شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
طيبة.. رحلة في الزمان والمكان (41)
والذكريات ليست إلا جغرفة للأرض، أرض المدينة كما أنها مشاهد تاريخية، ليس منها أن تكون مذكرات شخصية، فلن أقحم نفسي متحدثاً عن شخصي وإنما هو الحديث عن المدينة المنورة في عهد الدولة العثمانية العهد الحميدي والعهد الرشادي ثم عهد الأشراف ثم العهد لهذا الكيان الكبير المملكة العربية السعودية، فالذكريات تاريخ من التاريخ عن الأحوال والاتصال والانفصال والرجال وكيف ابتليت بمن حولها وكيف طاب لبعض أهلها أن يعيشوا الفصام بلا خصام ما أشد قربهم لبعض حين لا تكون المادة جراية أو صدقة وما أقوى فصامه حين تكون المادة أحباباً يتقاربون وبالعنعنات كثيراً ما يتباعدون.. أكتب هذه الذكريات فيها (( الأنا )) وإنما كلها الـ (( نحن )) .
خسر ترومان تجارة القماش فقامت إسرائيل..
والرحلة إلى أمريكا..
ورحلت من فيلادلفيا أصل إلى ((بفلو)) مدينة وكأنها قرية، وقرية اتسعت لتكون مدينة، فهي تجمع بين عطاء المدينة وحفاوة القرية.. أعجبتني، فلو تأمركت لكانت إحدى المدن التي أتأمرك لها، هي في الشمال ولم يكن شهر أكتوبر قاسي البرد كما هو أكتوبر الأمس، ودعوت المترجم والمضيف: هيا بنا نشاهد شلالات نياجرا تلك العجيبة من عجائب الشلالات، وصلت أتخطى شاطئ النهر الأيمن لم يأخذني مرآه شوهوه بما تراكم حوله حتى لكأنهم الآن قد عرفوا مدى تلويث النهر بما تقذفه المصانع، وما أسرع ما دخلت إلى كندا لا تفتيش لا خوف، عرفوا أني زائر فقالوا: تفضل، لأنهم شعب يعيش الأمن لا يشعر بالخوف فقبل أن تسهر الحكومة على الأمن، كان الشعب هو حارس أمنها، فالشعوب التي يركبها الخوف آسيوية أو أفريقية لا يدخلها الزائر إلا وهو يرى عيوناً ترقبه، وجوازات تفحصه وجمارك تبحث حقائبه كأن كل زائر يحمل التخويف للبلد الذي يزور يحسبونه مهرباً أو هارباً، كما كان ذلك بالأمس أما اليوم فالرقابة تحيط به يحسبونه إرهابياً.
وشاهدت الشاطئ الأيسر، فيا روعة ما صنع الله وبالحفاوة الإنسان يصون ما صنع الله، ولقد كان الشاطئ الكندي بريئاً نظيفاً امتلأ بالشجر ليس على صورة الغابة، إنما هو على صورة بستان، يبيعون عقوداً من حجر ملون، ليست من المرمر الأبيض ولا من المرمر الأسود، وإنما هي من المرمر الذي زخرفته أشعة الشمس بلون التصق به ليس له إشعاع وإنما التلوين يشيع في النفس حلاوة الحجر.. زخرفته طبيعة التكوين من صنع خالق الكون.
ورجعت إلى ((بفلو)) أركب الطائرة إلى دالاس حيث يسكن ابني ((د. فيصل محمد حسين زيدان)) يطلب العلم مبتعثاً كما إخوته الطلاب الذين يبتعثون، ومالي نسيت الأستاذ عبد العزيز المنقور الذي كان من خير الموظفين يرعى الطلبة السعوديين وكأنه أخوهم الأكبر. لم يكن مسخراً لأحد، ولم تركبه طبيعة الإِنحياز لفريق من الطلبة دون فريق، كان أستاذاً سعودياً عليه بصمة الكيان الكبير.. وإنه لكبير في تلك الأيام التي رفع فيها الفصام بينه وبين الطلبة، فإذا هو الأب أذكره لأشكره.
وقبل أن أصل إلى دالاس عجلت من ((بفلو)) إلى ديترويت وشيكاغو، ورأيت مصانع فورد، وما أكثر إنتاجها من السيارات، لكن فورد سيبقى اسماً يلمع في التاريخ الأمريكي، بل وفي تاريخ الإِنسان، لأنه صنع السيارة يركبها الإِنسان قربت المسافات وتناولت البعيد، فهي أكثر حرية من القطار، بل إنها أضاءت الطرق لسيرها وعبدت الطرق لمسيرتها فلئن كانت ذاتها عملاً مدنياً فإنها ستصبح عملاً حضارياً، فلئن أحيت الموات فإنها أكثرت الأموات، فالسيارة هي القاتل الأول.. إنها لا تقتل ولكن القاتل هو سائقها هو الطيش والتهور، كما قال المتنبي:
كلما أنبت الزمان قناة
ركب المرء في القناة سنانا
فورد صنعها.. عملاً أمريكياً فإذا هي الآن وقد صنعتها اليابان فأصبحت صناعتها من أسلحة الحرب الاقتصادية.
إن فورد.. وروكفلر.. وأديسون، رجال صنعهم الاستقلال وأبرزتهم الحرية، ولكنهم ذخيرة صنعها الرجال لتفوق المدينة، يصبح في التاريخ تترياً.. سواء كان قائدها ((أتله)) أو كان قائدها جنكيزخان.
فالجيش الأمريكي قلب الموازين ليس بقوة السلاح وإنما بقوة التسليح النفسي، التموين بالمعلبات والتنفس للجندي بما وراء الخطوط من عوامل الترفيه، بل إنهم يرسلون محاضرات الجامعات لشباب الجيش لا يفوته الدرس، بل وأرسلوا أسئلة الامتحان.
كانت الجيوش أول الأمر حتى جيش ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وروسيا، وما إليها من جيوش أخرى، إذا احتلوا مدينة يعيشون من مدخرات المدينة يشبع الجنود ويجوع الشعب المحتل.
أما الجيش الأمريكي وبالمعلبات من كل نوع، فإن ذلك كما ما هو تموين للجيش تموين للشعب المحتل.
نوادر:
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فهناك نوادر ثلاث عن الجيش الأمريكي وقادته، كان الجيش الأمريكي وهو يحارب اليابانيين يوم استغولت اليابان في الشرق الأقصى، قد أبرق قادته ((للبنتاجون)) حين أكل الجنود بعض الأعشاب فلحقهم مضرة، سألوا عما يأكلون من الأعشاب، فأجابهم علماء البنتاجون، كلوا مما تأكله ((الحمير))، وتلك شهادة من العلماء أقرت بعلم الحيوان، يعرف النافع من الضار من تلك الأعشاب.
والثانية، سألوا أحد القادة الأمريكان: من أشجع من الذين يقاتلون في الغابات؟ فقال اليابانيون، فقالوا له: والأمريكان؟ قال: ((هؤلاء يزيلون الغابات)).
والثالثة.. قال إيزنهاور قائد جيش الحلفاء في الغرب وهو من مهاجري الألمان لكنه تأمرك فتفبرك بالوطنية فلم يكن مثل كيسنجر تأمرك وما زال يهودياً، قال إيزنهاور لتشرشل: لقد انتفع جنودنا من معاشرة جنودك، تعلموا كثيراً من التهذيب، تعلموا أدب الخطاب للضباط ولم يكد ينتهي من كلمته حتى وقف جندي أمريكي أمام الجنرال إيزنهاور وتشرشل جالس معه، فقال الجندي الأمريكي يخاطب إيزنهاور: أرجو أن آخذ سيارتك لقضاء غرض فناوله إيزنهاور، وعجب تشرشل يقول: أي تهذيب في هذا، كيف يجرؤ جندي أن يطلب سيارتك، قال إيزنهاور يا هذا، فإنهم قبل أن يعاشروكم فإنه يأخذها دون أن يستأذن.
ورأيت شيكاغو، ولها سمعة لدى القارئ العربي سيئة عن رجال العصابات، وقد رأيت عمارة تكوّنت من ستة وستين طابقاً، من تلك الطوابق تسعة عشر موقفاً للسيارات، ولا أدري هل هي بلدية دوترويت أما بلدية شيكاغو التي لدى بنايتها مواقف للسيارات تسعة عشر ألف سيارة.
وكان المضيف رجلاً أبيض طوالاً تخطى الشباب إلى الكهولة، قال لي: ما أكثر الغابات يوم بدأ الأمريكي يعمر الأرض وما أكثر الأفاعي، ولكنه أزالها يقتني الخنازير يسلطها على الأفاعي، فإذا الأرض ممهدة للعمارات، ويعني ذلك أن عمران الأرض في تلك الأيام، مدينة للإنسان الأمريكي كما هي مدينة للخنازير.
وامتد بنا الطريق وهو يسوق السيارة يقول لي: أنتم العرب تتوعدون اليهود تلقون بهم في جوف البحر، قالها ساخراً وما أحسبه إلا يهودياً، قلت: لو احتلت كندا الشاطئ الأيمن لشلالات نياجرا ألا تغرقون غزاة كندا في النهر أو تلقونهم في البحر، ولو خطر للمكسيك أن تغزو بعض ما حولها من غرب أمريكا ألا تلقونهم في البحر، ها أنتم أحرقتم اليابان بالقنبلة الذرية، وها أنتم بكل القوة لديكم منعتم الصواريخ أن تكون في كوبا، بل وأنتم خضتم حربين عالميتين، فأهلكتم من تحاربون وهلك منكم الكثيرون، فكيف تلوم العرب أن يفعلوا ما تنكر لتخليص أرضهم من الغزاة؟، ولكني أقول لك بعد ذلك سيأتي يوم ستشعرون بطغيان اليهود عليكم فتلقونهم في البحر تفعلون ما فعلت أسبانيا.
ووصلت إلى دالاس وكان الوقت ليلاً أنظر إلى تحت فإذا الأرض كلها وكأنها مصباح كهربائي واحد، فتذكرت قول البحتري يصف البركة في دمشق ((كأن سماء ركبت فيها)) وتذكرت ((أديسون)) مخترع الألف اختراع إنه الأمريكي الأول دون منازع، ليس بالاختراعات الألف، وإنما بهذا المصباح الكهربائي، اكتشف بإجراء التجارب وعلى أساس من قانون الطبيعة التي خلقها الله، فإذا هو يهدي للإنسان النور، فلئن كان مكتشف النار أهداها، خطت بالإنسان خطوات واسعة للتقدم فإن أديسون بهذا المصباح أعطى الإِنسانية خطوات أوسع إلى التقدم.
وإن كان سهر الليل قد يعبث به العابثون، ولأديسون موقفان من صنع الذكاء، بل ومن صنع العواطف النبيلة فيه، لقد أراد أن ينير المصباح كل ظلام الليل في أي مكان، فالأسلاك التي جربها أول الأمر غالية الثمن وهو يريد سلكاً رخيص الثمن لينتشر المصباح، قالوا إنه جرب مئات الأسلاك من الذهب والفضة والبلاتين والنحاس وغيرها.. وغيرها حتى اهتدى إلى ما هو الآن، فلم يقتصر المصباح على أن يكون في البيت الأبيض إنما هو قد انتشر حتى أصبح ينير الأكواخ في المشرق والمغرب.
لم يكن أديسون كأحد الكهنة في المشرق يختزن الأسرار، فلو وصل أحد كهنة المشرق إلى هذا المصباح لانحصر نوره في بيت الإمبراطور والفرعون ومعبد بوذا. إن طبخة البامية من أسرار الطباخ الكبير لا يعلمها لصبيانه، وهكذا دفنت أسرار المشرق واتضحت اختراعات الغرب.
قال أديسون: إن التفكير في الاختراع سهل، وإبراز الاختراع قد يكون من السهل، ولكن تعميم النفع بالاختراع هو الصعب إنه في هذه الكلمة أسقط سلطان الإمبراطورية وأعلن سلطان الإِنسانية، لهذا وجد السلك الرخيص، المصباح في البيت الأبيض والمصباح في قرية نائية في الصحراء.
وله فكرة جانبها الصواب قال: ((النوم عادة وليس هو طبيعة فإذا هو أول من ينام لأن النوم طبيعة لا عادة)).
كنت أتصور كما هي طريقتهم أن يكون له في كل ولاية تمثال، ولكن لم يكن ذلك، لكنه مثال في تاريخ البشرية مدوّن في قراطيس فلئن أهدى المصباح فقد أهدى لشعب الولايات المتحدة مجداً في التاريخ إنه أعظم من فورد وروكفلر ولكن تقف عظمته تحيي عظمة جورج واشنطن وإبراهام لنكولن.
وخاطر قالوا إن أمريكياً ركب الأوتوبيس في اليابان، فمر ينظر قصر الإمبراطور فقال للياباني الذي بجانبه: منذ متى بني هذا القصر؟ قال الياباني: قبل أن تكون الولايات المتحدة.
ورأيت في دالاس القرية لا المدينة الجامعة لا العمارات الموتيلات الأوتيلات ريف جميل، يبنون الجامعات في القرى والريف، وكان ولدي د. فيصل محمد حسين زيدان، طالباً في الجامعة مبتعثاً من الدولة، أقمت أياماً وفي اليوم الثاني، زارني فتى من طلاب الجامعة أمريكي يدعوني باسم والده الجنرال القديم المتقاعد إلى العشاء في ليلة ((عيد الشكر)) كما هو تقليدهم ورثوا ذلك عن الهنود الحمر يشكرون حين تغيثهم السماء، قلت لابني: كيف عرفني ولماذا يدعوني. قال: كدت أفتح باب سيارتي لأصل من البيت إلى الجامعة فوجدت هذا الشاب ومعه فتاة من الطالبات في الجامعة، قد جلسوا في المقعد الخلفي من سيارتي، كدت أرجع لأترك لهم فرصة اللقاء، لعلّه خطيبها، فإذا هو يدعوني.. شكراً فيصل، ولم تكن بلغة العرب وإنما بلغتهم، أرجوك أن تصل بنا إلى بيت الفتاة فسيارتي ليست معي، وليست معها سيارة، فركب فيصل وأوصلهم إلى حيث يريدون فإذا الفتى صديق لفيصل، وكان فتى فارع الطول علمه أبوه أن يكون ((اسبرطياً)) يعرف كل الألعاب حتى المصارعة، نزل مرة يسبح في الأمازون، النهر العظيم في البرازيل،فلم يشعر إلا وقد التف حول وسطه حنش، فلم يفزع ولم يصرخ لأنه ((إسبرطي)) كان مستعداً لذلك يتمنطق بحزام فيه خنجر فاستل الخنجر يقطع وسط الحنش يتخلص منه، وهكذا حين تكثر الآفات في أي أرض يتعلم الرجال كيف يتخلصون من الآفات.
وذهبنا إلى قرية الفتى لتناول العشاء يستقبلنا أبوه وترحب بنا أمه وتضحك لنا أخته، فإذا العشاء ثريد عليه ديك ((رومي)) ذلك من تقاليد المسيحية الأولى، أخذها الحواريون الأول، كما أخذوا القلانس والعباءات التي كان يصنعها الفينيقيون من الأدرجوان من قشر السمك.
وجلسنا على المائدة، وجاء ذكر المسيح بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، فشرحت عقيدة الإِسلام في المسيح أول الأمر إنا نعتقد أنه رسول نبي أمه مريم العذراء وليس له أب، شرحت ذلك بتوسع فقال الجنرال وهو يسمع ذلك يترجم له ابني فيصل: إن القساوسة لم يعلمونا ذلك، إنكم تحترمون عيسى على الوجه الصحيح، وتكلم الجنرال مرة أخرى كأنه يجاملنا من أجل فلسطين قال: إنا نحن الأمريكيين لا ننسى ثلاثة أحداث زلزال سان فرنسيسكو وحريق شيكاغو وخسارة ((ترومن)) في تجارته ((المني فاتورة)) أي تجارة القماش، قلت: وما علاقة ((ترومن)) لا تنسون خسارته، قال لو لم يخسر لما استحوذ عليه اليهود ساعدوه أن يكون نائب الرئيس ليكون الرئيس وليكون عليكم مع اليهود.
وانتهينا فإذا الجنرال يلبس حلته كاملة يتحضر بمسدسين ليصل بنا إلى البيت لأنه يخاف علينا من الطريق ومن العابثين، كان يسوق السيارة حتى وصلنا إلى بيتنا.
وهكذا يعرف بعض الأمريكان تاريخهم ينكرون الإساءة على بعض الشعوب ويفخرون بما صنعوا لأنفسهم ولبني الإِنسان.
وجاء الفتى يودعني فأكبرت الوفاء منه واحترمت علاقته بابني وقلت: أمريكا سخت عليها السماء تمدها الأنهار وما بخلت الأرض تخرج الثمار وما عجز الإِنسان أن يصنع هذه الإمبراطورية التي أصبح قمحها واقتصادها سلاحاً قوياً أقوى من أسلحة الدمار.
ومن دالاس إلى تكساس رأيت طلابنا وكانوا كثراً وعرفت في هيوستن الصديق الكريم الدكتور بكر عبد الله بكر مدير جامعة الملك فهد وكم هو كبير عندي في اليوم الذي عرفته وإلى اليوم بما صنع لي من معروف.
إن تكساس تذكرنا بأي إقليم على خط عرضها، وهناك ملحة، فقد كان الجيش الأمريكي في الجزائر أيام الحرب العالمية الثانية وأكثره من تكساس علم أنهم يفاخرون بتكساس فقال لهم: إن الجزائري يعتز ببلده ويفتخر بها كما أنتم، فلا تغضبوا الجزائريين بالفخر عليهم، إنهم أصحاب ماضٍ سيحاربون من أجل استقلالهم لتكون الجزائر فخراً للعرب فخر الأمريكان بتكساس قال لهم ذلك قائدهم الجنرال الذي كان يحارب فلول رومل والذي انتصر في نهاية الحرب على جيوش المحور.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :880  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 721 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج