شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تاريخ وحضارة وآثار
وأقبل عليّ من بعيد كأنما هو يسرع لئلا اختفي عنه في زحام الطريق الغاص بالشارين والباعة والمتسكعين.
ومد يده هاشا باشا، يسلم تسليم العارفين!.
ـ قلت: من الأخ؟.
ـ قال: ألا تعرفني.. أنا فلان. كم لقيتك في مكان تشرب فيه القهوة.
ـ قلت: والله زمان: إنها السنون بدلت منك المعالم والشواهد.
ـ قال: ليست السنون هي التي تفعل، وإنما هو كرب النفوس ترتخي أمامه أعصاب فتترهل. وتشتد أعصاب فتقوى وتصلب حتى يستقيم بها إنسان يمضغ الكارثة لتهرول هاربة.
ـ قلت: لا بأس عليك.. كيف هي؟ أصحيح أنها احترقت؟.
ـ قال: أو لم تعلم بذلك؟.
ـ قلت: علمته متأخراً. كأنما هي كانت الحية التي ماتت في حياتها من نفسي، لتصبح الميتة التي تعيش كل حياتها في نفسي.. ما أرق خطواتها، لا تثقل على النفس كأرق خواطرها متعة للفؤاد.
ـ قال: ما عجبك فيها؟.
ـ قلت: قل ما أعجبني منها ولها!.
إنها لم تكن من علب الليل، لأنها ليست نئوم الضحى.
كل حياتها صحوة ناعسة، وكل نومها يقظة صاحية صيغت من ترف الوجدان في فهمها وقلبها. فأسقطت شظف الحرمان من حياتها.. لأنها فن قائم، لا عضلات تقوم! فهي لم تكن الفاقدة الواجدة. ولكنها كانت الواحدة في شاعرها كل ما يفنيها عن عبث في الظلال. فالضحى هو الوضوح في خُلقها وخَلقها.
إني لا زلت أعشق ذكراها.
* * *
* وهذه صور في سريرتها جهر، وليس في جهرها همس، تقرأ الرمس ناطقاً يضحك بفخار، ويبكي الأحرار من هول الدمار. لحق الأرض من خلفاء الدفين الأستاذ.. يلقن التاريخ، ومن بروز المهين لا يعلن من عراقة، ولا يشق على صداقة!!.
وقرأت هذه القصاصة في عدد من أعداد المجلة ((الأسبوع العربي)) أحب أن تنظر إليها نظرة المحدق في الدفين الشجن.
والنظرة الأولى عن وحدة الأثر في هذه الأمة فكل ما وجد هو برهان على ذلك..!.
اكتشاف تماثيل ومومياء طيور في الكويت.
اكتشفت في منطقة سقارة في الكويت أثناء القيام ببعض الحفريات سراديب جديدة للطائر ايبيس والصقر المحنط، وهي تمتد نحو 125 متراً وترتفع عنها 36 سرداباً، تتفرع بدورها إلى سراديب وتتكدس فيها الآلاف من مومياء الطيور. كما عثر على مجموعات كبيرة من التماثيل معظمها من البرونز تمثل أشكالاً مختلفة من الصقور، وأخرى للنمس والطفل حورس والقرد وصناديق صغيرة من الحجر الجيري الأبيض تحوي لفائف بداخلها بعض الديدان المعدة لتكون غذاء للطائر المحنط في العالم الآخر.
ومن الموجودات التي عثر عليها أيضاً، مجموعة من اللوحات الفنية المختلفة تحمل نصوصاً باللغة الكارية ويعود عهدها إلى نحو 500 عام قبل الميلاد. وقبل ذلك كشف سراديب ضخمة للبقرة المقدسة وهي تعتبر من أهم الكشوف الأثرية في القرن الحالي بعد توت عنخ آمون ومراكب الشمس في مصر.
* * *
* ولا أدري لماذا يغضب الرئيس من أي مقاس كبيراً أو صغيراً، إذا ما انتقدت عملاً قام به موظف تابع له؟.
فالمفروض أن هذا النقد، ما هو إلا تقرير قدم إلى الرئيس ليحاسب على النقض، ويردع عن السبب، ويحث على الكمال، ويقوم الخطأ والخاطئين، ويحمد لهم صوابهم لإعطائهم الثواب أو لإنزال العقاب!!
لكنها عقدة ((لطم الدابة لصاحبها)).
فعند بعض الأخوان من هؤلاء أن نقدك لموظفه ما هو إلا حملة على الجهاز ورأسه فمعاليه.
إن الأمر غير ذلك ((فعقدة)) داحس والغبراء أي لطمة الفرس التي أشعلت حرب غطفان بين عبس وذبيان ((قد مضى عليها دهر)) وأمات قراءها الإسلام.
فأرجو ألا يغضب الرؤساء والوزراء من نقد موظف أو مرفق فنحن إخوانهم كل خير فيهم ومنهم هو لنا.
ورفقاً بالقوارير فقد أصبح القلم وصاحبه في رهانة القارورة!.
* * *
* العرب يؤرخون بالأحداث والأيام، فقد أرخوا بعام الفيل، وعام الرمادة، وبيوم بعاث، ويوم أغوات، وبأيام البسوس وداحس والغبراء.
ومصر - العربية - في هذا العصر الحديث تظرفت فأرخت مرتين بعام (الكف) أي الصفعة:
ـ عام.. أيام ((علي يوسف)). وعام.. أيام ((أحمد ماهر وتوفيق دياب)). ولعلهم يؤرخون هذا العام بعام: (القبلة)!!.
ثم.. إني أسأله: أين حضارة اليهود أو العبرانيين... في أي مكان أقيمت.. في أي زمن نشأت؟ أتحداه أن يحدد الزمن أو المكان، فالحضارة إنسان وثقافة ووجدان ومكان، واليهود لم يمتد بهم زمان كزمن الفراعنة، أو عاد، أو ثمود، أو الكلدان أو غيرهم من أمتك العربية يا حسين فوزي. إن اليهود ليس لهم حضارة.. هم كالبوهيمين رحالة، سواء برغبتهم في الرحيل أو بطردهم.. لو قرأ ((حسين فوزي)) التاريخ جيداً لعرف أن هيكل سليمان لم يشارك في بنائه يهودي واحد، وإنما هم ((فعلة)) مستأجرون أو مردة مسخرون!.
لا حضارة لليهود، ولكن... بعض هؤلاء: توفيق الحكيم أو حسين فوزي.. ردوا إلى أرذل العمر، أما جائزة نوبل فأبشر الأستاذ ((رجاء)) أنها ستعطي لأنيس منصور قبل حسين فوزي!!
الأستاذ ((رجاء النقاش)) أعطانا صورة جسّد فيها المأساة... زعم أنه يحذر الأدباء، مع إني أتهمه أنه أراد أن يغري هؤلاء الأدباء ليفضحهم، فرجاء النقاش ينتهج أحياناً في أسلوبه الإغراء بالخلفيات، فالنتيجة التي يريدها ليس في ظاهر الأسلوب، وإنما في ما يخفي!.
أعجبني هذا المقال لأنه أعلن أن ((رجاء)) يستطيع أن يكون كاتباً حراً، فحين ما وجد الحرية التقطها، فأريد أن أحاوره على صورتين:
ـ الصورة الأولى: عن حسين فوزي - السندباد - الذي لا يعرف أن ثمانين في المائة من المصريين لا يعرفونه، ولكن 90% من العالم العربي يعرفونه. إن ((حسين فوزي)) حين ذكر الحضارة العبرية كان خائفاً من المجازفة يسير بها الباطل، فلم يقل اليهودية مع أن العبرانيين بعد أن كانوا بدواً أصحاب العير والبعير لم يعرف لهم شأن إلا لأنهم اليهود، فإطلاق العبرانية عليهم أو العبرية نظرية يختفي في ظلالها ((حسين فوزي))!.
في قصة الآستانة، والجيش الروسي حولها، كان الصدر الأعظم - هو: ((دلي فؤاد))، أي المجنون فؤاد، لقبوه بذلك لفرط ذكائه، وهو جد ((فؤاد كوبرولو)) صاحب الأزمة بين العلاقات التركية وجمال عبد الناصر!.
جلس ((دلي فؤاد)) أو الصدر الأعظم يفكر.. يتلقى الأخبار عن مؤتمر برلين، فإذا كبير الأغوات مر على ((السلملك)) ليدخل على ((الحرملك)) فرأى الصدر الأعظم ساهماً يفكر، فقال:
ـ (ايش يا باشا... ليه زعلان يا باشا)؟!.
ـ فقال الصدر: (دعني وشأني)!.
ولما كاد يذهب، خاف الباشا من أن يذهب الأغا إلى ((الحرملك)) يغري به (الجوزيتا) أي الوردة الحمراء.. السيدة الأول في ((الحرملك)) عند السلطان عبد الحميد، فناداه... يقول للأغا...
ـ أنت ما تشوف الجيش الروسي على أبواب اسطنبول؟!.
ـ فضحك الأغا يقهقه: (يو يا باشا... وحين سلطان يأمر. يخرج الصنجك. يجي البكطاشي شيخ الطريق. يقرأ مثنوي مولانا جلال الدين رومي. كله روس. كله جيش هف هف) يعني أن الجيش سيتطاير!.
وذهب الأغا إلى الحرملك. فتنفس الصدر الأعظم الصعداء.. يرفع يديه إلى السماء يدعو: (يا رب تعطيني عقله استريح، أو يأخذ هو عقلي فيجن)!.
ما أحلى جرسها حين سمعناها بالتركية، أوليست في هذه الصورة صور تشبهها؟!.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :934  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 744 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج