شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عبد الله الغذامي ))
ثم أعطيت الكلمة لسعادة الدكتور عبد الله الغذامي فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم, والحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
- حاولت أن أعتذر عن الحديث الليلة, ليس لإِحساس في نفسي بأن ما أجده فيها غير كاف لتكريم أستاذ جليل بهذا المقدار, ولكن استشعاراً لهيبة الموقف. فمنصة كهذه يجلس عليها مربون أجلاء, كبار في مقامهم, كبار في علمهم, كبار في خلقهم, كبار بما يرسمونه لي وفي نفسي من مسلكيات راقية وعادية.
 
- وأحسست أن وقوفي بينهم سيجعلني في حرج من أمري, لأن الأولى أن أكون فـي مجلس أتعلم فيه ولا أتحدث. وقد يكون الصمت أبلغ من الحديث. ولهذا العرب قالوا في بعض كلامهم الصمت حكمة, وكنت أظن أن صمتي الليلة سيكـون حكمة أجرب ممارستها, ولكن أستاذنا الفاضل الشيخ عبد المقصود خوجه أصر عليّ أن أتكلم, والكلام الذي في نفسي كثير, وكثير جداً.
 
- فأنا تلميذ لرجل فاضل صنع الرجال, هو المرحوم صالح الصالح شقيق شيخنا. ذلك الرجل الذي صنع تاريخاً مجيداً ليس في العلم ولكن في الخلق, تعلمت منه في المدرسة العزيزية كيف يمشي في أروقة المدرسة, ويلتقط الورقة الساقطة على الأرض, لكي يشعر الجميع أن من خلق الرجل الفاضل أن يلتقط الورقة, لكي يبين لنا أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة.
 
- كان يدخل علينا في الفصل, وكان يتابعنا في الشارع, وكان يتكلم مع أهالينا, وكان يراقب كل حركة فينا.. في فكرنا وفي مسلكنا. وحينما كبرت وبدأت أقرأ في الجرائد وأتابع الأستاذ عثمان الصالح, وجدت أن ذلك الرجل كان مستمراً, مستمراً فـي أخيه, في هذه الأخلاقيات, المسلكيات الراقية, وصرت أتعلم من الأستاذ عثمان كامتداد لوفائي لذلك الرجل الذي كنت أنظر إليه وهو قمة شاهقة وأنا صغير أَدُب في الطريق.
 
- فلقد جئت الليلة, وكل ما في نفسي هذا الإِحساس الكبير بأنني في مدرسة علمية وأخلاقية راقية, وكنت أود أن أتشرب علمها وأخلاقها.
 
- طرفة صغيرة أرجو أن يسمح لي أستاذي الجليل بأن أقولها له, قال كلاماً عن الشعر الحديث وقبلته منه, لكنني أقول: يكفينا من رجل بحجم عثمان الصالح, أنه بعظمته وبخلقه, حينما وجد في نفسه على الشعر الحديث ما وجد لم يغلق الأبواب على هذا الشعر, فخرج لنا من بيته واحد من أبرز شعرائنا هو أحمد الصالح, ويكفينا أن لنا أحمد الصالح؛ شكراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :666  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 133
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج