاءت المرارة في هذه الحلاوة في قول الشاعر: |
جزى بنوه أبا الغيلان عن كبَرٍ |
وَحُسْنِ فعلٍ كما يجزى سنمّار |
|
فأعاد صاحبي يقول: حين يمرضك الكرب تعزف لي نغمات الطرب، وحينما تطرب لا أجدك إلا إنسان نفسك.. قلت: هو هكذا (إن الله لا يحب الفرحين).. |
ـ حينما كنا شباباً، وكانت نشأتنا في طيبة الطيبة، وتربتها غزلة، وإذا ما مسنا وهج الجمال، في الإنسان، وفيما حوالي الإنسان، و (العقيق) الوادي الجميل، مرتع الغزل والمتغزلين أيام كان (الترف) عذرياً، و (العشق) تصوفاً. |
حين كنا كذلك، لم نتعمق في قراءة الشعر، الذي يستجيده الباحثون، يتعالى به الناقدون على الشعر الذي يجري على الألسنة، ألسنتنا نحن الشباب، الذين كنا ما نعيش الغربة عن التربة، ولم يتملكنا سعار الاغتراب، كما يجري على ألسنتنا هذا الشعر، الذي كان يسترخصه، من يتهمون عصره بعصر التخلف.. فإليكم هذه الأمثلة. |
صاح في العاشقين يا لكنانة |
رشا في الجفون منه كنانه |
بدوي بدت طلائع لحظيه |
فكانت فتّاكة فتّانه |
خطرات النسيم تجرح خديه |
ولمس الحرير يدمي بنابه |
|
نراه شعراً جميلاً، يصف واقعاً عما أفعم الأفئدة بحب الجمال.. وما كنا نعرف عن المتنبي هذا البيت، فقد أصبح لدينا هو واقعنا الآن: |
وفتانة العينين قتّالة الهوى |
إذا نفحت شيخاً روائحها شبا |
|
وأحياناً ينشدنا السيد عثمان حافظ، هذه الأمثلة حفظناها عنه: |
وشادن قلت له |
دعني أقبِّلْ شفتكْ |
فقال لي كم مرة |
قبلتها ما شفتك |
|
وبيت آخر من هذا القبيل: |
قبلته في ثغره فقال لي |
بث اثتحي بث اثتحي |
|
وما أحلى البيتين للشاعر المكي (سحراً): |
ظبي جاوا قد سباني |
لفظه الدر الأنيس |
ثغره كنز اللآليء |
ريقه النقر منيس |
|
أليس هذا شعراً، عبر عن الشعور؟ فمن التعسف والرفض لهذه الحلية البيانية أن ترفضها. |
قد تكون المقارنة، في مجال الدرس.. أما إن كانت في غير هذا المجال، فهي من الدرس لهذا التراث، أي تعريضه للاندثار. |
ـ والأنثى تعطيها الأمومة، مكانة عالية، ليس عند أبنائها وبناتها وأهليها جميعاً فحسب، بل في المجتمع كله.. وحين جرى حديث، عن أحد (الفلاحين) قال شاب: إنه قد تزوج فلانة التي كانت.. فلا أدري كيف غضبت؟ لكني أدري لماذا غضبت؟ أليست الأنثى أمي وابنتي وأختي، فأخذت أزجره: لا تعد إلى مثل ذلك، تخلَّقْ بخلق الإسلام، إنك تغتابها الآن، لكنك ذكر، تغتفر لنفسك كل ما يعيب، وتحسب على الأنثى، أقل ما يعيب، إن في هذا السلوك ما يظهر منه أن الذكر يتعالى، ولو كان معيباً مسرفاً على نفسه، وينزل إلى أسفل حين يغتاب الأمهات، مع أن الخفية لا تعطيه التعالي، وإنما أنت حينما تصف أي أم بما وصفت تستكبر أن تكون هي كذلك، لا تعطيك التعالي، فالإكبار للأنثى هو الذي يجعل الرجل يتلسن، كما تلسنت.. وخذ مثلاً، أن أي امرأة، وقع بينها وبين أخرى خصام بعيد، يكاد أن يكون مستحيلاً أن تسب امرأة أخرى بما يجرح عرضها، ولو كانت تعرف عنها ذلك، فالمرأة عفيفة اللسان، لا تذكر عمن تخاصمها ما يشين عرضها، فإن هي سبت فإنها تسبها: هي عدوتي، طويلة اللسان، غجرية، تكره الجيران، إلى آخر هذا السباب، الذي لا يتنافى والعرض.. |
فأشرف ما في الأمهات أعراضهن، أما الرجل فيسب الرجل الآخر، بكل أنواع السباب التي تتناول العرض، فالأم، أعني الأنثى أين كانت، وعلى أي مكانة، فإنها من احترامها لنفسها ستّارة، لا تعيب الأعراض.. |
ـ قال: لم أكن أقصد، أرجو أن تسامحني.. |
ـ قلت: أرجو أن يعفو الله عنك، وأن يأجرني حيث أدبتك.. |
ـ والإنسان يعيش المتعة حين يرى الجمال في كل شيء، في الجبل وتضاريسه ومساقط الماء كأنه قد انشق جداول، وفي الشجر وفي كل شيء.. |
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد جل جلاله خلق الإنسان ومتعه، خلقه في أحسن تقويم، ويتم حسن التقويم في الخلق إذا أتم الله النعمة على الإنسان بحسن الخلق، ولا تحسبوا أن عشق الجمال في كل شيء ينافي حسن الخلق، بل إن الخلق الكريم ينمو بحسن الذوق، فالذين لا ذوق عندهم يتعثر سلوكهم.. |
إن الجمال ليس في اتساق النسق وإنما في تنافر الشكل، أنت لا يعجبك جبل أملس كأنه حصاة واحدة وإنك لتعجب من جبل ذي تضاريس، نتوء يبرز به شكل وكهوف وجداول فإن هذا الاختلاف يكسو الجميل جمالاً.. |
كل هذه المتع يتذوقها الإنسان.. يعشقها.. يسرح ويمرح بين السفح والقمة.. تحت جذع النخلة أو حين يرقاها يجني رطبها، الجمال في النخلة هو في النسق غير المتسق بين جريدها التي أصبحت كل جريدة ليفاً وكرنافاً، وحتى العراجين تتلون شماريخها متعة للنظر وإمتاعاً للذوق.. |
كل هذا تشبع منه النفس والعين وحتى القلب، لكن شيئاً واحداً قد يتفوق في تذوقك له ومتعتك به.. هو الكلمة البيانية شعراً أو نثراً، حديثاً مرسلاً أو مذاعاً أو متلفزاً، ذلك لأنه يجمع بين متعة النفس والعين والقلب ويزيد عليهم بمتعة العقل ومتعة الاحتفاظ.. كل جميل غير الكلمة البيانية قد ينتهي إلى الذكرى، أما الكلمة البيانية فإنها لا تنتهي بالذكرى لأن متعةً العقلُ بها يجعلها حاضرة ناضرة بالتذكير كأنها وقد امتلأ العقل بها أصبحت تذكرك بنفسها دائماً.. فأصحاب البيان لا تكاد تنساهم، فالبين لهم عنك بعيد أن يكون، لأن الإبانة منهم قرب عقل ونزهة روح! |
ويكفي البيان ثناء قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلم كما هو في الحديث الصحيح: (إن من البيان لسحرا) ودعني أضرب لك مثلاً بكلمة أو كلمات، قالها الإمام علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه (إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره، وإن أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه).. وكلمة خليل مطران شاعر القطرين يصف جنازة مسيحية يذهبون بها إلى القبر بين الطبل والزمر فقال: |
|
وكلمة الرافعي مصطفى صادق: (إذا اتخذت سفيها ليسافه عنك فاحذره في اليوم الذي لا يكون فيه سفيهاً إلا عليك!) وكلمتي: (الأباطرة كانوا يحتكرون الموبقات فأصبح السماسرة أباطرتها!). |
إن الكلمة البيانية متعة النفس والقلب والعقل والروح. |
ودعونا نعتزل الجد لئلا ننعزل عن الغزل! |
فكاتب هذه السطور ابن المدينة المنورة والمدينة تربة غزلة، فأتحدى كل ناسها أن يقول واحد منهم إنه ما أحب، فالحب إذا امتلأ به قلب ترق به العواطف ولا تسترق عقول العاطفيين. |
كنت جالساً في مكتبة السيد (عثمان حافظ) بباب الرحمة، وبجانبي أستاذنا وشيخنا (محمد عبد القادر الكيلاني التونسي المصري) (تلميذ جمال الدين الأفغاني)، والتركي اليوناني والمدني، فمرّ إنسان تياه قد شبع شبابه من جلال الجمال وجمال الجلال! |
فقال الشيخ: |
ربِّ إن الملاح جاروا علينا |
وتعدوا حدودهم فأجرنا |
|
فذكّرني بما نسيت، ولم أذكر في حينها إلا أبياتاً للمنخل اليشكري. |
قال هذا الجاهلي كأنه ابن هذا العصر: |
ولقد دخلت على الفتاة |
الخدر في اليوم المطير |
الكاعب الحسناء ترفل |
في الدمقس وفي الحرير |
فدفعتها فتدافعت مشي |
القطاة إلى الغدير |
ولثمتها فتنفست |
كتنفس الظبي الغرير |
وأحبها وتحبني |
ويحب ناقتها بعيري |
|
فأنشدتها للشيخ، فقال: |
ـ أتلومني بإنشادك ذلك البيت، أم تذكرني بأيام خلت؟ |
قلت له: |
ـ أنت تونسي، وتونس ورثت حضارة الأندلس، فأثر (زرياب) و (ابن زيدون وولادة)، كلها نبض أعراقك وقلبك.. |
فقال: |
ـ اغتربنا عن تونس، ولا زالت هي المؤنسة، فهي تؤنس كل حبيب! |
قلت: |
ـ فهل أنشدك أبياتاً أخرى؟ |
قال: |
ـ فرج كربي أو زدني كرباً! |
فأنشدت من مختارات الحماسة لأبي تمام: |
وفي الركب مَحْنِيّ الضلوع على جوى |
متى يدْعُه داعي الغرام يلبِّهِ |
تذكر والذكرى تشوق وذو الهوى |
يتوق ومن يَعْلَقْ به الحب يُصْبِهِ |
غرام على يأس الهوى ورجائه |
وشوق على بعد المزار وقربه |
|
|