شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صحافة وشخصيات صحافية
ظاهرة قد لا تكون غريبة ولا عجيبة، وقعت في أوروبا الغربية، فبعد حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر رأينا رؤوسنا كبيرة ذات سلطان في أكثر من دولة تتوالى سقوطها واحدة بصورة أو بأخرى، ليس أولهم - برانت وليس أخرهم هيث.
إن المستر هيث خسر معركة الانتخابات لرئاسة الوزارة بخسران المحافظين وفوز العمال، ويظهر أن اليد الخفية بدأت تهمس تقول: إن - هيث - أسقط حزب المحافظين فلو كان غيره الرئيس لما سقطوا وتحولت الهمسات إلى جهر، فإذا هو لا يحوز الأصوات التي تبقيه في زعامة الحرب رئيساً لحكومة الظل، فقد فازت عليه فسبقته - مارغريت تاتشر، يعني أن بنت بائع الخضار فازت على ابن الجزار، كلاهما هيث ومارغريت، وكما قلت من زمن غير بعيد جدير بأن يكونا من العمال بحكم النشأة. لكن المعرفة والذكاء والكفاءة وعطاء المحيط والبيئة عوامل ترفع الأقدار، فلا يسألون هناك عن النجار والجزار وبائع الخضار، كما أني قلت في لحظة المقارنة كان ينبغي لمستر ويلسون أن يكون من المحافظين فنشأته لا تحرمه من ذلك، غير أن الفكر والرأي والمنهج عوامل صيرته من العمال.
إن مستر هيث سقط بعد أكتوبر، فهل هناك من أسباب الإيجاب منه نحو العرب كان العامل في إسقاطه؟.
سؤال على الإعلام العربي أن يكشف الجواب.
وسؤال ثان نطرحه على الإعلام العربي، نرجو أن يعطينا تحليلاً وترجمة لهذين الشخصين المحافظين يوظف نفسه حتى تعرف عنهما ما هم له، ما هم له في سياسة الدولة حين يتزعم أحدهما الحرب رئيساً لحكومة الظل، أو فيما بعد رئيساً للحكومة البريطانية.
من هي مارغريت؟.
من هو ويلي هوايت لو؟.
فالمعرفة عوامل مؤثرة في قبول الرأي فيهما صواباً نأخذ - خطأ نرفضه.
فلا زالت بريطانيا ذات وزن ليس في غرب أوروبا وإنما هي كذلك في سياسة الولايات المتحدة وذات وزن من ناحية مواقفها في اتجاه القضية العربية في ماضيها وما كان منه، وفي حاضرها المتأرجح أحياناً إذا مالت الريح حيث تميل.
* * *
* لم أغضب من جاهل نشر إعلاناً في مجلة (آخر ساعة) عن تأثر صحافتنا بالخبرة المصرية. إنه جاهل أضحكنا بهذا الأسلوب الذي عرضه. ولكني غضبت من عالم احتفل بهذا الموضوع فأخذ يعتذر كأنما هو يري أن يضحك علينا أن الصحفي المعلن قد أسرف في الأسلوب ولكن الواقع أن تأثرنا بالسوريين أولاً بدر الدين النعسان. محب الدين الخطيب.. فؤاد الخطيب.. يوسف ياسين.. رشدي ملحس.. ثم تأثرنا بالصحافة المصرية والكاتب المصري.. ولا عيب في ذلك... أفلسنا أصحاب التأثير فيهم من قديم الزمان؟.. لم ينكروا ذلك.. فالغضب لا معنى له والترضية ضحك على الذقون!! ولا يعني هذا أن أبخس الأستاذ: أنيس منصور حقه وفضله فلعل عاطفة نبيلة حملته على ذلك!!.
* * *
* اليوم لقيته... فما ترك إنساناً قابله... يسأل عن حاجة إلا وخرج من عنده راضياً بنعم طريّة صادقة، بلا رفيقة واثقة.
وقلت له: أسأل الله أن يقيك شر الثناء عليك! ما دعوت الله بها إلاّ وأنا أريد الوقاية له من غيظ الحاسدين له، والكائدين، من الذين لا ترضيهم راحة الناس ولا يعجبهم قضاء الحوائج لإنسان محتاج.
فأيما إنسان اليوم قد أنيط به عمل أو أمر. وأسرع في انجازهما إلا واستحق الثناء.. لكن هذا الثناء قد يكلفه غالياً من غيظ المغتاظين. ونكادة المعطلين، يرهقه بغائلة من كيد الكارهين ورجعت إلى نفسي أسألها: أليس من ذكائه أن يفهم أنها تحذير له من نفسه لا من غيرها؟.
فقد تحمل العبارة معنى الوقاية من شر الثناء.. يعني الوقاية من الغرور والتيه وإرهاق الناس باستعراض المن عليهم.
أشهد أن هذا المعنى وارد، وقد يكون هو المتبادر السريع إلى فهم السامع، لكني وربي فالق الاصباح ما أردته، ولا قصدت إليه.
إن البداءة تأتي العميقة في المفهوم على صورتين وأكبر، أما اللوامع فتأتي سريعة خاطفة تحمل معناها الوحيد كومضة وتنطفىء.
آه من البداءة فإنها المرهقة لفكرك كمخاض بها والمرهقة لحدبك كإرسال وتنقية، والمرهقة لجولتك كإيضاح وتفهيم واعتذار وصراخ وحجاج... آه من البداءة ((جمع البادهة.. من البديهة)).
ما قصدت تحذيره من غرور. وإنما قصدت الدعاء له بالوقاية من غيظ حاسد، وشر مكايد.
لكن الوجه الآخر من صورة الكلمة ((البادهة)) هي التي أرهقتني جعلتني أفسر له ما أردت على القرطاس تسجيلاً وتذليلاً وتدليلاً...
فهلا أعطيتني من سوانحك سوامحك؟!.
* * *
* هل يكون كلامي خفيفاً على الصحافة اليوم أعني جرائدنا؟!.
هو ثقيل على المراسلين في الطائف... قد يسمعون الكلمة فيعتذرون وهذا طبيعي... لكن الصعوبة أتوقعها من غير المراسلين... من الأكبرين والمتوسطين... هؤلاء هم الذين يغضبون. وعجيب ذلك!!.
العجب أن الصغار حينما يخطئون ويتعرضون لهم الكبار أكثر من غضبهم لأنفسهم.
أهي حماية أم تغطية؟!.
سيان.. فالواقع لدينا أنك لا تستطيع نقد صغير تخشى غضب الكبرياء سواء كان رئيس تحرير أو مدير عمل على طريقة ((لطم الدابة لصاحبها)). اليوم مثلاً حاولت أن أعتذر وأشكر فلم أستطع!.
حاولت أن أعتذر عن تأخيري في الطلوع إلى الطائف... اسمع المحاضرة التي تقرر أن يلقيها الأستاذ يوسف أبيش عن الإسلام في القرن العشرين كحلقة من سلسلة المحاضرات التربوية الثقافية لدورة تدريب مديري المدارس لما بعد الابتدائية.
حاولت أن أجد خبراً في جريدة عن إلقاء هذه المحاضرة في موعدها فلم أجد. تعطلت أن أذكر ذلك في اليوميات تذاع غداً حتى بعض المسؤولين في أكثر من جهاز إعلامي أو تعليمي أجد عنده الإجابة.
الإجابة كانت لا أدري..
هل هذا صحيح؟!.
أين المراسلون؟!.
وقرأت المقال الممتع بأسلوبه وفكرته ومنحاه.. كتبه الصديق الأستاذ عبد الله بن عبد الرحمن الجفري... نشر في عكاظ يوم أمس!.
قرأته حتى إذا فرغت منه تلوت وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وعن الصحافة والزمان والمواخبة والمرادعة كتبه. وبالواعز الفني والغني سطره بالمشاعر الشابة الطموح مصدق شاديه ومشيدة تنصف الفكرة النيرة تأتي من عمل السباقين على ما بينه وبينهم من خلاف سبق. وعلى تباعد في الصلة والوصال والرغبات... فلم يكن يستجدي واحداً. وإنما هو يستنخي الكثيرين يثير النخوة بالمقارنة. يضرب لهم المثل لتضرب بهم الأمثال!. اتخذ من الصديق حسن قزاز مثلاً. ليجعل من الصديق عبد الله خياط ضارب مثل بالاقتداء واللحاق. كل وأسلوبه.. ولكل شيخ طريقة.
أشار بالمنافسة وأبعد التحدي.. نوه بالمواكبة والمرادفة والتآخي وأعرض عن التلاحي والمزايدة والتجني ليبعد كل ذلك عن المسابقة في عكاظ والمدينة.
وحينما أشاد بحسن قزاز لم يجحف بأحد.. وإنما أعطى لسابق حقه كأنما هو يضرب على وتر حساس.. ليقول لغيره ممن يدعيها ادعاء: هكذا التاريخ ينصف السابقين ولو بعمل واحد.
السابقون يضعون اللبنات في البناء يرتفع بهم وباليد العاملة معهم. يتعاملون مع الأساتذة لأنهم الواثقون بأنفسهم. ولا يتعاملون مع المسخرين يهبط بالإنصياع مستوى ما يعملون.
لقد أدخلني محمد عمر توفيق إلى حومة الصحافة فتح لي بابها على مصراعيه واحتضتني حسن قزاز فأعطاني مفتاح الباب إليه ليدخل غيري معي لا يغلقه ولا أغلقه على أحد. عرفان الجميل لا يصنعه إلا القادرون على صنعه. وأحمد الله فإني لا أجد لذة أكثر من صنع معروف.. والله يجزي الشاكرين.
لقد اختلفت مع حسن قزاز كثيراً كما اختلف معه السيد عبد الله جفري. واتفقنا معه كثيراً فلم أفتقده صديقاً. ولم يفقدني الصديق ذلك أن الخلاف لم يكن على التوافه. وقد يكون من صنع ظروف. أو من صنع وراء التوافه. التفاهة في التصرف والسلوك والهدف هي التي تغشى النفس حتى لتصاب بالهيف في الفكر والجودان بدلاً من أن تصيب المعدة.
حسن قزاز لم يكن رخيصاً في الصحافة أعطاها الكثير وأخذ منها الكثير شيء عرفناه بالممارسة والمعاشرة والانفصال والاتصال والخصومة والمصالحة. يعني بوسائل المعرفة سلباً وإيجاباً.
وعكاظ الجريدة والمدينة لم يكونا في هذه المسابقة في تعارض ولا يخوضان الملاحاة والتحدي.
* * *
* هل تمضي الأيام المباركة في شهر الخير والحب والصفح والتسامح ليكتب العريف. وأرد عليه؟!.
أحسب أن هذا شين لا زين فيه!
ولكن العريف يريد ذلك، ولقد كنت أتمناه، وأني أعده بقبول التحدي لأكتب عن العريف كما عرفته. لعله سيطبعه يوماً على نفقته!.
سأشبع العريف بما يشتهي، وبما لا يشتهي، ولكن ليس في ((تمر وجمر)).. ولعل المجال أوسع في ((اليوميات)) يأتي لي، وآتى رديفاً له.
إن المجال واسع لديه ليقول ما يشاء مما يعرف، وما يستقرىء، وما يستنتج، لأقول عنه ما هو أكثر مما أعرف ومما لامست، فكلانا قد تعرى أمام صاحبه في كثير من النقائص والنقائض.. وهكذا يصبح الصديق أعلم بالمضرة.. غير أن هناك فرقاً بين ما يقول الصادق يجد له ألف شهيد، وشهيد، وبين آخر قد لا يجد من يشهد له!.
غير أني لست في حلٍّ من القول.. لكي ينطلق القلم جامحا يعربد... لست في حل لأمرين... هما من قيمة العريف ومن قوامه. فأنا لا أستطيع أن أصل إلى قيمته كأمين لعاصمة الدنيا حرز الإسلام ((مكة المكرمة)) فما أنا إلا صاحب ((تمر وجمر)) و((كلمة ونص)) ذلك ((أريل)) معدودات أكرم ما فيها أبيها من عرق الجبين!.
فرحت بالشيخ والأستاذ عبد الله عريف يعود كاتباً لهمساته يستمر فيها. فلقد كان ذلك همساً في نفسه. ولغيره في أشياء يخطط بها آماله وأعماله وأصبح اليوم همساً بنفسه لنفسه يشرحها للناس المحبين على الطبيعة دون رتوش. ولا زخارف.. ينفي بها الزعل ويطرد الزعل. ويحفز العمل. يقيم للكلمة امتلاء النفس القارئة بهذا القديم فيه الجديد منه المتجدد لنا. كأنما هو قد أفاق بفرحة الألم. وللآلام فرحة، إذا ما صهرت بها النفس المحبة يطرد الترحة من زخم الآمال والآمال إذا ما تحققت متراكمة تترك الفراغ في النفس، تناجي به الوخزة المؤلمة لتعود النفس إلى روحها، تخرج من معدتها.
أقرأ العريف. اليوم رجلاً لا موظفاً وكاتباً يفكر لك. كأنما يعطيك الوفاء بما فكرت له من قبل. والقارىء يفكر لكاتبه. للحماسة تحفز الكاتب أن يفكر جديداً. أليس في هذا الحس فكرة يعطيها القارىء لكاتبه إن لم يناولها له فإنه يتلقاها منه ولو بالمشاعر؟!.
يحسب الناس أني خصيم له ويحسبه الناس أنه خصيم لي، وهذا صواب في ظاهر ما يعلمون. أما باطنها البريء من الحقد والكراهية المليء بالارتفاع بالذكريات عن الانحدار إلى الترهات. فشيء تعطيه هذه الكلمة ثناء عليه، مع التهنئة له بالاحتراف يشاركنا في مسيرة قد نتفق فيها محترفين وقد تختلف من أجلها هواة لنأتلف بعد على هدف لا نستطيع الخروج منه لأنه الراسخ مترسباً في تربية جيل قديم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :990  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 749 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج