شخصيات سياسية |
لقد أحسن الكتاب الذين كتبوا كلمات رائعات عن صاحب المآثر.. مؤسس الوحدة العربية في ثوب مسلم.. في كيان كبير ((المملكة العربية السعودية)) البطل عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله. |
وأحسن هؤلاء صنعاً على صورتين.. صورة التسجيل تخص به البطل. |
وصورة الإشارة والإثارة للآخرين ليكتبوا تاريخ هذا البطل. |
قبل سنوات مضت ما كان أحد يعرف ما صنع عبد العزيز للأمة العربية من ناحية تكوين هذه الوحدة... سبق بها وأرسى دعائمها... جعلها مثالاً يضم المتألفين.. لغة وأعرافاً ومبادىء ومصالح وتراباً ومالاً. |
لم يسر بها على مركزية جافة... ولم يسر فيها على لا مركزية مائعة. |
وإنما سير كل جزء بما يلائم من التنظيم... ما كان نافعاً في نجد ويصلح للحجاز أعطاه.. وما كان صالحاً في الحجاز وينفع في نجد وما إليها.. وهبه ودعم العمل به. |
أما من الناحية الإسلامية. فحديث طويل، عقيدة صافية، وأمن وعناية بالحج والحجيج، واستقرار يسّر سبل الحج لكل من يريده. |
من هذا كله.. يصبح في وجداننا عبد العزيز في طليعة الزعماء في الأمة العربية والإسلامية كلها... فلولا فضل الله عليه. ثم حُسْن سَعْي منه لما استطاع من ينشد الوحدة العربية أن يتكلم عنها الآن.. وليس هذا تمجيداً. وإنما هو الحق نقوله توجيهاً وتوعية وشكراناً. |
* * * |
* والثناء إذا ما كان على الشخص يدخل في باب المذموم، ولكنه عندما يكون توجيهاً وتوعية لا يدخل في هذا الباب. |
في مساء أمس وصل جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز فتقبَّل التحية من الشعب - كل الشعب - ثناءاً على بطل، وتقديراً على عمل فرحة بأمل. |
إن الشعب أو الكاتب فيه حينما يقرر الحقائق عن زعيم لا أحسبه مسرفاً في ثناء لأنه يريد بهذا الثناء توعية الشعب وحفزه إلى الأهداف التي يسعى لها الملك القائد. |
هي دعوة كريمة لمسنا النتيجة منها في تقدير المكانة لنا كأنما هو قد رد لنا الضائع منا، هذا الضائع فقدناه من زمن بعيد.. هو شعورنا بأنا على تراب هو وأبنائه صانع التاريخ بهذه الأمة عربية ومسلمة. |
كل الثناء على البطل إنما هو حفز للعمل.. تحقيق للأمل. |
ولا شيء غير ذلك، كل الشيء هو أن نثق في أنفسنا.. ثقتنا في قائدنا من ثقة القائد بنا.. من توثقنا بصدق ما نحن عليه، ولا نسأل بعد عن الآخرين. |
* * * |
* لا أدري.. هل أنا الآن مع الحارث بن عوف المري؟ أم مع زهير بن أبي سلمى.. قتل أولهما الفتنة حينما تحمل أثقال المروءة فأكسب قومه السلام. وكارهاص لهذه النبوة بعدها فوراً أكسبنا السلام بين الأخوين في قبيلتين. |
وصفق الثاني للمروءة. دفع القيمة لها الحارث بن عوف وهرم بن سنان. |
فقال زهير: |
تداركتما عبسا وذبيان بعدما |
تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم |
|
لست أريد أن أكون مع هؤلاء رغم المجد سجله سطر على الدهر في تاريخ هذه الأمة. كان ذلك خلفتنا في جاهلية عمياء. |
أريد أن أكون مع الزعيم المسلم عربياً في نخوة قتلة النزوات، هذا اليوم لبس فيه عاهلنا فيصل بن عبد العزيز لباس المروءة ورثها عن أعراق في هرم بن سنان والحارث بن عوف. وفي أعصابه صبر ابن عمه الحارث بن عباد. |
كنت أتحدث قبل أيام مع الصديق الكريم الشيخ عبد الرحمن السديري قائمقام جدة... وكان يسمع. |
قلت له: إن هذه الرحلات لجلالة الملك أعرف بشائرها من قبل، فهو صاحب النهدة والنجدة يتحمل أثقال الإنقاذ. |
كنت أعرف ذلك عن حاسة في النفس والروح... عن علم من خيرين. |
تلك آمالنا أن يحقن دم. وأن يتم وفاق في الأردن. فاليوم هذا في صبحه.. دخلت على عجوز أم.. قالت: أترى هذا الماء البارد شربت قطرة منه. لقد ألقيته.. فكيف أشربه. وفي عمان والأردن طفل عطش، وأمه ظامئة. |
إن الفيصل رأس الإغاثة سيروي ويشبع ويهدينا السلام في الأردن الحميم. |
إيزنهاور يزور الجبهة في فيتنام، خبر يمر فلا تجد عليه تعليقاً، أما عن سأمه من أخبار حرب، أو عن ملامة الخائضين غمار الحرب! سيارة. |
لقد مر الخبر، فهل أجد فيه ما يدفع إلى التعليق، إن الجنرال الكبير، ورئيس الولايات المتحدة السابق، أحد صناع النصر والمجد لأمته لا يزور فيتنام وهو في هذه السن والمقام وقد خرج من المرض بالإعجوبة أو بالصعوبة إنه لا يزور في رحلة طويلة جبهة حرب إلا لسببين: |
1 - إنه يريد أن يحدد معنى الإيجاب في سلوكه لسياسة دولته، أمته، ولو كان على خلاف مع الحاكمين، سواء كان الخلاف عن رأيه كفرد، أو رأي حزبه الجمهوري كخطة لجماعة تعارض في شكل حزب حزباً يتولى الحكم اليوم. الإيجاب منه ضرورة في إبراز الدولة على صورة متحدة. |
2 - والسبب الثاني لعله خطة من الحزب يثبت وجوده في هذه الزيارة يقوم بها عضو بارز فيه، تجاوباً مع مسيرة الأمة وإعلاناً لموقف الحزب... أو مناورة في محاولات إبراز المسلك ضد الحرب النقيض.. خصوصاً والشعب الأمريكي على باب الانتخابات. كل حزب يقوم بالدعاية. |
|